ندى رياض بين التمثيل والإخراج والإنتاج تشق طريقها إلى «النهايات السعيدة»

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ندى رياض مخرجة مصرية شابة تخطو أولى خطواتها في عالم الإخراج مثل كثيرين من شباب السينمائيين من أبناء جيلها. درست الهندسة، لكن استهوتها السينما، وعملت كـ «مونتيرة» منذ عام 2008، ثم تدريجياً سلكت طريقها في دروب الإخراج حيث شاركت في ورش عمل عدة في صناعة الأفلام. استطاعت رياض أن تقتنص جائزة دعم الفيلم القصير المقدمة من مؤسسة‏ «روبرت بوش شتفتنج‏» للمشاريع السينمائية العربية الألمانية المشتركة، والذي نظمه برنامج «تالنت» أو «المواهب» المقام على هامش مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الماضية، والبرنامج شريك لمؤسسة روبرت بوش في مسابقة دعم المشاريع السينمائية التي تقدم جوائزها للشباب سنوياً في ما يتعلق بالمشاريع المشتركة لمخرجين عرب مع منتجين من ألمانيا. وتقدر قيمة الجائزة بـ (60 ألف يورو) وترشح لها 3 أفلام أخرى من دول عربية هي لبنان وفلسطين والإمارات لتتوج المخرجة المصرية بإحداها عن مشروعها الجديد‏ «الفخ‏»‏. وهو فيلم روائي قصير تدور أحداثه حول قصة شاب وفتاة يجمعهما مكان واحد في منتجع بحري منعزل وتعاني الفتاة التي تنتمي للطبقة العاملة من حصار وتسلط الشاب. لم تكتف ندى رياض بالإخراج بل سكلت طريقها في عالم «الإنتاج»، إذ أسست مع شريكها أيمن الأمير شركة لإنتاج الأفلام تحت اسم «فلوكة»، والتي ستنتج فيلم «الفخ». وتبنت من خلال شركة الإنتاج ذاتها برنامجاً تحت اسم «مهد» يهدف إلى تطوير أفلام بعض مخرجي الوطن العربي، وتأسس برنامج «مهد» بدعم من برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز والتحرير لاونج، وقام على تطوير 8 مشروعات بينها 3 أفلام طويلة و5 أفلام قصيرة. تخطو رياض خطواتها بروية وتؤدة وهي بصدد صناعة فيلمين قصيرين روائيين خلال هذا العام هما «الفخ»، و «هادي» وهو إنتاج مصري- ألماني، إذ قررت الانتهاء من إنجازهما لتبدأ العمل على إعداد فيلمها الروائي الطويل الأول. كما أن لها تجارب إخراجية سابقة، كان آخرها الفيلم التسجيلي الطويل «نهايات سعيدة» والذي قامت ببطولته أيضاً لاسيما أنه يتناول قصتها الذاتية، حيث تتمسك بحبيبها وبلادها معاً في ظل الأحداث السياسية المتصاعدة، الفيلم تبلغ مدته 71 دقيقة، ويطرح العلاقات العاطفية بين «الثنائي» في الفترة بين عامي 2011- 2013، وتعرض تأثير المتغيرات السياسية في تلك العلاقات عبر نماذج عدة، وقرراهم بالبقاء في مصر أو السفر. إذ كان لتلك المتغيرات أبلغ الأثر في قرار بعضهم البقاء في مصر، فيما قرر آخرون السفر للخارج. تحدثت ندى لـ «الحياة « حول «نهايات سعيدة « وكواليس صناعته قائلة: «بدأ مشروع الفيلم في أواخر عام 2012، وتطور إلى أن صار فيلماً تسجيلياً شخصياً يسرد علاقتي الشخصية العاطفية مع أيمن الأمير وهو مخرج ومنتج أيضاً، كما يتطرق الفيلم إلى العلاقات العاطفية لآخرين سواء من نفس الجيل أو أجيال سابقة. يتناول قصتي وأيمن الأمير الذي تربطني به علاقة حب وشراكة أيضاً». يشار إلى أن «نهايات سعيدة «هو باكورة الإنتاج لشركة «فلوكة»، كما حظي بدعم إنتاجي من مؤسسة «دوكس بوكس» الألمانية، وهي مؤسسة غير ربحية أسست في برلين بهدف دعم السينمائيين التسجيليين في العالم العربي وتعزيز ثقافة السينما التسجيلية الملتزمة العدالة وحقوق الإنسان. ولم يكن من السهل إنتاج فيلم يطرح تجربة شخصية، لذا واجهت ندى رياض صعوبة على الصعيد الإنتاجي لتوفير الدعم اللازم لصناعته لاسيما أنه فيلمها الطويل الأول، لكن الأمر كان بمثابة خبرة عملية لها لأن كل السبل لم تكن ممهدة، لكنه أتاح لها أن تتعلم خطوة بخطوة». حظي «نهايات سعيدة» باحتفاء دولي، وجاء العرض العالمي الأول له خلال مهرجان «إدفا» الدولي للأفلام التسجيلية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، المقام في العاصمة الهولندية أمستردام، وكان «إدفا» هو أحد داعمي الفيلم عبر تمويل جزئي، ثم عرض الفيلم في مهرجان سينما المرأة في فرنسا، وأخيراً في مهرجان أفلام الشرق الأوسط في مدينة فلورنسا في إيطاليا. تواجه شباب المخرجين صعوبات عدة خلال خطواتهم الأولى وتسردها ندى رياض قائلة «قلة الدعم الكافي لإنتاج الأفلام، إضافة إلى عدم إداركهم لغة وقواعد الإنتاج على المستوى العالمي، إذ لا توجد لدينا أماكن كثيرة تمكنهم من التعرف على نظم الإنتاج في شكل علمي، لاسيما أننا نتعامل طوال الوقت مع صناعة أفلام ذات تاريخ في مصر، لكنها تبقى مختلفة عن نمط الإنتاج في بقية دول العالم من حيث الطرق والأساليب والقواعد، وحالياً تتوافر أدوات كثيرة تيسر التعرف والتعامل في شكل عالمي ومنها جائزة بوش في مهرجان برلين». وأضافت: «أعتقد أننا منفصلون عن العالم، فالدعم بالنسبة للأفلام في مصر ليس كبيراً، في حين تجد أن السينما الأميركية لا يتوافر لها دعم الدولة ومع ذلك تتمتع بصناعة قوية، فالمفترض أن الصناعة نفسها هي التي توجد سبلاً للإنتاج».

مشاركة :