بسط وادي المشقر بمحافظة المجمعة, كَفّي الجمال الفَواح والماء القَراح على ضفاف سدير واكتسى حلة ربيعية خضراء تعلوها نخيل باسقة تسرُ الناظرين، إذ تنساب المياه العذبة من سد المجمعة الذي يرتفع 15 متراً ويتسع لـ 5 ملايين متراً مكعباً طيلة الشهرين الماضيين مُشكلا لوحات زاهية الجمال باهية الظلال على الجبل والجال، وصار الوادي متنزهاً يقصده الأهالي وعشّاق الصحراء.وينحدر الوادي الذي يتجاوز طوله 100 كيلو متر برياض وفياض غنّاء من أعالي سلسة جبال طويق في وسط المملكة إذ يتربع بعاليه روضةٌ (المزيرعة) متجهاً شرقاً ماراً بالمجمعة وحرمة مخترقاً جبال المجزّل ومنتهياً برياض الخفيسة عند جبال العرمةوتحول الوادي بعد غزارة الأمطار إلى ما يشبه النهر الجاري بطول ستة كيلو مترات تقريباً تحيط بضفافه الأعشاب والشجيرات ويسمى باللهجة المحلية (حاير) أي سريان مياه الأمطار فوق السطح نتيجة تشبع التربة بالمياه وارتفاع مستوى المياه السطحية.ويتوسد المشقر بطن مدينة المجمعة التي تقف على أطلال موغلة في التاريخ فهي ملتقي للقوافل ومجتمع تمتزج فيه الروح والحركة الثقافة والاقتصاد.وتقع المحافظة في أقصى شمال منطقة الرياض تحدها من الشرق محافظة رماح، ومن الغرب محافظتا الزلفي والغاط، ومن الشمال محافظتا قرية العليا وحفر الباطن، ومن الجنوب محافظات ثادق وشقراء وحريملاء، وتبلغ مساحة محافظة المجمعة 23100 كم مربع تقريبا وتبعد عن الرياض 180 كيلو مترا ويربطهما طريق اسفلتي سريع مزدوج.وأكد الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل محافظ المجمعة, أن المحافظة حظيت كغيرها من المحافظات بعناية الدولة مما جعلها مكاناً جاذباً للاستثمار والسكن, مبيناً أن هذا الاهتمام رفع نسبة النمو السكاني في المحافظة وخصوصاً في عاصمتها المجمعة إلى ما يتجاوز 4%.وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: هذه النسبة شكلت ضغطاً كبيراً على البنية التحتية التي تحتاج إلى تسارع في الإنجاز يغطي تلك النسبة.من جهته، علّق رئيس بلدية محافظة المجمعة المهندس خلف العتيبي, عن استعدادات البلدية في وادي المشقر بالتأكيد على توفير الخدمات الحيوية كتحسين البنية التحتية للمتنزه وتمهيد الطرق ووضع دورات مياه وخدمات الرش لمكافحة الحشرات, بالإضافة إلى وضع لوحات إرشادية وعلامات دلالية.وكشف المهندس العتيبي, عن مخطط البلدية لوضع تنظيم جديد للمخيمات بتطبيق نموذج للتخييم البري، مشيراً إلى أنه سيُطبق هذا التنظيم خلال الأيام المقبلة، مفيداً أن المشروع سيمنح المحافظة جذباً سياحياً جديداً بما يستوعب الحركة السياحية المتزايدة مؤخراً.