"طوفان اللوتس" الفرعونية تمجد الحب

  • 4/16/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

"طوفان اللوتس" هي إحدى روايات الكاتبة المصرية وفاء شهاب الدين وصدرت عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة. تقع الرواية في 320 صفحة من القطع الجائر، وتدور فكرتها حول أسطورة فرعونية تدعي أن الروح البشرية بعد الموت تدور في الكون متخذة صورا عدة وبعد مرور ثلاثة آلاف عام يتخذ الجسد البشري نفس الملامح ونفس الصفات والطبائع مرة ثانية. أطاحت الكاتبة بكل ما كتبت من قبل، لتفاجيء القاريء بهذه الرواية، حيث وصلت في هذه الرواية لقمة النضوج الأدبي، فأصبحت الرواية قامة وقيمة. هذه الرواية التي ظهرت فيها بقوة اجتهاد الكاتبة في دراسة التاريخ المصري القديم وبخاصة الجزء الخاص بالآلهة المصرية. تبدأ القراءة وتتوغل في أحداثها حتى الذروة، ثم تعلم أنك لم تصل للذروة بعد وأنه مازالت هناك حكايات أخرى مخبأة داخل طيات الرواية ومن ثم تنقلك الرواية إلى مستوى آخر من الخيال تتضافر فيه الأحداث الحقيقية مع الأحداث الخيالية . أما الحوار فله شقان: الشق الأول: إن الحوار كان في منتهى الرقي وكان رشيقا جدا، حيث العبارات القصيرة المكثفة المعبرة. أما الشق الآخر: فإن مثل هذا الحوار قد لا يكون ملائما للبيئة الريفية حتى وإن كانت الشخوص متعلمة وذوي عقل راجح ويتحدثون حوارا على مستوى عقلي واعٍ. كما أن الحوار احتوى على بعض الفلسفات الصغيرة التي صنعت جوًا من الإمتاع. جاء السرد منسابا مشوقا متضمنا تفاصيل صغيرة في طياته لها مذاق الحب وزهوته، وقد تم تصنيف أعمال الكاتبة على أنها أعمال ذات طابع رومانسي، ومع اختلافي مع فكرة التصنيف عامة، إلا أن خط العاطفة هو الخط الرئيسي الذي يربط أجزاء الرواية ببعضها البعض وهو النكهة المميزة دائما لكتابات الكتابة وفاء شهاب الدين . • اللغة والشخصيات لا خلاف أن الكاتبة تستخدم دوما لغتها الفصحى المتأنقة والراقية في كل كتاباتها حتى في الحوار، لكن هذه الرواية جاءت فيها اللغة أعلى من كل الأعمال التي تسبق طوفان اللوتس. وجاءت شخصيات الرواية - على عددها القليل - كافية تماما للقيام بأدوارها المكلفة بها. والمتصفح للرواية يجد بعض الهنات مثل النقلات السريعة بين المشاهد، أو عدم وضع فواصل بين المشاهد لتفصل بين مشهد وآخر. وفي أجزاء من الحوارات الفرعونية: كانت الشخصيات تتكلم وتحلف بالله حيث إن ذلك غير مستساغ كلغة فرعونية. كما أن الرجال والنساء في القرية يتحدثون لغة عالية جدا على اختلاف مستوياتهم المعيشية . وتظل الرواية لوحة إبداعية مميزة جدا، تأخذك إلى بساتين العشق مرورا بعصور قد نسيناها، ثم تنقلنا إلى نيران المكائد والفرقة ونعود إلى استنشاق رائحة اللوتس في آخر اللوحة .

مشاركة :