القاهرة:«الخليج» أعلنت أجهزة الأمن المصرية حالة الاستنفار العام، قبيل ساعات من تدفق ملايين المسيحيين إلى الكنائس الرئيسية في القاهرة والمحافظات، لأداء قداس عيد القيامة المجيد، الذي يأتي هذا العام بعد أيام من حادثي كنيستي طنطا والإسكندرية، اللذين أسفرا عن مقتل 45 شخصاً، فضلاً عن أكثر من مئة مصاب.وناشدت الأجهزة الأمنية رواد الكنائس التعاون مع رجال الأمن، بإظهار بطاقة الرقم القومي عند الدخول إلى الكنائس، وعدم التجمع بمحيط الكنائس عقب انتهاء الصلوات، مؤكدة قدرتها على تأمين فرحة المصريين في المناسبات الدينية.وصرح مسؤولون في وزارة الداخلية أن الشرطة ستنشر بأعداد كبيرة، وستقوم بعمليات تفتيش دقيقة في الخارج ثم عند مداخل الكنائس بأجهزة كشف المعادن، ولن يسمح للسيارات بالتوقف في الشوارع المجاورة. وقال الناطق باسم الكنيسة القبطية بولس حليم: «تم تشديد الأمن جداً فعلاً».وأعلنت الكنيسة المصرية في وقت سابق على لسان البابا تواضروس، اقتصار الاحتفال بعيد القيامة على الصلوات الطقسية فقط، وإلغاء أي مظاهر احتفالية. وقال البابا في بيان إن الكنيسة ستعتذر يوم العيد عن استقبال المعزين، «حتى لا تختلط مشاعر التعزية بالتهنئة بالعيد»، قبل أن يوجه أمس رسالة إلى الشعب المصري بمناسبة الأعياد، قال فيها إن شهداء يوم أحد الشعانين (السعف)، سجلوا بدمائهم صفحة جديدة في تاريخ الكنيسة القبطية المصرية. وقال البابا تواضروس، في كلمته التي ألقاها أمس بمقر الكاتدرائية الكبرى بالعباسية: «لنصلي جميعاً من أجل أن يحفظ الله بلادنا الحبيبة من كل شر».وسيترأس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، قداس الفصح اليوم الأحد في القاهرة في كاتدرائية القديس مرقس في القاهرة. وقال بولس حليم، إن اعتداءي «طنطا والإسكندرية أحدثا صدمة قوية لمصر كلها». وأضاف أن الكنيسة ستكتفي بقداس السبت وبدلاً من الاحتفالات التقليدية الأحد، سيقوم أعضاؤها بزيارة عائلات «الشهداء» والجرحى في الانفجار، بما في ذلك رجال الشرطة.وينهي الأقباط بعد قداس منتصف ليل السبت/الأحد صياماً دام 55 يوماً عن كل الأطعمة ذات المنشأ الحيواني. وكان الحزن والأسى خيما على الأقباط الأرثوذكس المصريين الذين تدفقوا على الكنائس أول أمس الجمعة. وقال مسؤولون بالكنيسة إن كثيرين شاركوا في صلوات «الجمعة العظيمة» لكن دون مظاهر احتفالية. وفي مدينة الإسكندرية الساحلية، تجمع المسيحيون في الكنيسة المرقسية التي شهدت أحد تفجيري أحد السعف، وهي المقر التاريخي لبابا الأقباط الأرثوذكس. وعبر المصلون من خلال بوابة أمنية لكشف المعادن، وهي بوابة مماثلة لتلك التي فجر عندها الانتحاري نفسه الأسبوع الماضي. من جهة أخرى أصدرت قبيلة الأشراف، التي تعد واحدة من أكبر القبائل بمحافظة قنا، بياناً تبرأت فيه من المتورطين من أبنائها في حادثي تفجير كنيستي مار جرجس، ومار مرقس. وقالت في البيان إنها تتبرأ من هؤلاء المتهمين، إذا ما أثبتت التحقيقات ارتكابهم لهذه الأعمال الإرهابية.
مشاركة :