حكومة الوفاق الليبية تندد بالهجوم الذي شنه حفتر في تمنهنت وتعلن عن هجوم مضاد لطرد القوات من الجنوب في أول تأكيد لمواجهات مباشرة.العرب [نُشر في 2017/04/14]فقدان السيطرة طرابلس- يواجه الجنوب الليبي الذي يشكل تقاطعا لمختلف أنشطة التهريب ولطالما عانى من التهميش، خطر التحول الى منطقة لتصفية الحسابات بين الخصوم السياسيين شمالا الساعين لتوسيع نفوذهم، بحسب خبراء. وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ اطاحة نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس فيها سلطتان هما حكومة وفاق وطني في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي وأخرى في الشرق لا تعترف بها وتتبع لها قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وتبقى مناطق واسعة من ليبيا ولا سيما الجنوب الصحراوي الشاسع المحاذي للجزائر والنيجر وتشاد، خارجة عن سيطرة حكومة الوفاق الوطني، وتستغل ميليشيات الفوضى التي تسودها لإدارة شبكات لتهريب المهاجرين والوقود والمخدرات والأسلحة. وتواجه قوات حفتر منذ اسبوع مجموعات تابعة لحكومة الوفاق في محيط قاعدة تمنهنت قرب مدينة سبها التي تقع على بعد أكثر من 600 كلم جنوب طرابلس. وتعتبر هذه القاعدة المهمة لموقعها الاستراتيجي التي تبلغ مساحتها 15 كلم مربع أهم القواعد العسكرية في جنوب ليبيا. وهي خاضعة لسيطرة القوة الثالثة الموالية لحكومة الوفاق، الوافدة من مصراتة (200 كلم شرقي طرابلس)، المدينة التي تعد أقوى وأكبر الفصائل المسلحة عددا. وتعرضت القاعدة لقصف جوي نفذته قوات حفتر بعد اعلانها هجوما بريا لاستعادة هذا الموقع العسكري. واوضح المحلل الليبي محمد الجارح ان "الجيش الوطني الليبي يريد نصرا في منطقة فزان (الاسم التاريخي لاقليم الجنوب) لتعزيز موقعه، فيما تضاعف حكومة الوفاق التعبئة لتفادي ذلك". ونددت حكومة الوفاق بالهجوم مضيفة ان القوات الموجودة في تمنهنت تابعة لها معلنة عن هجوم مضاد لطرد قوات حفتر من الجنوب، في أول تأكيد لمواجهات مباشرة مع هذه القوات. وأعرب ماتيا توالدو الخبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية عن القلق من ان تصبح مجموعات مسلحة وقبائل في الجنوب "عالقة في نيران المعارك" محذرا من فقدان السيطرة على الوضع. كذلك اعرب سفراء الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا في ليبيا عن مخاوفهم مشددين على "الفرق" بين مكافحة الارهاب و"الاعمال التي قد تسبب تدهورا إضافيا للوضع"، في أشارة واضحة الى هجوم حفتر الذي جعل مكافحة الارهاب أولوية. لكن المحللين يرون ان حفتر الذي لا يملك القوات الكافية في الجنوب لا يتمتع بثقل مواز لخصومه. وعلى الرغم من الشعبية التي يحظى بها الجيش الوطني الليبي بين بعض قبائل وتشكيلات الجنوب عبر توزيع اليات عليها، "ما زال ضعيفا عسكريا أمام القوة الثالثة"، بحسب كلاوديا غاتسيني من المجموعة الدولية للأزمات. وتضيف ان العلاقات الاقتصادية "الوثيقة" بين الجنوب ومصراتة لا تحول دون خشية ليبيي الجنوب "من تجميد التبادلات التجارية مع الشمال". ومنذ انتهاء الثورة التي اطاحت نظام معمر القذافي العام 2011 تشهد ليبيا حالة من الفوضى، تتخللها صراعات قبلية في جنوب البلاد الصحراوي الشاسع والمهمش للسيطرة على المناطق الحدودية مع تشاد والنيجر والسودان التي تستخدم لنقل الاغذية والمواشي وكذلك تهريب المهاجرين والسجائر والمخدرات والاسلحة. وفي مسعى لوقف توافد المهاجرين من افريقيا دون الصحراء عبر ليبيا للتوجه الى اوروبا رعت ايطاليا في مطلع ابريل "اتفاق مصالحة" في روما بين قبائل من فزان على ان تتولى مراقبة 5000 كلم من الحدود في جنوب ليبيا. لكن المحللين يشككون في نجاح هذه الخطة، فالمهاجرون يدرون مبالغ طائلة على المهربين و"الطريقة الوحيدة لوقف هذا النوع من التهريب تكمن في توليد موارد عائدات بديلة" بحسب غاتسيني.
مشاركة :