الحملات الانتخابية تلاحق الجزائريين إلى الواقع الافتراضي

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الحملات الانتخابية تلاحق الجزائريين إلى الواقع الافتراضيتشهد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر حملة انتخابية ساخنة تتبارى فيها الأحزاب السياسية لاستهداف أكبر عدد ممكن من الناخبين للانتخابات البرلمانية القادمة، مستغلة حضور الجزائريين القوي على فيسبوك.العرب  [نُشر في 2017/04/14، العدد: 10602، ص(19)]الحملة الانتخابية هجرت الشارع إلى مواقع التواصل الجزائر- لجأت الأحزاب السياسية الجزائرية على اختلاف توجهاتها إلى العالم الافتراضي لتنشيط الحملة الانتخابية التي انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى قبل موعدها الرسمي. وعمدت هذه الأحزاب إلى إطلاق صفحات لها على شبكة فيسبوك حيث قامت بتقديم قوائمها ونشرها على نطاق واسع مرفقة بتصورات هذه التشكيلات السياسية للحلول الممكنة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، كما كان لمقاطعي الانتخابات حضورهم القوي. وقال لطفي رمضاني المكلف بصفحة حزب التجمع الوطني الديمقراطي (ثاني أكبر أحزاب الائتلاف الحكومي) في العاصمة الجزائر، إن فريقا يضم أكثر من 10 أشخاص مجند خصيصا للحملة الانتخابية ويقوم يوميا بنشر وشرح برنامج الحزب وأفكاره على الصفحة الرسمية على فيسبوك. وذكر رمضاني بأن عددا من أعضاء الفريق ينتقلون يوميا عبر بلديات العاصمة حيث تنشط تجمعات الحملة الانتخابية ويقومون بنشر الصور والفيديوهات على ذات الصفحة. إلا أن هذه الجهود لا تلقى الكثير من الجدية بالنسبة للمواطنين، وهذا ما كان واضحا من خلال التعليقات على صفحات فيسبوك، فقالت إحدى الناشطات “عندما ينتهي حكم الجنرالات في الجزائر يمكن أن نتحدث عن بداية بناء ديمقراطية أما الآن فكله لعب ورق وتزوير وتزييف لإرادة الشعب الجزائري مثل العهد النوفمبري والنتيجة دائما محسومة بـ99 بالمئة”. وكتب مدون “نفس الكلام من نفس اللسان، أيها المترشحون مع كل احترماتي وبصفتي مواطنا عاديا من الجزائر لدي واجبات أطبقها. كما لدي حقوق أستفيد منها ومن أهمها: حرية التعبير… وهي مفقودة لدينا”. وتوجه ناشط آخر بحديثه إلى الأحزاب بقوله “نحن لا نريد وعودكم الكاذبة.. ولا نريد أن نضع ثقتنا فيكم لأنكم لستم مؤهلين لتحمل مسؤولياتكم.. نحن لا نريد صوركم في الشوارع أيام الانتخابات فقط… لا نريد صوتكم المزيف والخائن أيام الانتخابات فقط . نحن لا نريد أن نمنح أصواتنا لأشخاص هدفهم الوحيد 25 مليون دينار جزائري في الشهر. نحن لا نريد أن يحكم الجزائر خونة هدفهم السلطة فقط”.18 مليون مستخدم على فيسبوك يشكلون وعاء انتخابيا ضخما ومهما للأحزاب السياسية وانطلقت الحملة الانتخابية البرلمانية رسميا الأحد 9 أبريل بمشاركة قرابة 12 ألف مرشح يمثلون 53 حزبا سياسيا والعشرات من القوائم المستقلة التي تتنافس على 462 مقعدا في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان). وتستمر الحملة ثلاثة أسابيع لكسب تأييد أكثر من 23 مليون ناخب، وهذه هي سادس انتخابات نيابية تعددية في البلاد منذ إقرار دستور الانفتاح السياسي في فبراير العام 1989. كما لجأ رافضو ومقاطعو الانتخابات بدورهم إلى الفضاء الافتراضي للترويج لأطروحاتهم الداعية إلى مقاطعة هذا الموعد الانتخابي، لا سيما في ظل منع السلطات لوسائل الإعلام الجزائرية من استضافة أو منح الصوت لمقاطعي الانتخابات والمشككين بصحتها. ونشر المعارض الجزائري وأحد أبرز دعاة مقاطعة الانتخابات البرلمانية سمير بن العربي على صفحته الرسمية على فيسبوك، دعوات إلى مقاطعة هذا الموعد الانتخابي وأرفقها بصور ميدانية في محافظات جزائرية برفقة عدد من الناشطين. وكتب ناشط “هذه الانتخابات مهزلة جنرالاتية عسكرية مخابراتية تقوم بها حركية الجزائر المستبدة والظالمة والدكتاتورية”. ودعا مدون إلى مقاطعة الانتخابات معللا ذلك بأن “الانتخابات عبارة عن تمثيلية يشترك فيها كل من أدرج اسمه في قوائم الناخبين أو المترشحين.. وبعد التمثيلية يعود كل شيء إلى مكانه”. وانتقد أحدهم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة قائلا “الغريب أن الرجل مريض جدا وواجباته كبيرة جدا ومسؤولياته عظيمة، فلا أدري كيف يمارسها في هذه الظروف الصحية؟ إنه مرض الأنا فإذا لم يكن فيه، فهو مستشر في المستفيدين من وجوده ممن حوله ويعملون باسمه ويتكلمون بلسانه”. ويرى الخبير في الاتصالات والعالم الرقمي فريد فارج أن مسببات هذه الحملة على العالم الافتراضي مردها محاولة استهداف وكسب وعاء انتخابي ضخم ينشط في هذا العالم في ظل عزوف كبير للجزائريين عن حضور تجمعات الحملة الانتخابية. وأضاف فارح الذي يعمل أستاذا للاتصالات بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بالعاصمة (حكومية) أن عددا كبيرا من الجزائريين يمضون يومهم وهم يتصفحون العالم الافتراضي، وهذا ما يدفع بالأحزاب والمشاركين في هذه الانتخابات إلى محاولة استهداف هذه الفئة. وقال “يوجد في الجزائر نحو 18 مليون حساب فيسبوك وهذا وعاء انتخابي ضخم ومهم، لذلك يتم استهدافه من خلال العالم الرقمي”. وذكر أن هناك عزوفا للجزائريين عن حضور التجمعات الخاصة بالحملة الانتخابية في بدايتها ولذلك يمكن لهذه الحملة على هذا العالم الافتراضي أن تكون بمثابة نوع من البدائل لهذا العزوف خصوصا وأنها مجانية ولا تتطلب أي تكاليف مالية ويمكن الوصول إلى المتلقين بسهولة. لكن أستاذ الاتصالات بجامعة هواري بومدين استدرك بأن هذه الحملة الموازية على الفضاء الافتراضي يمكن أن تكون لها نتائج معاكسة لتطلعات وآمال الأحزاب والمرشحين، كون هذا الفضاء معروفا بنشاط لافت للمعارضين للانتخابات ودعاة المقاطعة.

مشاركة :