مسنون يتحدون الزمان والمكان بـ «المشراب»

  • 5/8/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مسنون لم يغيرهم الزمان، ولم يتأثروا بالمكان، بل أصروا على مواصلة عملهم في المحافظة على تراث ومهن الآباء والأجداد، يلتقون بصفة يومية في السوق الشعبي بمدينة أبا السعود يمارسون حرفة صنع وعاء الماء «المشراب» أو القربة، والذي لا يزال يشهدا إقبالا من قبل زوار المنطقة من العرب والأجانب، وكونت هذه اللقاءات علاقات حميمية منذ سنوات طويلة حتى يومنا. المتجول في السوق الشعبي يلفت نظره «المشراب» الذي يستخدم لحفظ المياه وتبريدها لفترة طويلة، وهو وعاء مصنوع من الجلد وبطريقة احترافية لا يجيدها إلا الحرفيون الذين ما زالوا يعتبرون هذه الحرفة مصدر رزق لهم، رغم ما يقاسونه من تعب لم يصادر ابتساماتهم المرسومة على وجوههم التي اكتست بتجاعيد الزمن. يقول العم محمد آل عبية ان صناعة «المشراب» من الحرف التي كان يمارسها الآباء والأجداد لحفظ المياه وتبريدها، موضحا أنه يمارس هذه الحرفة منذ أربعين عاما بعد أن تعلمها من والده يرحمه الله، وأشار إلى أن المشراب يصنع من جلد الماعز، وتراوح أسعاره بين 50 إلى 150 ريالا، ويعتبر العم محمد هذه الحرفة مصدر رزق شريفا له ولأسرته، ولم يخف امتعاضه من امتهان بعض العمال الآسيويين لهذه الحرفة الأمر الذي أدى إلى تشويهها نتيجة لجوئهم إلى تصنيعها بطريقة رديئة وعرضها بأسعار زهيدة. من جانبه قال العم محمد اليامي انه يفتخر بمهنة الآباء والأجداد بل ويتباهى بها كونها من الماضي الجميل الذي توارثوه، وأوضح أنه يمارس هذه المهنة منذ خمسين عاما، مبينا أن المشاريب ما زالت تجد إقبالا من قبل السياح وأهالي المنطقة ممن يرتادون ركن الجلديات بالسوق الشعبي في حي أبا السعود، وأضاف العم محمد «أجد متعة عندما أدخل دكاني الصغير، وألتقي فيه بأصدقاء الطفولة من الصباح وحتى غروب الشمس، ليس لنا من هدف إلا تأمين لقمة العيش والحفاظ على هذا التراث الذي خلفه لنا آباؤنا».

مشاركة :