الكاتب الصحفي “السديري” في حكايتين عن نكران الجميل: إنني بريء براءة الذئب

  • 4/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة وصف:  بأسلوبه الخفيف والممتع وبكلمات مكثفة، يؤكد الكاتب الصحفي مشعل السديري أنه “بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب”، ولا علاقة له بواقعتين تكشفان عن نكران الجميل بين البشر في تعاملهم، إحداهما إنقاذ طفل من الغرق، والأخرى العثور على حافظة نقود.أين الساعة؟وفي مقاله “إنني بريء براءة الذئب”، يقول “السديري”: “قرأت هذا: جلس رجل على الشاطئ يرقب الموج الهادر ويستمتع بأشعة الشمس الدافئة، وإذا به يلمح طفلاً يصارع الموج في يأس، وبسرعة ألقى بنفسه في أحضان البحر قاصداً ذلك الطفل المسكين، واقترب منه بعناء وقلبه يلهج بالدعاء ألا تسبقه موجة عاتية تحصده فيموت، وعندما وصل إلى الطفل جاءه من الخلف وأمسك بملابسه بقوة، وسحبه معه إلى الشاطئ في صراع مع الأمواج العاتية، وارتمى أخيراً على الرمال في تعب وصدره يعلو ويهبط في سرعة، وقد أحس بوخز في صدره جراء تعبه حتى خشي أنه سيموت، وجرى الطفل بعيداً غير مصدق نجاته، وبقي الرجل لاهثاً حتى جمع شتات نفسه، وما هي إلا لحظات حتى لمح الرجل بطرف عينه الطفل الذي أنقذه ومعه امرأة وقد حدّث نفسه بأنها لا شك أمّه أتت لتشكره، وبالفعل توقفت المرأة وسألته: أأنت أنقذت طفلي من الغرق؟ فقال لها في تواضع وفرح: نعم. فقالت له: إذن أين الساعة التي كانت في يده؟!”.محفظة نقودويضيف “السديري”: “على شاكلة هذه الحادثة ولكن على نحو مغاير، وصل أحدهم إلى الفندق، ونسي محفظته في التاكسي، وأخذ يصيح ويلطم، وما هي إلّا ربع ساعة حتى عاد سائق التاكسي وبيده المحفظة، ونتشها الرجل من يده سريعاً، وجلس على الكرسي وفتح المحفظة وأخذ يعدّ النقود، وبين الفينة والأخرى يرفع رأسه ويتطلع بعين السائق الواقف حياله، ثم يرجع للعد، وبعد أن انتهى وقف قائلاً للسائق: الحمد لله أنها كاملة شكراً، ومد يده لكي يصافحه، غير أن السائق رفض أن يصافحه، واستدار وأعطاه ظهره خارجاً، وهو يتفوه بكلمات غاضبة”.بريءوبطريقة ساخرة، يحذّر “السديري” ممن يمكن أن يظن أنه على صلة بالواقعة الأخيرة ويقول: “هنا أشير إلى أن لا علاقة لي أنا بهذه الحادثة الأخيرة على الإطلاق، وأردت أن أوضح هذا خوفاً ممن في قلوبهم مرض، فيعتقدون أن لي ضلعاً فيها، وأنا بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب”. (1)

مشاركة :