يرى بيتر بيرجن -محلل شؤون الأمن القومي بشبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية- أن إسقاط الولايات المتحدة أقوى قنبلة تقليدية في العالم على كهف، ومجمع أنفاق لتنظيم الدولة بولاية ننجهار، هو جزء من محاولات تغيير مسار الحرب الأفغانية، التي لا تسير على نحو جيد بالنسبة لحكومة كابل والولايات المتحدة. وأضاف الكاتب أن اسقاط القنبلة -التي تسمى قنبلة «الذخائر الضخمة المنفجرة في الهواء» وتزن حوالي 10 طن- على مديرية آتشين بننجهار يشبه إلى حد كبير إسقاط الولايات المتحدة قنابل « الإقحوان القاطع» التي تزن 7 أطنان على كهوف تورا بورا، التي كان يختبأ فيها أسامة بن لادن في ديسمبر 2001، إذ لا تبعد تورا بورا عن آتشين كثيراً. وأشار بيرجن إلى أن «الأقحوان القاطع» لم تفلح في قتل بن لادن وكبار مساعديه، رغم قتل كثير من مسلحي القاعدة، الأمر الذي يوضح أن الحملات العسكرية لا يمكن الانتصار فيها عن طريق الجو، أو بالأحرى استخدام القنابل فقط. ويؤكد بيرجن أن إسقاط «أم القنابل» هو إشارة على أن الحرب في أفغانستان تمر بمرحلة حرجة، رغم أن استخدام القنبلة به رسائل أخرى موجهة إلى كوريا الشمالية، ونظام الأسد، أن أميركا يمكنها استخدام هذا السلاح ضد أنظمة الملاجئ المحصنة. وأشار الكاتب إلى أن الحرب في أفغانستان تمر بأسوأ مراحلها بالنسبة للجيش الأفغاني وحلفائه الأميركيين -منذ الإطاحة بنظام حركة طالبان عام 2001- إذ تسيطر الحركة على حوالي ثلث الشعب الأفغاني، وفقاً لمسؤلين عسكريين أميركيين، أو ما يعادل حوالي 10 ملايين نسمة، وهو عدد أكبر من السكان الذي يحكمهم تنظيم الدولة في سوريا والعراق عندما بلغ ذروة سيطرته عام 2014. وبسبب الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان، يقول الكاتب فإن إدارة ترمب عاكفة على عمل مراجعة استراتيجية لأفغانستان، التي من مصلحة أميركا أن تظل بها القوات الأميركية، كي لا تتحول إلى عراق آخر، فيه تتحكم طالبان بمعظم الأرض، لكن ينشط فيه أيضاً تنظيما القاعدة والدولة، ومجموعات متطرفة أخرى.;
مشاركة :