شنت القوات العراقية هجوما جديدا على تنظيم "الدولة الإسلامية" في المدينة القديمة بالموصل اليوم الأحد، ساعية لكسر الجمود في محاولات انتزاع السيطرة على آخر معاقل التنظيم المتشدد. وأفاد بيان أن قوات الشرطة الاتحادية العراقية تقدمت مسافة 200 متر داخل المدينة القديمة مقتربة من مسجد النوري. قال مسؤولون عسكريون إن القوات العراقية شنت هجوما جديدا على تنظيم "الدولة الإسلامية" في المدينة القديمة بالموصل اليوم الأحد ساعية لكسر الجمود في محاولات انتزاع السيطرة على آخر معاقل التنظيم المتشدد. وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على الموصل ثاني أكبر مدن العراق في عام 2014 لكن القوات الحكومية استعادت أغلب أراضيها خلال العملية المستمرة منذ ستة أشهر. وكان مسؤول عسكري عراقي كبير قد أعلن في وقت سابق، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" لم يعد يسيطر سوى على 6,8% من مساحة العراق بعد أن استولى على أربعين بالمئة من البلاد خلال عام 2014 . وقد تعني الاستعادة لكامل أحياء مدينة الموصل، التي أعلنها زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" عاصمة "الخلافة" في ظهوره العلني الأول قبل نحو ثلاثة سنوات، نهاية التنظيم الجهادي في الأراضي العراقية. ولم تتقدم القوات تقريبا منذ أكثر من شهر ويتحصن المتشددون داخل المدينة القديمة كثيفة السكان في غرب الموصل حيث لا تتمكن الدبابات والمركبات الكبيرة من العمل بسبب ضيق الشوارع. وأفاد بيان أن قوات الشرطة الاتحادية العراقية تقدمت مسافة 200 متر داخل المدينة القديمة مقتربة من مسجد النوري. والمسجد يمثل قيمة رمزية فهو الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" قيام دولة الخلافة على أراض في العراق وسوريا. واقتربت القوات من المسجد بحيث أصبح على مرمى بصرها منذ الشهر الماضي. وقال ضابط من الشرطة الاتحادية إن التقدم اليوم بدأ في الصباح الباكر وقالت القوات إنها تقاتل المتشددين من منزل لمنزل. وأضاف الضابط أن المتشددين يستخدمون الدراجات النارية الملغومة التي أصبحت سلاحهم المفضل الآن موضحا أن على القوات مراقبة كل المنازل لتجنب المهاجمين بدراجات نارية ممتلئة بالمتفجرات. معركة لا يمكن استخدام الآليات فيها ورغم مرور ستة أشهر على انطلاق معركة استعادة الموصل، آخر المعاقل الكبرى للجهاديين في العراق، مازالت المواجهات مستمرة في مناطق مكتظة يتواجد فيها الجهاديون الذين مازالوا يسيطرون على مناطق أخرى في العراق وسوريا. وقد يحتفظ هؤلاء بقدرتهم على شن هجمات في العراق رغم عدم سيطرتهم على مناطق كبيرة، كما أن الآثار الناجمة عن المعارك التي حصدت أرواحا كثيرة وأدت إلى نزوح ودمار، ستبقى حتى بعد انتهاء القتال. وقال باتريك مارتن المحلل في معهد "دراسات الحرب" إن القوات العراقية والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة "يقتربان من نهاية عملية استعادة الموصل". وأضاف لكن "ستكون استعادة الأحياء الأخيرة أكثر صعوبة خصوصا المدينة القديمة والأحياء المتبقية في شمال غرب الموصل". وقال الضابط الأمريكي الكبير في التحالف الدولي ريك يوريبي عن العملية في المدينة القديمة، "لا يمكن استخدام آليات هناك. لذا، فان العملية ستكون راجلة، ما يجعلها (المعركة) صعبة جدا للقيام بأي مناورة هناك". وأوضح أن تقدم القوات العراقية يكون "أحيانا خمسين مترا (...) ويعتبر ذلك يوما عظيما". وبدأت القوات العراقية في 17 تشرين الأول/أكتوبر، عملية انطلاقا من جنوب وشرق وشمال الموصل وتمكنت مطلع العام الحالي من استعادة الجانب الشرقي من المدينة. وتشارك وحدات عسكرية أبرزها من جهاز مكافحة الإرهاب، إلى جانب قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية والجيش والشرطة في معركة الموصل. فرانس 24/ أ ف ب/رويترز نشرت في : 16/04/2017
مشاركة :