تضع قيادتنا الرشيدة التعليم في مقدم الأولويات الاستراتيجية، وتعمل على الموازنة بين الجانب الأكاديمي للطلبة والجانب القيمي، لذلك، ومن هنا جاءت مبادرة ديوان سمو ولي عهد أبوظبي بشأن تدريس مادة التربية الأخلاقية، هذه المبادرة التي حظيت باهتمام مجتمعي لافت جعلها واحدة من المبادرات الوطنية الرائدة في نظامنا التعليمي، ولكي يكتمل دور المدرسة في تخريج أجيال ناضجة وصالحة قادرة على تحمل المسؤولية لابد من مشاركة أولياء الأمور والتفاعل الإيجابي معهم، لأنهم ركائز أساسية في هذا المشروع، فهم الطرف الأساسي المُكمّل لهذا البناء، ولابد للتربويين من مديري مدارس ومعلمين استغلال الفرصة في استطلاع آرائهم، وتحديد أدوارهم في تحقيق أهداف برنامج التربية الأخلاقية، وتحفيز الأسر على القيام بدورها وواجباتها، خصوصاً خلال مرحلة الطفولة المبكرة. ولا يمكن أن تتحقق التربية المتكاملة للطفل إلا إذا بدأت من الأسرة، كونها اللبنة الأولى التي ينشأ فيها الطفل، كما أن الأسرة هي أساس المجتمع المترابط الذي بني من أول لحظة على التوافق والتراحم والانسجام والتشارك في الحقوق والواجبات. لقد وفرت لنا قيادتنا الرشيدة منهاج «التربية الأخلاقية»، الذي يُعد الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط، ويربط بين الجذور الثقافية والموروثات والماضي العريق لدولة الإمارات من جهة، والقيم المعاصرة والانفتاح وتقبل مختلف الثقافات من جهة أخرى. ولعل أهمية برنامج التربية الأخلاقية، الذي سيتم تطبيقه في جميع المدارس الحكومية والخاصة مع بداية العام الدراسي القادم، تكمن في أنه منهج تقدمي مبني على أساليب التعلم التفاعلية، التي تتخطى حدود الفصول الدراسية، وهذا من شأنه أن يترك أثراً أكبر في حياة الطلاب، ويساعد على تحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج. لذلك يجب علينا جميعاً أن نستغل هذه الفرصة ونحقق أكبر قدر من الاستفادة من هذه المبادرة لنضمن لأنفسنا وأبنائنا مستقبلاً آمناً، ونترجم رؤى قيادتنا الحكيمة إلى واقع مدروس، ونتعايش مع الرؤى بما يضمن تحقيق الأهداف، والتأكيد على القيم الأخلاقية التربوية، التي من شأنها أن تعلو بالأمم، من خلال رقي فكر أبنائها، وتمسكهم بالأخلاق الحميدة. كما أطلق طلاب وطالبات مدارس الإمارات الوطنية الدورة الثانية من الملتقى الطلابي تحت شعار «التربية الأخلاقية استشراف للمستقبل»، وقد سعدت كثيراً بالحضور المميز للملتقى والمشاركة الفعالة من القيادات التعليمية والأكاديمية وممثلي الجهات ذات العلاقة والطلاب والطالبات وأولياء الأمور. ويجسد اختيار الملتقى لموضوع التربية الأخلاقية وعياً طلابياً بأهمية هذه المبادرة وما تحمله من آثار إيجابية في بناء الشخصية الطلابية المعتزة بقيمها وهويتها الوطنية. إن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتمثلة في إطلاق منهاج للتربية الأخلاقية، ليست أمراً غريباً على دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة التي تسعى إلى تحقيق الريادة في مختلف المجالات. أمين عام جائزة خليفة التربوية
مشاركة :