زوّار «أيام الشارقة التراثية».. يلتقون مع التاريخ

  • 4/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

للطفل نصيب وافر في أيام الشارقة التراثية، بما ينسجم مع أهداف معهد الشارقة للتراث ومختلف برامجه وأنشطته وفعالياته، التي تؤكد على أهمية نقل التراث بمختلف عناصره ومكوناته وأنماطه وألوانه إلى الجيل الجديد عموماً والأطفال خصوصاً، حيث تحرص اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية على أن توفر للطفل مختلف الاحتياجات التي تتضمن المعلومات والمعارف والألعاب والترفيه، وكل ما يسهم في جذبه إلى عالم التراث الذي يشكل جزءاً رئيساً من الهوية الوطنية والخصوصية المجتمعية. وللبيئات الإماراتية حضورها المميز، وجمهورها الذي يبحث عنها، متنقلاً بين البيئة الجبلية والبحرية والزراعية، محملاً بالأسئلة العديدة ليعود من هناك مليئاً بالمعلومات حول تلك البيئات. وكان لافتاً إقبال الزوار على أحد المعارض الجديدة في أيام الشارقة التراثية، وهو معرض أبراج الشارقة، الذي يقدم معلومات عديدة حول تلك الأبراج التي كانت سائدة في الشارقة القديمة. قراءات شعرية نظمت على متن سفينة البغلة أمسية شعرية بمشاركة نخبة من شعراء الخليج العربي والإمارات، هم الشاعر السعودي سعد آل بريك، والشاعر الإماراتي عايض الأحبابي، والشاعر الكويتي مشعل بن مهيلان، حيث قدموا مجموعة من القصائد التي تغنت بتراث وهوية الأوطان، مع باقة متنوعة من الشعر الغزلي والاجتماعي والوجداني، وجسدت الأمسية لوحات تراثية عمقها الفخر والوفاء والولاء للوطن، وتعالت فيها أصوات الشعراء بأعذب القوافي وبصورة أبهرت الحضور. عبدالله الظهوري : «نحن حاضرون هنا في الأرض منذ زمن طويل، اتخذنا من أعالي الجبال مقراً ومنطلقاً، وانتشرنا على رؤوس تلك الجبال وتوزعنا حولها، مازلنا نعشق تلك الأيام، ومازلنا حريصين على إيصال كل ما لدينا إلى الأجيال الجديدة». أبراج لابد لزائر أيام الشارقة التراثية أن يعرج على معرض أبراج الشارقة، للاطلاع على الأبراج وأشكالها، والتعرف إليها وإلى وظائفها، مثل برج السور، الذي يتضمن عدداً من المربعات والأبراج، بلغ عددها 16 مربعة وبرجاً، حيث كانت تلك الأبراج مخصصة للحراس الذين يراقبون القادمين من البر. وبرج المحروسة، الذي يعد أحد أهم وأضخم أبراج حصن الشارقة، وهي اسم على مسمى، إذ كانت غريبة في بنائها، ويستعمل الجزء العلوي منها للحراسة، أما الجزء السفلي فكان سجناً. أما برج خزام (الفلج)، فقد شيد في جهة الغرب من منطقة الفلج، باعتبارها خط الدفاع الأول عن الشارقة من جهة الجنوب، لذلك اكتسب هذا البرج أهمية كبرى في الدفاع عن المدينة الذي يبعد عنها بنحو 4 كيلومترات، وكانت المنطقة محاطة بالمزارع والآبار، كما تنتشر التلال الرملية من كل الجهات، ويقع البرج الآن في منطقة الرملة، وهو من الأبراج الدفاعية المتقدمة لبلدة الشارقة قديماً. ويمكن للزائر أيضاً أن يتعرف إلى مربعة القصبة، التي كانت تقع في منطقة المريجة، وكانت هذه المربعة (البرج المربع) بمثابة جزء من منشآت دفاعية تم بناؤها بالقرب من حصن الشارقة، واستعمل كبرج مراقبة لمنع الهجوم من جهة البحر. أما برج مانع، فيقع في ضاحية الآبار بمنطقة سمنان حالياً، مقابل بوابة نادي الشارقة الرياضي الثقافي، وقد بني في عهد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، حاكم الشارقة في الفترة من 1924 إلى 1951. وبرج المرقاب، الذي يعد أحد الأبراج الواقعة خارج بلدة الشارقة قديماً في منطقة المرقاب، ويقال بأنه سمي بهذا الاسم لأنه يسمح بمراقبة القادمين إلى منطقة الحيرة والشارقة. وهناك أيضاً في منطقة الخان، مربعة علي بن راشد، وهي أحد المباني التاريخية في بلدة الخان، وصممت لتكون مجلساً وموقعاً محصناً يقوم بمهمة الدفاع عن البلدة، وهو شكل من أشكال الأبراج المربعة، وتقع بالقرب من برج طلاع، وتبعد عنه نحو نصف كيلومتر، وهذه المربعة أقرب إلى الاستطالة، طولها نحو 9.1 أمتار، وعرضها نحو 5.3 أمتار، وفيها باب عرضه نحو 1.1 متر. كما تظهر عليه دعامة في إحدى زواياه من الناحية الشمالية الشرقية، للمحافظة عليها من الانهيار، كما يطلق البعض عليها مربعة عيال ناصر، وموقعها عند مسجد سهيل بن دباس المرمم حديثاً. البيئة الجبلية كما تشهد البيئة الجبلية إقبالاً كبيراً من المواطنين والزوار والضيوف منذ اليوم الأول لانطلاقة النسخة الخامسة عشرة للأيام، وأصبح مكانها حيث عبدالله راشد علي الظهوري، محطة وعنواناً لزوار الأيام، فالعم أبوراشد الظهوري حاضر دوماً ومنذ سنوات في مقره بالبيئة الجبلية، يشرح للجمهور والزوار مختلف تفاصيل الحياة الجبلية، وتفاصيل المنتجات والأدوات المستخدمة، ووظائفها وأسماءها. ويؤكد أبوراشد حرصه على المشاركة في أيام الشارقة التراثية، منذ سنوات عدة، بهدف التعريف بعادات وتقاليد وطبيعة حياة السكان. ويتابع العم أبوراشد الذي مازال يحتفظ بذاكرة متقدة «نحن حاضرون هنا في الأرض منذ زمن طويل، اتخذنا من أعالي الجبال مقراً ومنطلقاً، وانتشرنا على رؤوس تلك الجبال وتوزعنا حولها، من محافظة مسندم في سلطنة عُمان إلى مختلف مناطق الإمارات بين رأس الخيمة ودبا وعجمان ووادي شعم، وغيرها من المناطق التي مازالت شاهدة على وجودنا وعطائنا وولائنا للمكان والذاكرة، ومازلنا نعشق تلك الأيام، ومازلنا حريصين على إيصال كل ما لدينا إلى الاجيال الجديدة». ويروي لكل زواره تفاصيل الحياة الجبلية بكل ما فيها، ومدى اعتزازه بها، وبأنه مازال يحتفظ في بيته الجديد في منطقة دفتا، بمختلف أدوات الزمن الجميل، ومختلف تفاصيل تلك الحياة، ويجتهد من أجل توضيحها لشباب اليوم «كي يطلع على ما كنا نمتلكه من أدوات ووسائل إنتاج تعكس حياة رائعة وجميلة لا يمكن أن ننساها أو تزول من ذاكرتنا، ونريدها أن تستمر مع أبنائنا وأحفادنا».

مشاركة :