مقتل 18 من «سوريا الديمقراطية» بنيران صديقة

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت «قوات سوريا الديمقراطية» يوم أمس المرحلة الرابعة من حملة «غضب الفرات» التي تهدف للسيطرة على مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش في الشمال السوري، في وقت أكّدت فيه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن ضربة جوية للتحالف الدولي قتلت عن طريق الخطأ 18 مقاتلا من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فيما أعلن «داعش» عن مقتل وجرح عناصر من القوات الأميركية خلال المعارك. وقال البنتاغون في بيان له إنه «جرى توجيه الضربة بصورة خاطئة يوم الثلاثاء جنوب مدينة الطبقة، وقد طلبت (قوات مشاركة) في القتال ضد (داعش) في سوريا، توجيهها». ولم يوضح البنتاغون ماهية القوات التي طلبت تنفيذ الضربة الجوية، التي وقعت في إطار الدعم الجوي للتحالف في عمليات لتحرير الرقة. وذكر البيان أن موقع الهدف كان موقعا قتاليا متقدما لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وأن التحالف يعكف على تقييم سبب الحادث واتخاذ إجراءات احتياطية ملائمة لمنع وقوع حوادث مشابهة مستقبلا. في المقابل، أفادت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم المتطرف بـ«سقوط نحو عشرين شخصا من الأميركيين والأكراد بين قتيل وجريح»، وذلك في هجوم شنه شرقي الرقة. وذكرت «شبكة شام»، نقلا عن «أعماق» أن «جنودا أميركيين وآخرين تابعين لقوات سوريا الديمقراطية، قتلوا جراء تنفيذ عنصر تابع للتنظيم عملية انتحارية قرب مزرعة القادسية»، لافتة إلى أن «ثلاث مروحيات أميركية وصلت إلى موقع التفجير وأجْلت القتلى والمصابين». وفيما لم تنف واشنطن أو تؤكد الموضوع، قال ناصر الحاج منصور، مستشار القيادة العامة لقوات «قسد» إن لا معلومات رسمية في هذا الإطار، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى وجود قوات أميركية على أرض المعركة في ريفي الرقة والطبقة «تخطط وتدير وتنسق، كما تقوم بعمليات إنزال وبخاصة في الطبقة». وأوضح منصور أن «التأخير الحاصل في المعركة، مرده (استماتة) داعش في الدفاع عن المدينة وتحاشي (قسد) وقوات التحالف قدر الإمكان وقوع ضحايا مدنيين». من جهته، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 25 عنصرا من «قوات سوريا الديمقراطية» وإصابة عشرات آخرين بجراح متفاوتة الخطورة خلال 48 ساعة، في المعارك العنيفة التي تدور بين «قسد» وقوات أميركية خاصة من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى على عدة محاور في ريفي الطبقة الشرقي والجنوبي الشرقي بغرب الرقة. ويشهد ريف مدينة الطبقة المحاذية لسد الفرات الاستراتيجي، بالريف الغربي معارك كر وفر بين طرفي القتال، في محاولة من «داعش» صد الهجمات، فيما تحاول «قوات سوريا الديمقراطية» تحقيق تقدم والوصول إلى مدينة الطبقة بغية السيطرة عليها، وتترافق هذه الاشتباكات مع عمليات قصف مكثفة ومتبادلة بين الطرفين، وقصف لطائرات التحالف الدولي على مناطق سيطرة التنظيم. وفي سياق متصل، أفادت حملة «الرقة تذبح بصمت» أن طيران التحالف الدولي، شن غارات «غير متعمدة»، قرب مدينة الطبقة على مواقع لواء «صقور الرقة» التابع لميليشيات الدفاع الوطني المساندة لقوات النظام، ما أدى إلى مصرع 15 عنصراً. وأضافت الحملة، أن قوات «قسد» فرضت حداداً على قتلى لواء «صقور الرقة» في مناطق سيطرتها بريف الرقة الشمالي. وأصدرت قيادة «سوريا الديمقراطية» يوم أمس بيانا قالت فيه إنه «في منطقة العمليات العسكرية في محيط مدينة الطبقة ونتيجة خطأ، وقع حادث أليم، وخسرنا كوكبة من الشهداء والجرحى» لافتة إلى أنها «تقوم بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي بالتحقيق بالحادثة لمعرفة الأسباب والظروف التي أدت لذلك الحادث ولمنع تكرارها بالمستقبل». وبالتزامن، أعلنت القيادة العامة لغرفة عمليات «غضب الفرات» في بيان، يوم أمس، انطلاق المرحلة الرابعة لـ«تطهير ما تبقى من الريف الشمالي ووادي جلاب من إرهابيي (داعش)، وإزالة آخر العقبات أمامنا للتمهيد لعملية تحرير مدينة الرقة وإتمام الطوق والحِصار وتضييق الخِناق على الإرهابيين». وأوضح البيان أن «هذه العملية تتم بمشاركة مختلف الفصائل والقوات المنضوية تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية، وبدعمٍ مباشر من قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب من خلال التغطية الجوية والاستشارة الفعلية على الأرض»، لافتا إلى أنّه «يتم حاليا التقدم على محورين محورٍ شرقي ومحورٍ غربي، بهدف تحرير عشرات القرى الواقعة في وادي جلاب والريف الشمالي لمدينة الرقة». وأصدرت «قوات سوريا الديمقراطية» جملة من التوصيات للسكان، ودعتهم للتعاون معها والتحرك بما يضمن سلامتهم والابتعاد عن مراكز «العدو» والحذر من «مخططاته التي تستهدف لاستخدامهم كدروع بشرية»، متعهدة «ببذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وإخلائهم إلى مناطقٍ آمنة إلى أن تنتهي الاشتباكات». ويأتي الإعلان عن انطلاق المرحلة الرابعة من حملة «غضب الفرات» بعد ساعات من سيطرة «قسد» على قرية الرجم الأبيض، بريف الرقة الشمالي، حيث دارت اشتباكات عنيفة بكافة أنواع الأسلحة بين عناصر «قواتها وعناصر (داعش) في ريف الرقة الشمالي، بالتزامن مع غارات عدة لطيران التحالف الدولي على مناطق الاشتباكات، في قرية حزيمة ومزرعتي الجلاء وتشرين، شمال الرقة». في وقت تابع عناصر التنظيم، بناء الجدران الرملية في حيي المشلب ورميلة، على أطراف مدينة الرقة، لإعاقة حركة قوات «سوريا الديمقراطية» التي تستعد لاقتحام المدينة.

مشاركة :