قال رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، محمد خليفة المبارك، إن نجاح «القمة الثقافية 2017»، التي اختتمت فعالياتها أمس، يمثل إنجازاً كبيراً لدولة الإمارات العربية المتحدة ولأبوظبي. موضحاً أن القمة، التي تعد حدثاً ثقافياً عالمياً، شارك فيه أكثر من 300 شخصية بارزة من قطاعات الحكومة ومجالات الفنون والإعلام والتكنولوجيا والسياسة والأعمال الخيرية وغيرها، تقدم نبذة بسيطة عن ما تقوم بها أبوظبي، وتخطط لتقديمه في المستقبل. نقاشات تمحورت نقاشات القمة حول شعارها، حيث ركز المتحدثون على أهمية التعاون في مختلف المجالات، وقدرة التقنيات الحديثة على صياغة المستقبل ضمن سياسة عالمية متناسقة، إضافة إلى كيفية الاستفادة من تأثير الفنون والثقافة كعناصر فاعلة لتغيير المشهد العالمي، وبناء جسور التواصل بين المجتمع العالمي، وتوحيده حول قضاياه الراهنة. الثقافة والتراث أشارت نائب مدير متحف اللوفر أبوظبي، حصة الظاهري، إلى أن اهتمام الإمارات بالحفاظ على الثقافة والتراث بدأ مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أولى اهتماماً واضحاً بالثقافة والتراث والتاريخ منذ الستينات مع بناء الدولة، إلى جانب اهتمامه بالخدمات الأساسية والبنية التحتية، مثل إنشاء المدارس، وعمل شبكة طرق حديثة، وغيرها. لافتة إلى أن أقدم متحف بالإمارات هو متحف العين الوطني، الذي يعود تاريخه إلى عام 1969، ويأتي متحف اللوفر ليواصل المسيرة نفسها. لافتة إلى تركيز «اللوفر أبوظبي» على الجانب التعليمي للجمهور من مختلف الأعمار والفئات، حيث نظم منذ عام 2009 مجموعة من الأنشطة العامة، لإشراك الجمهور من مختلف الخلفيات والاهتمامات والأعمار، تضمنت أكثر من 80 برنامجاً عاماً ونشاطاً تعليمياً. وحول إمكانية عقد دورة جديدة من «القمة الثقافية» في العاصمة الإماراتية في السنوات المقبلة، قال: «نحن في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لا نتوقف عن تنظيم الفعاليات الكبرى، سواء كانت القمة أو غيرها، فهناك دائماً سعي لجذب ثقافات من مختلف أنحاء العالم لأبوظبي». مشيراً إلى إن هذا التوجه ليس جديداً «فقد أرسى قواعده الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، الذي كان حريصاً على إبراز تاريخنا وتراثنا للعالم، وفي الوقت نفسه أن نسهم في إبراز تراث وتاريخ العالم، وأن نواصل علاقات التعاون التي بدأت منذ آلاف السنين في أبوظبي والإمارات، مع مختلف الحضارات والبلدان المحيطة بنا، مثل الصين والعراق وغيرهما». وأشار المبارك إلى أن القمة قدمت للمشاركين فيها الفرصة ليتعرفوا عن قرب إلى الصورة الصحيحة للعرب والمسلمين، من خلال مقابلة أشخاص لديهم رغبة في التعاون مع العالم، ويتحدثون اللغة نفسها، ولديهم إيمان بالعمل المشترك من أن أجل الجيل المقبل وتوفير مستقبل أفضل له. مضيفاً: «من خلال هذه الفعاليات نعكس رؤية ورسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي تقوم على العمل من أجل الأجيال المقبلة». وقال المبارك: «شهدت فعاليات (القمة الثقافية 2017) عقد ورش عمل يومية، ضمت مفكرين عالميين ومتخصصين في مجالات مختلفة، ناقشوا موضوعات عدة، وسيقوم فريق العمل في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بدراسة هذه الموضوعات، وتحليلها، لمعرفة ما ينقصنا وما نحتاج إليه من برامج وفعاليات لتطوير المجتمع، مثل تضمين مزيد من المواد الثقافية في المناهج الدراسية، وسيتم الإعلان عن نتائج هذه الدراسات خلال الفترة المقبلة». وقالت وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ورئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي و(توفور 54)، نورة الكعبي: «تسهم القمة الثقافية 2017 في إيجاد مفاهيم جديدة في التعامل مع القضايا العالمية، وتعزيز مكانة دولة الإمارات بشكل عام، وإمارة أبوظبي بشكل خاص، كمركز عالمي لالتقاء الأفكار، وابتكار الحلول العملية للكثير من التحديات التي تعوق الوصول إلى المجتمع الإنساني الحضاري، الذي يحيا فيه جميع أفراده بسعادة وأمان وسلام». وتضمن اليوم الختامي للقمة عدداً من الفعاليات، من بينها جلسة بعنوان «لمحة حول اللوفر». أبوظبي. عروض موسيقية تضمن برنامج الفعاليات عرضاً خاصاً بعنوان «طريق المطر»، قدمه الفنان العالمي سيبيل سزاجارس ردفورد، واستكشف العرض قضايا التغير المناخي، عبر رسم للوحات وموسيقى واستعراضات وأفلام، وإلقاء كلمات برسالة عن البيئة والاستدامة، وهو عمل فني تجريدي مكون من لوحات تتخطى المفاهيم السياسية، وقام بتصميم العرض سيبيل سزاجارس ردفورد، والفناون المترشحون لجوائز الغرامي: ويل كالهون، وديف إيغار، وتشاك بالمار. وصممه خصيصاً للعرض خلال القمة الثقافية 2017 الفنانة الجنوب إفريقية نتالي فيشر، وهو من إنتاج مواطنتها سيسل ليبورث، وقام بتأديته الفنانة الاستعراضية كيوري كاواي، والفنان ديفيد نيلسون من أبوظبي. كما قدم الملحن وعازف العود الإماراتي علي عبيد عزفاً موسيقياً رافقته خلاله عازفة القانون الإماراتية طيف علي.
مشاركة :