استهدف تفجير قافلة حافلات كانت تنتظر الدخول إلى مدينة حلب السورية أمس (السبت) ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص ممن تم إجلاؤهم من قريتي كفريا والفوعة أمس بموجب اتفاق بين الجانبين المتحاربين. وقالت وحدة الإعلام الحربي، إن الهجوم نفذه انتحاري بسيارة ملغومة وأودى بحياة ما لا يقل عن 43 شخصاً. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 40 شخصاً لقوا حتفهم في الانفجار. وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام جثثاً مسجاة على الأرض بجانب الحافلات المحترقة التي تحطمت نوافذها فيما تصاعد الدخان الأسود الكثيف من عربات تحترق. وقع الانفجار في منطقة الراشدين الواقعة على مشارف حلب. وكانت الحافلات تنتظر منذ يوم الجمعة للعبور من منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة إلى المدينة نفسها التي تسيطر عليها الحكومة.قتيلاً من أهالي كفريا والفوعة في تفجير استهدف حافلاتهم قرب حلب الراشدين (سورية) - أ ف ب قتل 43 شخصاً من أهالي الفوعة وكفريا وأصيب العشرات بجروح أمس السبت (15 أبريل/ نيسان 2017) في تفجير انتحاري استهدف غرب حلب حافلات كانت تقل خمسة آلاف شخص تم إجلاؤهم الجمعة من هاتين البلدتين. واستأنفت الحافلات أمس (السبت) طريقها بعد توقف استمر ساعات طويلة وإثر التفجير الدموي. وجرى الجمعة إجلاء 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موال للنظام من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين و2200 ضمنهم نحو 400 مقاتل معارض من بلدتي مضايا والزبداني، في إطار اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران. إلا أن القافلتين لم تكملا طريقهما الجمعة نتيجة خلاف بين طرفي الاتفاق. وتوقفت 75 حافلة من الفوعة وكفريا أكثر من 35 ساعة في منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب حلب. كما انتظرت نحو 65 حافلة من مضايا والزبداني لنحو 20 ساعة في منطقة الراموسة التي تسيطر عليها قوات الجيش السوري قرب مدينة حلب أيضاً. وقرابة الساعة الرابعة عصر السبت (13,00 ت غ)، استهدف تفجير انتحاري حافلات الفوعة وكفريا في الراشدين مودياً بـ «43 شخصاً على الأقل هم 38 من أهالي البلدتين وأربعة مقاتلين معارضين وشخص مجهول الهوية»، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد أن عدد القتلى مرشح للارتفاع نتيجة وجود إصابات خطيرة. وشاهد مراسل «فرانس برس» في المكان جثثاً متفحمة وأطفالاً مرميين على الأرض وسط بقع كبيرة من الدماء وحافلات محترقة تماماً. كما نقل مشاهدته لعشرات الأشخاص يفرون إلى حقول خضراء مجاورة بعيداً من مكان التفجير. وبعد بضع ساعات من التفجير، أفاد المرصد السوري أن «عملية انطلاق القافلتين في منطقتي الراموسة والراشدين بدأت بتحرك خمس حافلات من تجمع مضايا، مقابل انطلاق خمس حافلات من تجمع الفوعة وكفريا». ونقل مصور لـ «فرانس برس» مشاهدته لسيارات إسعاف تقل مصابين من الفوعة وكفريا عبر معبر الراموسة إلى مدينة حلب. وستتوجه قافلة الفوعة وكفريا إلى مدينة حلب ومنها ينتقل أهالي البلدتين إلى محافظات تسيطر عليها الحكومة السورية، على أن تتوجه قافلة مضايا والزبداني إلى محافظة إدلب، أبرز معاقل الفصائل المعارضة والمتطرفة. ومن المقرر بموجب الاتفاق أن يتم على مرحلتين إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 ألف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني. ودخل الجيش السوري مضايا الجمعة بعد خروج القافلة منها فيما لا يزال نحو 150 مقاتلاً معارضاً ينتظرون إجلاءهم من الزبداني. معركة الطبقة وفي شمال سورية، تمكنت قوات سورية الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن السبت من الوصول إلى مشارف مدينة الطبقة، التي تعد أحد معاقل تنظيم «داعش» ومقراً سابقاً لأبرز قادته. وقال رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» إن قوات سورية الديمقراطية «باتت على بعد مئات الأمتار من مدينة الطبقة» بعدما تقدمت ليلاً وسيطرت على ضاحية الاسكندرية جنوب شرق المدينة، وضاحية عايد الصغير إلى جنوب الغرب منها. وأكد مصدر عسكري في قوات سورية الديمقراطية لـ «فرانس برس» أن تلك القوات «تسعى لاقتحام أولى أحياء الطبقة في الجهتين الشرقية والغربية، والتضييق على مسلحي داعش في المدينة». وتبعد مدينة الطبقة الواقعة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات حوالى 50 كيلومتراً غرب مدينة الرقة. سياسياً، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس (السبت)، أن روسيا مهتمة بمناقشة الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة السورية مع قطر. جاء ذلك خلال لقاء لافروف جمعه بنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم في العاصمة الروسية موسكو، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية. وصرح لافروف موجهاً حديثه للوزير القطري: «في ظل مرور العلاقات الدولية بهذا الوقت العصيب، ينبغي علينا ألا نفقد مرونتنا في الاتصال ومناقشة الاتفاقات الثنائية، والتي منها بالطبع تعاوننا فيما يتعلق بالقضايا الدولية وعلى رأسها قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا». ونقلت «سبوتنيك» عن وزير الخارجية القطري قوله، خلال اللقاء، إن بلاده تأمل في التوصل إلى تفاهم متبادل مع روسيا من خلال جعل مواقف الدولتين أكثر قرباً بشأن القضايا الدولية. وأضاف الوزير القطري «من المهم جداً بالنسبة لنا في هذه المرحلة العصيبة التي يعاني فيها الشرق الأوسط من عدد كبير من الصراعات أن تتاح لنا فرصة لتبادل وجهات نظرنا بشأن التسوية السورية، ونحن على يقين من أننا من خلال الحوار وهذه الاجتماعات سوف نحصل على فرصة لجعل مواقفنا أقرب، وإيجاد أرضية مشتركة، و قاسم مشترك، وبهذه الطريقة، التوصل إلى تفاهم واتفاقات مشتركة».
مشاركة :