الروماتيزم .. أخطر من السرطان والسل

  • 4/16/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الروماتيزم من أشهر الأمراض التي تسبب آلام المفاصل، كما يصنفه المتخصصون على أنه أحد أمراض جهاز المناعة، التي تؤثر في أجزاء مختلفة من جسم الشخص المصاب، حيث يُحدث التهاباً مزمناً في المفاصل والأنسجة الضامة، ما يؤدي إلى الإصابة ببعض التورمات والآلام الشديدة للمريض، ويحدث الروماتيزم بسبب خلل في جهاز المناعة، فبدلاً من حماية الجسم من البكتيريا أو الفيروسات التي تهاجمه، يخطئ جهاز المناعة بمهاجمة الأنسجة الضامة داخل المفاصل، وأجهزة أخرى من جسم الإنسان مثل الرئتين، والجلد والعيون والقلب والأوعية الدموية، ونتيجة لتلك الالتهابات المستمرة يحدث تآكل في العظام وتشوهات في المفاصل، وفي الحالات الشديدة يسبب عجزاً جسدياً ووظيفياً للمريض. تدمير الغضاريف يعتبر الأطباء أن الروماتيزم أشد خطراً من السرطان والسل، لأنه من الأسباب الرئيسية لحدوث حالات الإعاقة والعجز لدى المصابين بهذا المرض، وذلك إذا استمر الالتهاب دون علاج، فمن الممكن أن ينتج عنه تدمير الغضاريف المغطية لنهايتي العظم في المفصل، بالإضافة إلى تلف جزء من العظم نفسه، ومع مرور الوقت تختفي الغضاريف وتقل المسافة الموجودة أصلاً في المفصل، التي كانت تشغلها تلك الغضاريف، وبذلك تصبح المفاصل المصابة مؤلمة للغاية ورخوة وغير مستقرة، كما من الممكن أن تفقد قدرتها على الحركة، ويحصل أيضاً تشوه في المفصل المصاب، ويعتبر هذا المرض مرضاً جهازياً، فيصيب مختلف أجهزة الجسم، كجهاز القلب، والجهاز التنفسي، وهناك صعوبة في علاج الأضرار اللاحقة بالمفصل عند حصولها، وبما أن تلك الأضرار من الجائز أن تحدث في مرحلة مبكرة من سير المرض، هنا تكمن أهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب في السيطرة على التهاب المفاصل الروماتيزمي، إذ يصيب هذا المرض عادة مفاصل اليد والقدم والرسغ والركبة والكاحل، ويكون تأثيره في تلك المفاصل منتظماً على كلتا الجهتين، أي إذا أصاب الالتهاب إحدى اليدين ستصاب غالباً اليد الأخرى أيضاً، كما أنه يؤثر في عدة مفاصل معاً. نقص الغشاء الزلالي يحدث مرض الروماتيزم عندما يهاجم الجهاز المناعي الغشاء الزلالي، وهو بطانة الأغشية التي تحيط بالمفاصل، والالتهاب يكون نتيجة نقص هذا الغشاء الزلالي، والذي يمكن أن يدمر في نهاية المطاف الغضاريف والعظام داخل المفصل، كما أن الأوتار والأربطة التي تمسك بالمفاصل تضعف وتمتد، وتدريجياً يفقد المفصل شكله ووظيفته، والأطباء لا يعرفون سبب بداية هذه المشكلة، وعلى الرغم من أنه يبدو من المرجح أن عنصر الوراثة له دور كبير في حدوث ذلك، إلا أنه أيضاً يكون بسبب عوامل بيئية، مثل الإصابة ببعض الجراثيم والميكروبات، والتي من الجائز أن تؤدي إلى المرض، وعامة هنالك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة، منها النوع حيث إن نسبة الإصابة لدى الإناث أعلى من الذكور بثلاثة أضعاف، والعمر فعلى الرغم من أن الروماتيزم يمكن أن يحدث في أي سن، إلا أنه أكثر شيوعاً في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين 40 إلى 60 عاماً، والعامل الثالث هو التاريخ الوراثي، فتزداد نسبة الإصابة عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، على الرغم من عدم وجود إصابات أخرى في العائلة عند معظم المرضى، وأيضاً التدخين من العوامل المسببة، لأن هناك زيادة في فرصة إصابة المدخن بالمرض، بالإضافة إلى أن التدخين يساهم في تفاقم المرض عند الأشخاص المصابين، وزيادة الوزن أو السمنة المفرطة وخصوصاً عند النساء تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بمرض الروماتيزم، وأخيراً الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية كما هي الحال في حمى الروماتيزم، كما أن التعرض المستمر لحالات البرودة والرطوبة له دور مؤثر في هذه الحالة.تورم المفاصل والآلام يشكو المصاب بمرض الروماتيزم في معظم الحالات من آلام وتورم في المفاصل، خصوصاً مفاصل الركبة والكاحل، وتتأثر مفاصل القدم والفخذ لكن بنسبة أقل، كما يمكن أن تظهر بعض الالتهابات في مفاصل الطرفين العلويين، وبالأخص مفصل الكتف، ويعد التهاب الأوتار من أشهر أعراض هذا المرض، مثل حالات التصاق الأوتار بالعظام، ويعتبر كاحل القدم من أكثر الأماكن عرضة للإصابة أيضاً، وتليه الأوتار في القدمين وحول صابونة الركبة، وكذلك التهاب المفصل الحرقفي، وهذا المفصل يقع في مؤخرة عظام الحوض في أسفل الظهر، ويتكون عند التقاء عظمة الحرقف في آخر عظام العمود الفقري، مع عظمتي الحوض، وأيضاً الالتهاب الفقاري، ويكون في صورة آلام في أسفل الظهر، وتيبس وصعوبة في الحركة خصوصاً صباحاً، وكذلك من الممكن أن يحدث نقص في مدى حركة الظهر، وتكون آلام الظهر في معظم الأحوال مصحوبة بآلام في الرقبة والصدر، وفي بعض الحالات يتطور المرض ليصل إلى درجة تعظم الأربطة الواصلة بين فقرات العمود الفقري، مما يؤدي إلى تكون نتوءات عظمية تصل إلى ما بين فقرات العمود الفقري جميعها، وفي بعض الحالات يمكن أن يحدث التهاب في الجزء الأمامي من العين، ويؤدي إلى حدوث احمرار وألم فيها، ويتطلب ذلك استشارة طبيب العيون فوراً، كما أن الأعراض يمكن أن تظهر لدى بعض المصابين على شكل التهابات الجهاز الهضمي، خصوصاً المصابين بداء كرون والتهاب القولون التقرحي.دوائي وطبيعي لا يوجد علاج نهائي لمرض الروماتيزم بمختلف أنواعه، بل الأدوية تستخدم كنوع من تخفيف أعراض المرض والحد من تطوره، وهناك العديد من الأدوية في مثل هذه الحالة، مثل مسكنات الألم والكورتيزون، وكذلك تعليم المريض اتباع أساليب جديدة للقيام بأنشطته اليومية، واستخدام الأجهزة المساعدة لتقليل الجهد والضغط على المفاصل والعظام، ويمكن تقسيم العلاج إلى شقين علاج دوائي، وهو يتضمن مضادات الالتهاب التي تساعد على تخفيف أعراض المرض فحسب، ومنها حقن المفاصل عندما يتركز المرض في عدد قليل من المفاصل، ومن الممكن أن يلجأ الطبيب المعالج إلى حقنها بالكورتيزون، والذي يستمر تأثيره مدة طويلة في الجسم، وهناك علاجات دوائية أخرى كمضادات الالتهاب غير الاسترويدية، ومضادات الروماتيزم، كما وجد أن مضادات المالاريا تفيد في علاج الروماتيزم، والشق الثاني هو العلاج الطبيعي وهو يؤدي دوراً مهماً للغاية في علاج مرض الالتهاب الفقاري المفصلي، ويفضل البدء بهذا العلاج مبكراً وبانتظام، ليحقق أفضل النتائج من حيث الحفاظ على مدى حركة المفصل وقوة العضلات، وهو يساهم في منع التشوهات المفصلية بصورة كبيرة، وكذلك يساعد على تقوية عضلات الظهر وعضلات التنفس، وتعد ممارسة الرياضة أساسية في مقاومة التيبس ومنع ظهوره، ويجب اختيار بعض الرياضات التي لا تسبب أي إجهاد للمفاصل مثل السباحة وركوب الدراجات.الأعشاب تخفف الأعراض والعلاج بالأعشاب أحد طرق علاج مرض الروماتيزم التي يتبعها الكثير من الأشخاص، إلا أنه حتى الآن لم يثبت مدى فعالية هذه الأعشاب في تخفيف أعراض الروماتيزم، لذا يجب على المريض استشارة الطبيب قبل استخدامها لتجنب حدوث أي مضاعفات، ومن هذه الأعشاب الزنجبيل حيث يعمل على علاج الالتهابات المصاحبة للروماتيزم، وكذلك أوراق الصفصاف، حيث يمكن تناول الأوراق مباشرة عن طريق المضغ، أو استخدامه جافاً ومطحوناً، وتضاف منه ملعقة صغيرة أو ملعقتان إلى الماء المغلي، ويشرب يومياً في الصباح والمساء، ويستفاد منه لتخفيف آلام المفاصل، وعصير الجريب فروت يستفاد منه في تخفيف التهاب أنسجة المفاصل، وينصح بشرب كوب واحد كل يوم، والصبار يستفاد من خصائصه العلاجية لتخفيف حدة آلام المفاصل، وزيت الكافور لتخفيف آلام المفاصل، حيث يتم خلط ملعقة كبيرة من الكافور المطحون مع كوب ساخن غير مغلي من زيت جوز الهند، وتدلك به المنطقة المصابة، والقرفة تحتوي على مواد مضادة للالتهاب الروماتيزمي، وزيت الحبة السوداء، ويمكن تناول كبسولات زيت الحبة السوداء مرتين يومياً، لتخفيف تورم المفاصل وفترة التيبس الصباحي. القهوة والروماتيزم تشير الإحصائيات الحديثة إلى إصابة حوالي 1.8 مليون شخص بالتهاب المفاصل الروماتيزمي حول العالم، ويعاني أكثر من 35% من مرضى الروماتيزم من أعراض وعلامات عند تأثيره على أعضاء أُخرى غير المفاصل، كالجلد، والعينين، والرئتين، والقلب، والغدد اللعابية، والأنسجة العصبية، والأوعية الدموية، وبحسب دراسة حديثة توصلت نتائج الباحثين بها إلى أن عدد فناجين القهوة المستهلكة يوميا ارتبط بشكل طردي مع ظهور العامل الروماتيزمي، فعلى سبيل المثال شرب 4 فناجين قهوة على مدار اليوم أو أكثر من الممكن أن يزيد من احتمالات نسب الإصابة بالمرض إلى أكثر من الضعف، ولا يعرف العلماء سبب زيادة هذه الاحتمالات ولكن يتوقعون أن القهوة تحتوي على مادة غير معروفة تسبب إنتاج العامل الروماتيزمي، والذي يكشف ظهوره عن وجود أجسام مضادة للمرض في الجسم.

مشاركة :