وسط الأعمدة الرومانية التاريخية، بمدينة سبسطية الأثرية في الضفة الغربية، وقف الحضور من فلسطين والدول العربية والأجنبية، يصفقون بحرارة لفرقة جوجي الهندية، التي عزفت أنغاماً روحانية، وتمايلت على موسيقاها الراقصات الغجريات بفساتينهن اللامعات.تجوب الفرق الموسيقية العالمية شوارع القدس، مروراً بالخليل، وصولاً إلى سبسطية وجنين وكل مدن الضفة، لتصل إلى أكبر عدد من الفلسطينيين من شمال فلسطين حتى جنوبها، على مدار 18 يوماً، مروراً بالمدن والقرى ومخيمات اللاجئين. هذا ما شهده المدرج الروماني في سبسطية، في واحدة من أمسيات مهرجان الكمنجاتي للموسيقى الروحانية والتقليدية، والذي انطلق تحت عنوان «رحلة الروح»، في الخامس من أبريل الجاري داخل مدينة القدس، وكل مدن الضفة الغربية، بمشاركة عالمية من دول أوروبية وآسيوية وإفريقية. وتجوب الفرق الموسيقية العالمية شوارع القدس، مروراً بالخليل، وصولاً إلى سبسطية وجنين وكل مدن الضفة حتى يوم 23 من الشهر الجاري، لتصل إلى أكبر عدد من الفلسطينيين بشكل مباشر، من خلال الجولات التي ستمر عبر تلك المناطق. ويتخلل المهرجان، الذي تنظمه جمعية الكمنجاتي الفلسطينية، رحلة موسيقية لثقافات وتقاليد العالم، كما يتضمن مجموعة من العروض الموسيقية والندوات، إضافة إلى جلسات ارتجالية، ومعارض صور. فرق عالمية فرقة جوجي أتت من الهند إلى مدينة سبسطية، لتأدية عروض موسيقية روحانية، أضافت أجواء هادئة إلى حياة الفلسطينيين المثقلة بالهموم، فيما امتزجت الموسيقى الهندية بعروض لراقصات غجريات، حضرن من أقاليم الهند المختلفة بأزيائهن التراثية، التي جسدت أصالة الحضارة الهندية بكل تفاصيلها. وفي دار إسعاف النشاشيبي في القدس، أطلت الفنانة المغربية زينب آفيلال بعروض موسيقية، نقلت من خلالها التقاليد الأندلسية من المغرب إلى فلسطين، لتحظى بإقبال الحاضرين ليس من القدس فقط، بل من شتى المناطق الفلسطينية. أما خان الوكالة في مدينة نابلس بالضفة الغربية، فكانت أمسيته ممزوجة بأنغام أوروبية بامتياز، فقد حضر 93 فناناً من بلجيكا لتأدية عروض موسيقية، أعادت نبض الحياة إلى مدن الضفة وسكانها، في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات. من جهته، يقول رئيس مجلس إدارة جمعية الكمنجاتي، رمزي أبورضوان، لـ«الإمارات اليوم»، أثناء مشاركته في العرض الموسيقي لفرقة جوجي الهندية في سبسطية: «حلت على مهرجان (الكمنجاتي) فرق موسيقية أجنبية من أوروبا، وإفريقيا، وآسيا الوسطى والهند، حيث تسلط هذه الفرق عبر عروضها المتنوعة الضوء على الموسيقى التقليدية والموسيقى المقدسة». ويضيف «الموسيقى لغة عالمية للتواصل بين الشعوب، فقد اجتمعت الأغاني الصوفية والروحانية، لتقدم عروضاً موسيقية تتجلى فيها عراقة التاريخ بكل تفاصيله، وهذا ما جسدته الفرق المشاركة في المهرجان من شتى أنحاء العالم، إذ أحيت التراث الأصيل لجميع الحضارات المختلفة، وأعادته إلى الحاضر بنغمات تجذب السامعين من كل حدب وصوب». ويسعى المهرجان، بحسب أبورضوان، إلى إيجاد فن للعيش المشترك بين الثقافات والحضارات المختلفة، حيث سيتنقل المهرجان بكل عروضه العالمية المتعددة من شمال فلسطين حتى جنوبها، على مدار 18 يوماً، مروراً بالمدن والقرى ومخيمات اللاجئين. ويشير إلى أن أكثر من 120 فعالية ستقام في الأماكن التاريخية خلال مهرجان «الكمنجاتي»، بما فيها العروض الموسيقية، وعروض الأطفال، وكذلك عروض الأفلام، بالإضافة إلى الورش الموسيقية، والندوات الثقافية، ومعارض الصور، والجولات السياحية. تجسيد التاريخ مهرجان الكمنجاتي يجسد التنوع الثقافي والتراث التقليدي لكل الدول والحضارات العالمية، وتوجد فرصة لتلاحم فلسطين مع القضايا المعاصرة، والتراث الغني، بحسب منسقة العلاقات العامة والإعلام في مهرجان الكمنجاتي مادلين شعبان. تقول أبوشعبان، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الرواية الإسرائيلية عن كل المعالم في فلسطين واحدة، لكن فكرة الجولات التي ننظمها من خلال مهرجان الكمنجاتي تجسد حقيقة تاريخنا الفلسطيني، الذي عاصرته كل الحضارات في العالم». وتضيف «الأماكن التاريخية والأثرية في فلسطين ترتدي أجمل ثوب، وتتزين بأرقى الحلي عندما تمتزج الموسيقى مع آثارها وحضاراتها الممتدة إلى آلاف السنين». وتوضح منسقة الإعلام في مهرجان الكمنجاتي أن المهرجان يهدف إلى تسليط الضوء على الأماكن الأثرية والتاريخية في فلسطين، ومنحها فرصة أخرى للحياة، وتعريف الوفود الأجنبية والفرق الموسيقية العالمية بها، لإظهار التنوع الثقافي والحضاري. ويشهد المهرجان، بحسب أبوشعبان، فقرات تراثية وثقافية عالمية في الأماكن التاريخية، بالإضافة إلى عروض الأفلام والصور، التي تعزز جميعها قيمة التراث الفلسطيني التاريخي.
مشاركة :