أحيت الطوائف المسيحية كلها في لبنان أمس الجمعة العظيمة في مختلف المناطق اللبنانية، وعمّت القداديس مختلف الأديرة والكنائس وأقيمت الصلوات والمسيرات الرمزية المعبّرة عن معاني المناسبة. وشددت الكلمات على الوحدة والتسامح وتقبل الآخر ونبذ الفتن. وفي بكركي، ترأس البطريرك الماروني بشارة الراعي الرتبة بمعاونة البطريرك نصرالله صفير ولفيف من المطارنة والكهنة، في حضور حشد من المؤمنين ومسؤولين سياسيين وأمنيين. وقال الراعي في عظته: «مع موت يسوع، طويت صفحة كاملة من تاريخ البشر، وينبغي أن يطوي كل واحد وواحدة منا صفحته العتيقة، لنبدأ فجراً جديداً مع فجر القيامة». ودعا إلى أن «نحوّل الشر خيراً، والحرب سلاماً، والنزاع تفاهماً، والإساءة غفراناً، والخطيئة مصالحة». وفي جامعة الروح القدس في الكسليك، ترأس رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم رتبة سجدة الصليب، في حضور رئيس الجمهورية ميشال عون واللبنانية الأولى ناديا الشامي عون وحشد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية أبرزها الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وعميد السلك الديبلوماسي المونسنيور غبريال كاتشا، إضافة إلى شخصيات عسكرية وديبلوماسية. وتوجه الأباتي الهاشم في كلمته إلى الرئيس عون قائلاً: «يغمرنا فرح الإيمان بغد أفضل إثر انتخابكم بعد مسيرة طويلة وأليمة، خبرتم خلالها، مراحل التخلّي والفشل الظاهري، لكنّكم صمدتم وحافظتم على المبادئ والقيم الإنسانيّة»، معرباً عن أمله بـ «أن يعود لبنان، بواسطتكم وطن الرسالة، وكرامة الإنسان وحريّته والمساواة في الحقوق والواجبات».
مشاركة :