إرباك متعمّد للوضع في عدن لتعطيل استكمال معركة تحرير اليمن

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إرباك متعمّد للوضع في عدن لتعطيل استكمال معركة تحرير اليمنعملية تفجير الوضع الأمني في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن في لحظة التقدّم الكبير في معركة تحرير اليمن من قبضة المتمرّدين الحوثيين، لا تبدو مجرّد حدث عارض من فعل مجموعات غوغائية، بقدر ما هي مرتبطة بأجندات سياسية لأطراف تخشى على مكانتها في مرحلة ما بعد التحرير الذي لطالما عملت على تعطيله بدل المشاركة فيه.العرب  [نُشر في 2017/04/14، العدد: 10602، ص(3)]بعض الأطراف تجد مصلحتها في عدم الاستقرار عدن (اليمن) - شهدت مدينة عدن التي تُتّخذ عاصمة مؤقتة لليمن، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حالة من التوتّر الأمني، اتهمت مصادر محلية أطرافا سياسية بتدبيرها بالتزامن مع اشتعال معركة تحرير الساحل الغربي ضدّ المتمرّدين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وذلك بهدف إرباك جهود التحرير في إطار صراع حزبي على قيادة البلد بعد تحريره. وتحدّثت ذات المصادر عن وجود أياد لحزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، في الاشتباكات المسلّحة التي شهدتها مدينة عدن الخميس وخلّفت قتلى وجرحى. وشرحت أنّ جماعة الإخوان التي لا تشارك عمليا في الحملة الكبرى لتحرير الساحل الغربي، بدأت تخشى على مكانتها ودورها في مستقبل اليمن المحرّر من قبضة المتمرّدين، وعمدت من هذا المنطلق إلى محاولة إرباك الحملة باستهداف عدن المركز السياسي المهمّ، وإعادة الوضع الأمني هناك إلى مربّع الصفر بعد أن كانت دول التحالف العربي قد بذلت جهودا كبيرة في بسط الاستقرار ونجحت في جعل المدينة منطلقا لإحياء مظاهر الدولة اليمنية وبسط سلطانها بالتدريج على المناطق المحرّرة. وسقط قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة اندلعت، صباح الخميس، بين مسلحين مجهولين وعناصر من شرطة محافظة عدن جنوبي اليمن في مدينتي خور مكسر والمنصورة، بحسب مصادر محلية. ونقلت وكالة الأناضول عن سكان بالمدينة إن مجموعات مسلحة قطعت بالجرافات الشوارع الرئيسية في مدينتي خور مكسر والمنصورة؛ للمطالبة بإطلاق سراح سجناء تحتجزهم شرطة المحافظة. وأضافوا أن عناصر من الشرطة اشتبكت مع المسلحين، وجرى تبادل لإطلاق النار بأسلحة خفيفة ومتوسطة؛ ما أسقط قتلى وجرحى من الجانبين. وأكد مصدر طبي سقوط قتلى وجرحى قال إنّهم وصلوا إلى مستشفى الجمهورية التعليمي في خور مكسر. ووفق روايات السكان، تسود حالة من التوتر الشديد، مع انتشار قوات من الجيش في المدينتين، إضافة إلى إغلاق جميع المداخل المؤدية إليهما، ومنع الدخول والخروج منهما.محاولة تقويض جهود التحالف العربي لجعل عدن منطلقا لإحياء مظاهر الدولة اليمنية وبسط سلطانها بالتدريج وقال مصدر أمني، طلب عدم نشر اسمه إن “قوى معروفة -لم يُسمها- هي التي تقف خلف تلك الأعمال المخلة بالأمن، وتهدف إلى إثارة الفوضى في عدن، بعد أن شهدت استقرارا أمنيا كبيرا على مدار أكثر من عام”. وتابع أن “تلك الأطراف تدفع إلى الفوضى في عدد من مديريات محافظة عدن وغيرها، وهي معروفة ومكشوفة”، على حد قوله. وشدد المصدر على أن “قوات الأمن لن تتهاون مطلقا مع العابثين بالأمن والاستقرار، كما تمكنت من دحر الجماعات المسلحة -تنظيمي القاعدة وداعش- وقدمت تضحيات كبرى في سبيل ذلك، ستقف ضد أعمال الفوضى التي تحاول تلك الأطراف إشعالها في عدن”. وقبل اندلاع أحداث الخميس اقتحم مسلحون ينسبون أنفسهم إلى المقاومة مركز شرطة الشيخ عثمان في مدينة عدن وهرّبوا 23 سجينا مدانين بقضايا جسيمة، من بينها تهريب المخدّرات. وأكّد أحد السكان تعرّفه على قيادي ميداني من حزب الإصلاح كان يقود عملية الاقتحام. ومن حين لآخر تشهد عدن هجمات مسلحة على مقار أمنية؛ للمطالبة بإطلاق سراح سجناء في قضايا مختلفة، وعادة ما تسفر مثل هذه الهجمات عن سقوط ضحايا. وتقول مصادر سياسية إن ما يحدث في عدن هو استمرار لسياسة بسط النفوذ على المرافق العامة والتي تكررت من خلال مواجهات دامية عقب تحرير عدن من أيدي الحوثيين في يوليو 2015، إذ شهدت المدينة اشتباكات بين فصائل متعددة لانتزاع السيطرة على مرافق حيوية مثل ميناء عدن ومطارها. ومازال الأمن في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية يمثّل أحد التحديات، في وقت تقاتل فيه القوات الحكومية مدعومة بتحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية ضد تحالف مدعوم من إيران يضم مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية والرئيس السابق علي عبدالله صالح. وتشهد المناطق الغربية لليمن تطورات ميدانية هامّة باتجاه استعادة كامل الشريط الساحلي ذي الأهمية الاستراتيجية من أيدي المتمرّدين. وتمكّنت القوات الحكومية، ليلة الأربعاء إلى الخميس، من بسط سيطرتها على البوابة الغربية لمعسكر خالد الواقع شرق مدينة المخا ويعدّ من أكبر المعسكرات الواقعة تحت سيطرة المتمرّدين، فيما واصلت مقاتلات التحالف العربي شن عدة غارات على مواقع الحوثيين في المعسكر ومحيطه. وتسعى القوات الحكومية إلى السيطرة على المعسكر الاستراتيجي لتأمين مدينة المخا والمنطقة الغربية لمحافظة تعز لتعزيز تقدمها نحو محافظة الحديدة المحطّة الرئيسية لاستكمال تحرير الساحل الغربي اليمني.

مشاركة :