الأرخبيل المنجرف .. حطام سفينة وسط المحيط

  • 4/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لو كان السائح يستطيع أن يشير إلى فانواتو على الخريطة بثقة، فاعلم أنه شخص ملمّ بالجغرافيا، فهذا البلد المنجرف كبقايا حطام سفينة وسط المحيط الهادئ، الذي لا يعرف عنه إلا القليل، لديه الكثير ليقدمه إلى المغامرين من السياح؛ حيث إن جاذبيته كلها تكمن في غموضه.يتكون أرخبيل فانواتو من 83 جزيرة تقريباً يبلغ عدد سكانه 218 ألف نسمة، عاصمتها فيلا، يتميز بأرض طبيعية وبراكين ثائرة، وغابات مطيرة مورقة وشعب مرجانية متنوعة، بسبب نشاطه الجيولوجي، فالسياح يمكنهم الوصول إلى فوهة بركان ياصور، التي تعد أكثر البراكين النشطة في العالم، وكذلك التجديف البحري بالجزر، والشواطئ الرملية، واستكشاف بقايا حطام الحرب العالمية الثانية تحت الماء، إضافة إلى التنزه وسط حقول جوز الهند والأدغال الرطيبة.ولكن السياح الذين ليست لديهم الطاقة العالية يمكنهم قضاء أوقاتهم عند شواطئ فانواتو السخية التي تعكس الصورة الملحمية لهذا الأرخبيل، أواستئجار قارب يقفز به من جزيرة إلى أخرى، فأينما ذهب السائح سيجد وليمة طيبة، فالطعام هنا في هذه الجزر رائع بكل تأكيد، هذه الشهادة ليست فقط للطهاة المحليين الموهوبين، لكن أيضاً للمكونات الطازجة الوفيرة التي تنمو على هذا الأرخبيل البركاني الخصيب.تتمتع فانواتو بالدفء والحميمية وتقاليد ثقافية غنية وغريبة في بعض الأحيان، فأهلها يرحبون بالضيوف كترحاب الأصدقاء، ويحرصون على إطلاع السياح على حكايات بلدهم الذي أعلن عنه كأسعد بلد في الكون عام 2006.لم يمنح مؤشر «هابي بلانت» هذا اللقب لفانواتو مذ ذلك الحين، لكنها لا تزال بلداً بشوشاً مستبشراً بكل المقاييس، تتركز السياحة في جزر تانا واسبيريتو وسانتو وإيفات بشكل كبير مع سياحها الدوليين الذين يصلون أولاً إلى جزيرة أيفات التي يسهل منها التنقل عبر القارب أو الطائرة إلى بقية أنحاء الأرخبيل الذي يلبي احتياجات كل السياح من جميع المشارب، بالتأكيد توجه انتقادات شديدة لغلاء الأسعار بها، وعلى الرغم من ذلك توجد خيارات تناسب جميع الميزانيات بالمنتجعات الشاطئية الراقية، لا تحتاج فانواتو من الشخص أن يسطو على بنك، لكن المؤكد أنه فردوس. فانواتو التاريخ يعود تاريخ الاستيطان في فانواتو إلى حوالي 500 عام قبل الميلاد، فلقرون دون أهل فانواتو تاريخهم شفاهية، ونقلوا القصص من جيل إلى جيل، في بعض الأحيان تبهت الأساطير والأحداث التاريخية، وعلى الرغم من ذلك يروى أن «رويا ماتا» رئيس جزيرتي ايفات وشيبارد توفي حوالي 1265، وقيل إن زوجته مع أقربائه وأعيان عشيرته طلبوا في مراسيم دفنه أن يدفنوا معه أحياء، ومن خلال نبش قبره اتضح أن القصة حقيقية. لقد قام المستكشفون الأوروبيون بزيارة الجزر في القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر من أجزاء مختلفة من العالم، وفي عام 1774 أبحر كوك إلى ماليكولا، وارمانغو،و تانا، وسانتو وإيفات؛ حيث أطلق عليها «جزيرة الساندوتش»، شهد سكان الأرخبيل خراباً في القرن التاسع عشر، بسبب الفظائع التي ارتكبها تجار الصندل؛ حيث خطفوا للعمل في حقول قصب السكر كأيدي عاملة رخيصة، وأصيبوا بالعديد من الأمراض التي جلبتها «البعثات التبشيرية».في عام 1906، تقرر دون أي تشاور مع السكان الأصليين أن هبريدس الجديد سيصبح سيادة أنجلو فرنسية مشتركة، ما أدى إلى فوضى في تداول العملة الإنجليزية والفرنسية، وإلى سجنين ومستشفيين، والشرطة في جانب من الشارع والجندرمة في الجانب الآخر، ولفترة زمنية محددة كانت المركبات تستطيع السير في الاتجاهين.وكذلك شهد بواكير القرن العشرين توظيف السكان المحليين بالحد الأدنى من الأجور من قبل البيض أصحاب المزارع في ظروف ليست أفضل من العبودية، ولاحقاً قاموا بتوظيف الأيدي العاملة من ملايا والصين وفيتنام وفيجي وتونغا وهو ما يفسر اليوم مزيج التنوع الثقافي.وبدأ النزاع السلطوي بين سكان الجزر والمصالح الاستعمارية الثنائية حول مسيرة المستقبل الاقتصادي والسياسي للجزر بعد الحرب العالمية الثانية، وقد استقر الوضع الدستوري في عام 1977، خلال مؤتمر بين البريطانيين والفرنسيين وممثلي الهبردانيين الجدد في باريس، وبعده أصبحت الجزر مستقلة بالكامل في 1980، وتحولت هبريدس الجديدة إلى جمهورية فانواتو. طقس شبه استوائي تتميز فانواتو بطقس شبه استوائي؛ حيث يمتد فصل الصيف من شهر نوفمبر/‏ تشرين الثاني إلى مارس /‏ آذار، ويبلغ متوسط درجات الحرارة 28 درجة مئوية، ويصل حتى 32 درجة مئوية، قد يكون الطقس حاراً ورطباً ومطيراً، أما فصل الشتاء فيمتد من إبريل /‏ نيسان إلى أكتوبر /‏ تشرين الأول مع متوسط درجات حرارة تصل إلى 23 درجة مئوية، تتراوح درجات حرارة البحر بين 22 درجة مئوية إلى 28 درجة مئوية ما يجعل السباحة ممتعة على مدار العام، أمطارها معتدلة، كما أن وقوع الأعاصير محتملة في العادة بين شهري ديسمبر/‏ كانون الأول، وإبريل /‏ نيسان، كل بضع سنوات.يبقى أن تعلم أن الموسيقى التقليدية لفانواتو قامت على الآلات الإيقاعية، لكنها اشتهرت بفرق الآلات الوترية في القرن العشرين، خاصة الجيتار والقيثارة والأغاني الشعبية، وأن الطبق الشعبي «لاب لاب» يطهى في فرن يدفن في باطن الأرض، وأن خفافيش الفاكهة أو الثعلب المحلي الطائر تلعب دوراً حيوياً في تلقيح الأشجار المحلية.يتحدث أهل فانواتو ثلاث لغات رئيسية، الإنجليزية والفرنسية والبيسلامية. أماكن الجذب السياحية * متحف فانواتو يقع متحف فانواتو والمركز الثقافي مقابل مبنى البرلمان بالقرب من الملتقى؛ حيث يتم عرض المشغولات اليدوية والفخارية والأحفوريات والأقنعة على الدوام، لعكس وفهم التنوع الثقافي والتاريخي لكل الجزر المختلفة، إضافة إلى عروض فيديو يومية والمعارض المؤقتة والرقصات والحكايات الشعبية والعزف على آلة الفلوت.* الحديقة السريةتقع في جزيرة ميلي؛ حيث توفر فرصة للتعرف إلى النباتات والحيوانات المحلية النادرة، واستكشاف الأكواخ المشيدة من القش المجلوب من الجزر المختلفة، إضافة إلى الاستمتاع بمشاهدة سرب البط والثعابين والثعالب الطائرة، إنها تمثل نظرة من زاوية مختلفة لتاريخ فانواتو، بما في ذلك، البعثات، وأكل لحوم البشر، والأزياء التقليدية، إضافة إلى مواضيع أكثر جدية مثل طيور الشحرور والحرب العالمية الثانية.* الأرخبيل من الجويمكن مشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة لفانواتو من على متن طائرة عمودية أو طائرة بحرية؛ حيث تقوم هذه الطائرات التي تعمل في الأرخبيل بعدد من الرحلات التي تنطلق من جسور علوية قصيرة ذات مناظر خلابة، فضلاً عن النزهات الجزر الخاصة، أو إلى تلك المطاعم الموجودة خارج البلدة، لتناول وجبة الغداء، تتيح هذه الطائرات أيضاً فرصة التقاط صور بانورامية رائعة من الجو.* لحظات ناغولكل يوم سبت من شهر إبريل /‏‏ نيسان إلى يونيو /‏‏ حزيران تقيم جزيرة بنتاكوست مهرجان ناغول الشهير (الغوص البري)، يتضمن هذا المهرجان الشعبي رجالاً يقومون بعملية الغوص في الهواء من أبراج يبلغ ارتفاعها 100 متر فقط مع قماش ملفوف حول خصورهم، الناغول هو الاحتفال بحصاد البطاطا، فهو أيضاً طقوس تتعلق بخصوبة الرجال.* بركان ياصوريمكن للسياح قيادة مركباتهم وصولاً إلى قمة بركان ياصور الذي يتمتع بسهولة وصول أسهل في جزيرة التانا، يستطيع السياح الاستمتاع بالنظر إلى الحمم البركانية المتدفقة من سطح الجبل، كما يمكنهم أيضاً التعرف إلى عبادة جون فروم التي تعتقد أن أرواح أسلافهم ستصل محملة على السفن، بدأ هذا المعتقد مع وصول الجندي الأمريكي جون فروم خلال الحرب العالمية الثانية، وينتظر اتباع هذا الدين عودته إلى الجزيرة مع ثروات كبيرة.* شلالات ميلييمكن للسائح أن يأخذ جولة منظمة بالحافلات المحلية، يبعد شلال ميلي على بعد 15 دقيقة فقط من بورت فيلا.حيث يمكن مشاهدة أجمل المناظر الخلابة أسفل هذه الشلالات مباشرة، كما يستطيع حزم أمتعة الاستحمام والتوجه إلى حوض الشلالات المتدفقة، لكن في حال وقع إعصار بام ينصح السياح بالا يغامروا بالذهاب إلى رحلة الشلالات.

مشاركة :