الرياض تعيش ليلة موسيقية على أنغام أوركسترا يابانية

  • 4/15/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عاشت الرياض لأول مرّة أجواء ليلة موسيقية عالمية بامتياز، على أنغام الأوركسترا اليابانية بمشاركة 80 موسيقاراً. عزفت الفرقة على آلات موسيقية متنوعة، كان عنوانها الفرح والأمل، إيذانا بانطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي الياباني في السعودية التي دشنها الدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام السعودي مساء أول من أمس، مصحوبة بمعرض عن منتجات تراثية وتقليدية وحضارية وتاريخية تعبّر عن إرث طوكيو العريق. وأوضح الطريفي، أن العلاقات السعودية - اليابانية تسير في اتجاه التقارب بجميع النواحي، ويأتي هذا اليوم للاحتفاء بالقواسم الثقافية والإنسانية المشتركة، تعزيزا لـ«رؤية 2030»، مشيرا إلى أن الثقافة كروح العالم الإنساني وجسر لتلاقي الشعوب ووسيلة للرقي لغاية التواصل ببوتقة شاملة تنصهر فيها جميع العلاقات لتمثل وجها أكثر إشراقا على مستوى الأفراد والحكومات. وعدّ الطريفي، العلاقات السعودية اليابانية مثالا للروابط الجوهرية، بوصفها من النماذج الدولية المتميزة، وثقافتين تفاخر بهما الدولتان الصديقتان، مشيرا إلى أنّ المملكة واليابان تشتركان في كثير من المواقف السامية والعادلة دوليا، من خلال إحلال السلام وبثّ روح الوحدة والتنسيق بين المجتمعات لما فيه خير البشرية، وسط تقدير المجتمع الدولي لدور البلدين الرائد على المسرح الدولي، مشيرا إلى حرص بلاده على توطيد العلاقة مع اليابان، ترجمة لجهود السياسة المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي، والرؤية الحكيمة لقيادة المملكة. وأضاف أنّ «السعودية تعظّم الشأن الثقافي وترى أنّه اللغة الإنسانية في التواصل بين الشعوب، وحرصت على تكوين مؤسساتها الثقافية ودعم المثقفين والمبدعين منذ توحيد الكيان السعودي على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن، ولم يتوقف هذا الدعم على الرغم من كل الظروف التي مرت بالمنطقة والعالم لأن البنيان في أساسه ثابت وقويم». وتطلع عبر هذه المناسبة الثقافية إلى تعميق العلاقة أكثر وأن يلتقي الإنسان السعودي والياباني في منصة واحدة تقوي دعائم المحبة والصداقة بين البلدين حكومة وشعبا، متمنيا أن تكون الأيام الثقافية اليابانية نافذة يطل منها الشعب السعودي والمقيمين في المملكة، على إرث وحضارة اليابان آملا أن يستمر هذا التعاون الاستراتيجي لما فيه خير البلدين الصديقين. من ناحيته، قال نوريهيرو أوكودا السفير الياباني لدى السعودية: «إنه لمن دواعي سرورنا وشرف عظيم أن نقوم باستضافة هذه الحفلة الموسيقية للأوركسترا الياباني بوصفها جزءا من احتفال الأسبوع الثقافي الياباني في المملكة»، مشيرا إلى أثر زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بلاده في شهر مارس (آذار) الماضي، للمرة الأولى منذ 46 عاما، بصفته ملكا للسعودية. ويرى أن تنظيم هذا الحفل مفيد ومناسب لهذه الفترة من الزمن، لتأسيس علاقات أقوى بين البلدين، منوها بزيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى اليابان في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث أبرمت مذكرة تعاون في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين. وتابع أنّ «هذه المناسبة الاحتفائية، تعتبر إحدى مساهماتنا تجاه تأسيس (الفرقة الوطنية الموسيقية السعودية)، التي جرى الموافقة عليها في الاجتماع الوزاري الياباني - السعودي لـ(رؤية 2030)، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسيساهم التفاهم المتبادل بين الشعبين، في التعمق من خلال تقديم الموسيقى اليابانية للشعب السعودي، بجانب الثقافة اليابانية التقليدية والشعبية». وانطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي الياباني، بعزف فرقة «أوركسترا مهرجان اليابان»، النشيدين الوطنيين السعودي والياباني، وبدأ الحفل، بقطعة ممتازة حَوَت موسيقى الرقص من أوتيلو ومن تلحين جوسيب فيردي، إذ عزفت فيها مجموعة مختلفة من الآلات الموسيقية، مع ملاحظة الفرق في الأصوات، تلته فقرة الرقص العربي من كسّارة البندق وهي من تلحين تشايكوفسكي التي تعتبر أحد أهم أعمال هذا الملحن، الذي ألف كثيرا من موسيقى الباليه. وضجت قاعة الحفل بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض التي تستوعب 4 آلاف حاضر من الجنسين وصلوا منذ وقت مبكر، حيث الرقص السلافيوني من تلحين دفوراك، بصوت رائع وممتع من آلة «الكمان»، تلتها مقطوعة «ليزغينكا» من غايان، من تلحين ختشاتوريان، وهي قطعة قوية من اللحن السريع من آلات النفخ الموسيقية وإيقاع الطبل الفريد التي تعزف على التوالي. ومن تلحين بورودين، عزف أوركسترا مهرجان اليابان، مقطوعة «رقصات بولوفتسيان من الأمير إيغور»، إذ بدأ اللحن من آلات النفخ الجميلة ليتحوّل إلى إيقاع باهر ومتأرجح عن منتصف الزمن. ويشتمل برنامج الأوركسترا اليابانية، على عزف مقطوعات موسيقية أخرى، مثل «من إين كلاين ناختموسيك»، من تلحين «موزارت»، وتعتبر هذه المقطوعة أحد أكثر أعماله الموسيقية شهرة، كما عزفت مقطوعة جميلة وحزينة أخرى بعنوان «إنتيرمزو من كافليريا روستيكانا» من تلحين ماسكاغني. كما استمع الحاضرون لمعزوفة أغنية ليغارو من حلاق إشبيلية، من تلحين روسيني الذي يتميز بالغناء السريع والمغامر، تليها أغنية «من سيدة الفراشة»، من تلحين بوتشيني وهي أغنية عن امرأة بريئة تعيش على أمل عودة حبيبها إليها يوما ما، تليها مقطوعة «الرابسودي للأوركسترا»، من تلحين يوزو توياما، وهي ميدلي الموسيقى التقليدية اليابانية التي تعزف بمجموعة مختلفة من الآلات الموسيقية اليابانية. وقالت أماسيكي يوميكو، رئيسة الفرقة الموسيقية اليابانية، لـ«الشرق الأوسط»: «قررت مؤسسة ساواكامي للأوبرا تلبية الدعوة للمشاركة بهذه المناسبة، وتنظيم الحفل الموسيقي الكلاسيكي، وهو الأول من نوعه في السعودية، إذ جرى إخطارنا من قبل السفير الياباني لدى المملكة، عن طريق يوشيدا قائد الفرقة الموسيقية وذلك قبل عام من اليوم، والفرقة تتألف من 80 عضوا موسيقيا». وأضافت: «بالنسبة لليابان، فإنّ المملكة تعتبر دولة مهمة جدا، وينبغي أن يكون مزيد من تعميق للعلاقات الثقافية بين البلدين»، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية والسياسية، مشيرة إلى أنّ الفنانين المشاركين في هذه الفعالية التاريخية، هم الموسيقيون الواعدون الذين جرى اختيارهم بعملية اختبار تنافسي عال وسيقومون بأداء متميز تحت إشراف قائد الفرقة يوشيدا من خلال التمسّك بالكرامة والوعي بصفتهم ممثلين لليابان.

مشاركة :