كشف نائب عراقي عن قيام جماعات مسلحة مرتبطة بأحزاب نافذة بالاستيلاء على عقارات المسيحيين في بغداد وعدم قدرة القضاء العراقي على إصدار القرارات الكفيلة باستعادة تلك الأملاك. وقال النائب المسيحي يونادم كنا إن هناك عصابات متخصصة في سرقة المنازل في العاصمة بغداد قامت بالاستيلاء على منازل المسيحيين وعقاراتهم بعد هجرتهم إلى الخارج منذ عام 2003 حتى الآن، مبينا أن موظفين مرتبطين بأحزاب نافذة يعملون في دوائر التسجيل العقاري قاموا بتزوير مستمسكات تتعلق بعائدية عقارات تبلغ أثمانها ملايين الدولارات وتسجيلها بأسماء قادة للمليشيات أو إحراق السجلات لطمس عائدية تلك العقارات. وبيّن كنا أن السلطات القضائية ووزارة العدل باتت عاجزة عن الوقوف في وجه هذه المليشيات والعصابات لكونها أقوى حتى من أعلى سلطة في البلاد وهي السلطة القضائية، مضيفًا: نحن مصابون بخيبة أمل تجاه ما يحدث لنا في العراق. وأوضح أن الحكومة العراقية تسعى إلى الوقوف في وجه تلك العصابات المتنفذة لكنها لم تكن موفقة في مسعاها، ومازالت الإجراءات التي تتخذها غير مجدية ولم تستطع حتى الآن أن تنهي ملف التجاوزات الحاصلة على الممتلكات. ووصف مجلس القضاء العراقي عمليات الاستيلاء على أملاك المسيحيين بأنها نوع من الجريمة المنظمة، منبها إلى دخول عدة أطراف في تنفيذ هذه العمليات. من جهته، قال عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي إن 70% من منازل المسيحيّين المهاجرين من بغداد إلى خارج العراق قد تم الاستيلاء عليها من جهات مجهولة، مبينا أن هذه الجهات المتنفّذة استطاعت أن تغيّر ملكيّة هذه المنازل في السجلات العقاريّة الحكوميّة لصالح أشخاص متنفذين. ويشغل كبار المسؤولين العراقيين منازل فخمة تعود ملكياتها إلى مسؤولين سابقين في الدولة العراقية أو إلى ضباط كبار في الجيش العراقي أو إلى مواطنين فارين خوفا من بطش المليشيات؛ إذ يشغل رئيس المجلس الإسلامي عمار الحكيم منزل نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق طارق عزيز المطل على نهر دجلة، ويشغل النائب الكردي محمود عثمان منزل وزير الإعلام السابق محمد سعيد الصحاف في حي القادسية، ويشغل القيادي في المجلس الإسلامي عادل عبد المهدي منزلا يعود إلى مرافق صدام حسين، ويتخذ رئيس الجمهورية فؤاد معصوم من منزل عائد إلى وزير الداخلية الأسبق سعدون شاكر دار ضيافة له، ويشغل وزير الخارجية إبراهيم الجعفري منزل البنت الصغرى للرئيس الراحل صدام حسين في المنطقة الخضراء.
مشاركة :