القاهرة – الوكالات: أحيا أقباط مصر يوم الجمعة العظيمة أمس وسط أجواء من الحزن التي أثارها اعتداءان انتحاريان قتلا العشرات في احتفالات أحد الشعانين. وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ في البلاد مدة ثلاثة أشهر، داعية الجيش إلى تأمين المنشآت الحيوية في كل أنحاء البلاد إثر التفجيرين اللذين تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في كنيستين في الإسكندرية وطنطا وأسفرا عن سقوط 45 قتيلا وعشرات الجرحى. وتوجه الأقباط أمس الجمعة إلى كنائس البلاد لإحياء الجمعة العظيمة. وتستعيد طقوس هذا اليوم درب الآلام وصلب المسيح في أجواء من الحزن المضاعف لدى الأقلية المسيحية بحسب الأنبا كيرلس، الذي قال: «مع هذه الأحداث نعيش مع المسيح في آلامه». وهذه الليلة، يحيي البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداسا في كاتدرائية القديس مرقس في القاهرة. وقررت الكنيسة حصر مظاهر عيد الفصح في القداديس وإلغاء الاحتفالات وتخصيص يوم العيد لاستقبال المعزين. وقال وكيل البطريركية القمص سيرجيوس: «سنكتفي بصلاة القداس فقط من دون مظاهر احتفالية. لن نستقبل مهنئين بالعيد. نرحب فقط بالمعزين». ويشكل الأقباط حوالي 10% من 92 مليون مصري، وتم استهدافهم عدة مرات في الأشهر الأخيرة. ففي ديسمبر، فجر انتحاري نفسه في الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية في القاهرة، ما أسفر عن مقتل 29 شخصا. وأثارت الاعتداءات الأخيرة ضد الأقباط مخاوف من أعمال عنف طائفية. ووقعت اشتباكات الخميس الماضي في قرية في جنوب البلاد بين مسلمين ومسيحيين كانوا يحاولون إحياء قداس في مبنى مهجور، وفقا لمسؤولين في الشرطة. وأكدت المصادر نشر قوة من الشرطة في القرية الواقعة في محافظة المنيا.