رجال بأحذية نسائية.. تضامنا مع المرأة

  • 4/14/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فؤاد سلامة | شهدت مدينة نورفولك بولاية فيرجينيا الأميركية هذا الاسبوع تظاهرة غريبة وطريفة في آن، للتضامن مع المرأة بمناسبة شهر التوعية بأهمية التصدي للتمييز الجنسي والعنف الذي يمارس ضدها في مختلف المجالات. وجه الغرابة والطرافة هو أن قائد شرطة المدينة ومساعده والعشرات من أفراد الشرطة انتعلوا أحذية نسائية أثناء تأدية أعمالهم ودورياتهم المعتادة في شوارع المدينة، وانضموا إلى آلاف الرجال في مسيراتهم وتظاهراتهم. الغالبية فضلت الأحذية ذات اللون الزهري وبالكعوب العالية، وفي حال عدم توافرها لم يجد كثيرون غضاضة في انتعال أحذية بألوان مختلفة.. المهم أن تكون نسائية. وصرح قائد شرطة المدينة الجنرال ل. بون ومساعده الجنرال جيه. كلارك بأن القضية تستحق التضحية من أجلها، لأن ضحايا التمييز الجنسي يدفعن ثمن جهل الكثيرين بأبسط مقومات الحياة، فممارسة العنف ضد المرأة، مهما تنوعت أشكاله، يتعارض مع أبسط المفاهيم الإنسانية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من النشاط الرجالي يقام ضمن ما بات يعرف في الولايات المتحدة بـ«مسيرة ميل بحذائها»، وهو نشاط يقام سنوياً في عشرات المدن الأميركية ويشارك فيه عشرات الآلاف من الرجال، فيمشون معاً مسافة ميل تقريباً في ما يشبه التظاهرة بعد أن ينتعلوا أحذية نسائية غالبيتها بكعوب عالية. الكعب العالي بديلاً للعسكري وتعتبر هذه التظاهرات مناسبة لتبادل الطرائف والمزاح وممارسة المرح في الشوارع التي تصطف النساء على أرصفتها، لتشجيع الرجال على المشي بالكعوب العالية ولتعريفهم بمدى صعوبتها أيضاً. وتهدف هذه المسيرات، كما يقول منظموها، إلى ضرورة التوعية ولتشجيع الحوار حول هذه القضايا، خاصة أن الكثير من حوادث التحرش أو ممارسة العنف لا تصل أخبارها إلى مسامع الشرطة، وقد لا يعرف بها أحد غير أطرافها المباشرين. مؤسس الحركة التي تقف وراء هذا النوع من النشاط، ويدعى فرانك بيرد، يقول إن ضحايا التحرش الجنسي والعنف ليسوا من النساء فقط فالكثير من الرجال أيضاً يعانون مثل هذه الممارسات اللاإنسانية. يضيف أن الرجال من أقارب النساء اللواتي يقعن ضحايا هذه الممارسات يعانون أيضاً ويعتبرون ضمن الضحايا، لأنهم يعيشون مع القهر والغضب عندما يحاولون تطوير علاقاتهم مع ضحايا التمييز الجنسي أو العنف من النساء، وذلك بسبب أجواء الخوف وعدم الثقة وإلقاء اللوم وتوزيع المسؤولية هنا وهناك. وتعتبر هذه النشاطات الرجالية مناسبة لجمع التبرعات، التي تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات التي يتم التبرع بها للمراكز التي تعنى برعاية ضحايا العنف والتحرش. ومن المعروف أن أول مسيرة رجالية بالأحذية النسائية والكعوب العالية في الولايات المتحدة نظمت عام 2001، لكنها سرعان ما انتشرت وصارت تقام سنوياً في عشرات المدن الأميركية ويشارك فيها مئات الآلاف، وقد تم الاتفاق على تنظيمها في شهر ابريل الذي صار يعد شهر التوعية بمخاطر وأضرار ممارسة التمييز والعنف الجنسي ضد المرأة. وتشير الإحصاءات الرسمية في الولايات المتحدة إلى تعرض أنثى من بين ست إناث للتحرش الجنسي أو للعنف، مما يعني عملياً أن كل أنثى إما أنها تعرضت لمثل هذه الممارسات أو أنها تعرف واحدة أو أكثر ممن تعرضن للتحرش أو العنف. قائد الشرطة ومساعده.. بالوردي!

مشاركة :