شهادة من داخل مشرحة طنطا وكنيستها عقب التفجير الإرهابي

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بمجرد وصولي إلى طنطا عقب تفجير يوم الأحد التاسع من أبريل/نيسان، بصحبة مجموعة من الباحثين والصحفيين، قررنا أن الأفضل هو التوجه إلى المستشفى؛ إذ كان قد اكتمل نقل الضحايا والمصابين. وكان المستشفى الذي تلقى العدد الأكبر منهم هو مستشفى الجامعة بحسب ما وصلنا.، فتحركنا إليها سريعاً. تجاوزنا المدخل الرئيسي الذي تحيط به قوات من الأمن المركزي، وانضممنا إلى حشد من الأهالي، بينهم أحد القساوسة في زيه المميز. ولم تمض ثوانٍ، حتى اندلع شجار بين بعض الشباب وبقية زملائي الصحفيين والباحثين. أخذ واحد من الجمع يصرخ: "مفيش تصوير، بلاش تصوير". لم ألمح أياً منا أصلاً في يديه كاميرا. لكنه استمر في الصراخ، وانضم القسيس ليعبّر عن رفضه وأخذ الباقون في دفع زملائنا للخارج. قررت في تلك اللحظات أن أشارك في تهدئة الشباب الغاضب، وكأني لست واحداً من مجموعة الصحفيين والباحثين، وبالفعل قاموا بطرد جميع زملائي، فيما بقيت أنا وسط الجمع من الأهالي. تسللت أكثر وسط الزحام، واقتربت شيئاً فشيئاً من باب المشرحة. كان يقف عليها جندي يضع عصا الأمن المركزي بعرض الباب ليمنع أياً منا من الدخول. انتظرت وسط الجموع، أراقب الحزن والفجيعة على وجوه الجميع، وانتحاب النساء على أبنائهن أو أزواجهن من الضحايا. كنت في حيرة، فكان من المهم للغاية أن أحاول الدخول للمشرحة والحديث للأهالي، وأنا أعلم جيداً مدى صعوبة الأمر وقسوته في تلك اللحظات. لكن في الوقت نفسه ما الذي سأقوله للجندي؟ وما الذي يمكن أن يحدث لي وأنا بمفردي لو قامت هذه الجموع المتألمة بتنفيس غضبها ضدي بطريقة غير منطقية بما أني لست واحداً منهم، خصوصاً مع تزايد السخط العام ضد المسؤولين؛ بل وحتى ضد الصحفيين؟ توقفت عن التفكير وعن كل هذه الأسئلة بمجرد أن لمحت اقتراب مجموعة ترتدي بزات رسمية ويبدو أنها في مناصب أمنية أو قضائية مرموقة. قام الجندي على الفور بإفساح الطريق أمامهم. وما كان مني إلا أن انضممت إليهم ودخلت معهم وأنا أنظر بصرامة مصطنعة للجندي وزملائه. فتمكنت بالفعل من الدخول إلى المشرحة. مساحة المشرحة شديدة الضيق، أصغر من مساحة شقة بغرفتين فقط! فبمجرد الدخول هناك، نشاهد غرفة رئيسية في نهاية الممر الضيق على اليسار، تواجهها في الناحية الأخرى على اليمين بعد مسافة أطول قليلاً غرفة أخرى تصعد لمدخلها بدرجتي سُلّم. وقبل الغرفة الثانية هناك حائط زجاجي قديم، لاحظت أنه مكان تجمّع العاملين بالمشرحة. كان عمال المشرحة يرمقونني بنظرات متفحصة ومقلقة، لكنني على الرغم من ذلك استمررت في الوجود، مراعياً عدم إثارة الريبة أكثر بتوجهي لهم بأية أسئلة. اقتربت من أحد الشباب "بيتر" والذي راح عمه ضحية للتفجير. وبمجرد مرور مجموعة المسؤولين بالبدل الرسمية، كان يتهكم بأن "الآن جئتم!"، ولم يحاول الحديث بصوت منخفض أو خائف، كان يتحدث بمنتهى التلقائية، وانضم إلينا اثنان آخران من الأهالي، ليذكر أحدهما أن قريبه ضابط كان داخل الكنيسة وحضر الانفجار، وكان يتحدث عن التقصير الأمني الفادح. الذي أدى إلى ذلك. مع رحيل المسؤولين، وقلة الزحام الصغير على باب الغرفة الرئيسية داخل المشرحة، تمكنت أخيراً من أن أقف في مدخلها وأشاهد ما بداخلها. هالني جداً، أن رأيت تحت أقدامي مباشرة جثتين على الأرض، وليسا في ثلاجات حفظ الموتى، أو حتى على سرير نقّال من أَسرّة المستشفى. وهكذا كانت بقية الجثث. لا يوجد أمامي أصلاً أي ثلاجات لحفظ الموتى! وتنوعت الأغطية التي تم فرشها على الجثث، ما بين ملاءات مختلفة، وبعض الصحف. لا توجد أكياس الأجساد السوداء المخصصة لحفظ الجثث. هذا الوضع المزري يمكن تفهمه قليلاً من عدم استيعاب المشرحة لسقوط مئات الضحايا مثلما حدث وقت مذبحة رابعة العدوية وغيرها من التظاهرات التي فضها الأمن بالقوة. لكن أن يكون عدد الضحايا في مثل هذا الحادث لم يزد على الثلاثين، وهذه المشرحة أصلاً لم تستوعب أكثر من 18 جثة ويكون هذا الوضع الكارثي هو الطبيعي- لهو أمر مؤسف ومحزن جداً. عرفت لاحقاً من صديق أن هذه المشرحة ليست مشرحة طنطا وحدها، وهي أصلاً لا تليق ولا يمكنها أن تستوعب ذلك؛ بل إنها مشرحة محافظة الغربية بأكملها! سألت بعض الأهالي عن الجثث التي لم يتم التعرف عليها بعد فأخبروني بأنه ما زالت هناك جثتان قيد التعرف عليهما. ونحن واقفون، تم التعرف على إحدى الجثث، قيل إنها لرجل من الإسكندرية بالأساس، والسبب في تأخر التعرف عليه أنه ليس من أبناء الكنيسة في طنطا، ولذلك لم يتعرف عليه الكثيرون. وظلت الجثة الأخيرة غير متعرّف عليها. رجّح الأقارب من الدرجة الأولى داخل المشرحة وبعض من عايشوا لحظة الانفجار أنها قد تعود إلى الانتحاري منفذ الهجوم الإرهابي. وكان ذلك على خلاف الفيديو الذي انتشر ونُسب كونه يعرض لحظة الانفجار داخل الكنيسة، والذي اعتقد الكثيرون أنه يوضح انفجار قنبلة أسفل كرسي البابا داخل ساحة الصلاة في الكنيسة. ما زاد من ترجيح كون هذه الجثة تعود لانتحاري قام بتفجير نفسه، كونها الجثة الأكثر تضرراً، فأغلب الجثث الباقية كانت جثثاً مكتملة. وسبب الوفاة، كان من ضغط الموجة الانفجارية وشظايا متفرقة ناتجة عن الانفجار. لكن هذه الجثة الأخيرة كانت عبارة عن أشلاء، وخصوصاً ناحية البطن والصدر. كان المشهد صعباً، ورغم ذلك حاول أكثر من مرة بعض أقارب الدرجة الأولى لبقية الضحايا التعرف عليها؛ علّها تكون لأحد أقربائهم أو معارفهم، ولكن دون جدوى. في أثناء وقوفي، مرّ رجل خمسيني العمر، حاملاً بين يديه بطانية يبدو من إحدى فتحتيها أنامل صغيرة لطفل رضيع، غطت أغلبها ضمادات طبية. تجمدّت من الموقف، ولم أستطع سؤاله وهو متجهم؛ هل الطفل حي؟ أم مات؟ هل كان أحد ضحايا التفجير أم لا؟ ورأيته بعدها يدخل لغرفة عمال المشرحة، ثم تابعته لأجده يجلس فيها. حاملاً الطفل الذي لا أدري إن كان حياً أم ميتاً بين يديه! غطى على هذا المشهد بعدها بلحظات، دخولُ أحد القساوسة بالزي الأبيض على خلاف الزي الأسود المعتاد. لكن الأبيض لم يكن هو الأمر المميز الوحيد؛ إذ كان الأبيض ملطخاً بدماء المصابين والضحايا، ولن أنسى أبداً كيف كانت عيناه تبدو كأنها تنظر للفراغ. سألت نفسي: يا ترى ما الذي مرّ به هذا الرجل الكبير في السن من أهوال؟ وكيف سيتعايش بعدها؟ واكتشفت بعدها أنه الأب دانيال ماهر أحد قساوسة الكنيسة، وأنه شهد الانفجار وفقد ابنه الشاب بيشوي ذا الثلاثة وعشرين عاماً خلاله. أسرعت بعدها للدخول لغرفة العاملين في المشرحة؛ لأتابع الرجل الذي كان يحمل الطفل الرضيع فلم أجده، حاولت دخول الغرفة الثانية من المشرحة. لكن خرج منها أحد الشباب المنهارين من البكاء، فكنت محرَجاً من أن أتجاوزه أو أطلب منه أن يدعني أمرّ، فقمت بتهدئته والطبطبة على كتفه. عدت مجدداً لغرفة عمال المشرحة، تشجعت وسألت أحدهم: هل لا يزال هناك جثث لم يتم التعرف عليها؟ فأخبرني بأنه توجد واحدة. فسألت عن إجمالي الضحايا حتى الآن في المشرحة وهل زادوا على 18 جثة؟ فأخبرني: لا، ولكن هناك نحو 8 جثث في مستشفى الأميركين، وأخرى في مستشفى المنشاوي. فقدت أثر الرجل الذي كان يحمل الطفل الرضيع، ولم أستطع التعرف على قصته حتى الآن. خرجت من المشرحة وانضممت إلى بقية الزملاء، وانطلقنا بتاكسي طالبين منه أن يقودنا إلى الكنيسة، فأخبرنا بأنه سيحاول إنزالنا في أقرب نقطة منها. عبّر عن أسفه من الهجوم، وكان يعزينا خلال الدقائق التي ركبنا فيها معه. وقام بإنزالنا أمام الكردون الأمني في محيط الشوارع المؤدية إلى الكنيسة. وبمجرد نزولنا وكنا 4 أفراد، كان منظرنا لافتاً، وتوقعت أن يتم توقيفنا وسؤالنا، أو تفتيشنا، لكن أياً من هذا لم يحدث، تجاوزنا الحاجز الأمني في هدوء. ووصلنا أمام البوابة الرئيسية للكنيسة والتي كان قد تم إغلاقها بالجنازير. وكانت بعض المدرعات تقف على أمتار من الكنيسة داخل الكردون الأمني، وكذلك مجموعة من جنود وضباط الجيش، الذين بدوا من الشرطة العسكرية، كانوا يتجولون داخل الكردون، إضافة إلى عشرات الأشخاص من الأهالي، والصحفيين، وجمهور من الناس العاديين أتى ليحضر المشهد في أعقاب التفجير. تجولت مع زميلة في محيط الكنيسة، فيما حاول الزميلان الآخران دخول الكنيسة، بما أنهما مسيحيان، توقعت أن تكون الأمور أيسر بالنسبة لهما، لكنهما أيضاً عانيا رفض إدخالهم؛ "لا صحافة ولا غيره. كله ممنوع". توقفت مع الزميلة أمام أحد المحلات التجارية في الصف المقابل للباب الرئيسي للكنيسة، حاولت تبادل أطراف الحديث مع صاحب المحل، مفترضاً كونه سمع الانفجار وشهد اللحظات الأولى عقبه. كان مشغولاً في مكالمات طويلة لا تنتهي على تليفونه الجوال، واستنتجت من التمثال الصغير للسيدة العذراء كونه مسيحياً، وابتسمت عندما شاهدته يفتح لعبة Solitaire في جهاز الكومبيوتر أمامه، محاولاً فيما يبدو تشتيت ذهنه قليلاً بعد الكارثة، لكنه لم يستطع اللعب فأغلقها فوراً. ما أثار رعبي أضعافاً في تلك اللحظات، مجرد تخيل سهولة إمكانية دخول أي شخص بحزام ناسف وسطنا وبين كل تلك الجموع من أفراد أمن ومسعفين وصحفيين وأهالي ومواطنين عاديين. وتكرار الكارثة مرة أخرى، وغالباً ستكون مضاعفة أكثر؛ نظراً للأعداد الكبيرة المتجمعة. ليس هذا فحسب؛ بل إن التراخي الأمني الملحوظ جعلني أتخيل المشاهد الواردة من سيناء، من دخول عربة نصف نقل محملة بمادة TNT شديدة الانفجار كفيلة، ليس فقط بالتدمير الكامل للكنيسة وقتلنا جميعاً؛ بل وتدمير المدرسة الإعدادية المجاورة والعديد من العمارات السكنية المجاورة وقتل العشرات. بقينا أكثر من 8 ساعات، حاولنا في بدايتها الدخول إلى الكنيسة عدة مرات، كان شباب كشافة الكنيسة هم من ينظمون الدخول والخروج في باب صغير بجوار الباب الرئيسي المغلق للكنيسة. حتى دخول الصحفيين كان على أضيق نطاق، ويتم إدخال فرد أو اثنين منهم مع منع بقية الطاقم. اعتذر لي أحد الشباب المنظمين، بعد أن سألني: لماذا أريد الدخول؟ وأخبرته بأني أريد التعزية. لم أكن وحدي الممنوع من الدخول؛ بل هناك العديد من المواطنين ممن لاحظت على بطاقاتهم التي كانوا يمسكونها في أيديهم أنهم مسيحيون، وحدثت العديد من المشادات؛ لأن بعضهم كان يؤكد أنه من أقارب الضحايا، لكن الشباب كان يمنع دخول الأغلبية، وطلب منا أن نقوم بالحصول على دعوات من الباب الجانبي للكنيسة، وفيها قس مسؤول عن ذلك. وأنهم لن يقوموا بإدخال أي شخص لا يحمل دعوة. توجهت للباب الجانبي، وكانت أمامه مشادات أخرى، وفي مواجهته يقوم العديد من الشباب برش المياه على الأسمنت وإعداده وإدخاله للكنيسة، وبعد محاولات دخلت أخيراً من هذا الباب. وكان أول ما وجدته هو المدفن الذي يتم إعداده للضحايا بهذه الكميات من الأسمنت والطوب، والعمل المستمر للشباب والرجال. لكن، كان هناك باب آخر إضافي مغلق داخل ساحة الكنيسة، ويبدو من ورائه صوان العزاء، ووقف العشرات من أهالي الضحايا يطالبون بفتحه. ولكن المنظمين أيضاً رفضوا فتحه إلا لمن معهم دعوات. فهاج العديد من أهالي الضحايا الشباب وكادوا يشتبكون مع المنظمين غضباً. ووسط كل هذا، صعد أحد الشباب من المنظمين أعلى البوابة الداخلية من ناحية الصوان، ونادي: "فين الشباب اللي مع إسلام -غالباً، كان يقصد إسلام البحيري"، فزاد غضب العديدين وهمهماتهم: "يعني يوقفونا إحنا أهالي الشهداء، ويسمحوا لإسلام!". تركت هذا الجمع وقمت بالمرور من الحواجز خلفه، وصعدت للساحة الرئيسية للكنيسة والتي وقع بها الانفجار، كانت رائحة الدم والأشلاء تملأ المكان. والوجوم هو سيد الموقف لدى الواقفين داخل الساحة، ورهبة قدسية المكان، إضافة إلى أن رهبة الدم المسال ساهمت في أن يسود الصمت، وأن يكون أغلب الحديث بتبادل النظرات دون الكلام. استجمعت شجاعتي، وأخرجت هاتفي الجوال لألتقط بعض الصور لآثار الانفجار، وكيف وصلت الدماء إلى سقف الكنيسة المرتفع للغاية؟ تبادلت الحديث بعدها مع بعض من شهدوا الانفجار، وبعض أقارب الضحايا. سألت أحد أبناء الكنيسة والذي رأى الحادثة بعينيه، عن كاميرات المراقبة التي صورت كل ذلك. أخبرني بأن أول شيء قامت به الداخلية، هو التحفظ على كل تلك الكاميرات. وأضاف: "لِيداروا خيبتهم، فأول شيء قامت به قوة تأمين الكنيسة بمجرد سماع الانفجار هو الجري وترك المكان". أخبرني أيضاً بأن من رأيه أن "يقوم أبونا بطلب سحب كل قوات الداخلية من أمام الكنائس؛ لأنهم في النهاية مظهر بس، ومبيعملوش أي حاجة". ثم أضاف بنبرة انفعالية وهو يغالب احتقاناً علا صوته: "وعلى إيه يتقال إننا الدولة بتحمينا ومعرفش إيه، في حين إنهم بيبصوا على حريمنا وبس"! أحد أقارب الضحايا أخبرنا بأنه بمجرد هرعهم إلى الكنيسة بعد الانفجار، وغضبهم من التقصير الأمني، قامت قوات الأمن المركزي بضربهم بالعصا البوليسية، وأنه بنفسه تلقى ضربة على كتفه. وفي النهاية، التقطت قبل خروجي من الكنيسة، سعفاً أخذت أتلمّسه وأفكر: تُرى من كان يحمله قبلي لحظة الانفجار؟ وماذا كان مصيره؟ قررت أن أحمله معي إلى القاهرة ليظل يذكرني بهذه الدماء البريئة وبما شهدته. مع عودتي إلى القاهرة، حدث لي موقف في نهاية اليوم وبعد الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل، حيث استوقفني أحد ضباط الداخلية وأنا أحمل السعف على كتفي، قال لي أغرب سؤال لم أكن أتوقعه "أنت مسيحي؟"، سكتُّ محاولاً فهْم منطق السؤال؛ إذ لم تسعفني أي إجابة. ثم رددت عليه ببطء شديد: "لأ". قال لي: بطاقتك.. فأخرجتها له. سألني بخصوص السعف الذي أحمله، قلت إني عائد من تعزية أحد أصدقائي المسيحيين. فسألني: هل قمتَ بصنعها؟ فرددت: لا؛ بل قام بها صديقي المسيحي. حتى الآن، أواجه صعوبة شديدة في محاولة التكهن بما كان يقصده بالفعل من هذه الأسئلة شديدة الغباء. قدّمت حسن النية، وتوقعت أن يقوم بالتعزية، أو يترحم على ضحايا التفجيرات، لكنه لم يذكر أي شيء في هذا الصدد؛ بل ردّ إليّ بطاقتي، وناداني باسمي قائلاً لي: لا تمشِ في هذا الشارع ولا الذي يليه، قم بالمرور بعدهما. فأخذت البطاقة وأنا أكتم غيظي ورحلت. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :