دراسة: أسراب النحل الكبيرة أقدر على اتخاذ القرار الصحيح لصالحها

  • 8/1/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لندن: «الشرق الأوسط» قال علماء من أستراليا، إن «كبر حجم سرب النحل يساعده أكثر في اتخاذ القرارات الخاصة بالمجموع مثل قرار تغيير مكان الإقامة، وإن القرارات التي يتخذها سرب كبير تكون على الأرجح الأقرب للصواب مقارنة بقرارات الأسراب الصغيرة». وبرر الباحثون تحت إشراف تيموثي شاريف ذلك بكثرة عدد النحل المستكشف للطريق وليس بما سموه «الذكاء الأكبر» لهذا السرب، حسبما أوضح الباحثون في دراستهم التي نشرت نتائجها أمس الأربعاء في مجلة «جورنال أوف رويال سوسايتي إنترفيس». وكشفت نماذج محاكاة حاسوبية سابقة عن تميز أسراب النحل الصغيرة عن الأسراب الكبيرة في الاختيار بين مكانين لأعشاشها وبرر أصحاب هذه النماذج ذلك في وقته بالمرونة الأكثر التي يتمتع بها أفراد هذه الأسراب. كما أوضح الباحثون أن كبر حجم أسراب النحل يساعدها في اتخاذ القرار بسرعة، ولكنهم قالوا إن هذا القرار يصعب تصحيحه فيما بعد بسبب كبر حجم السرب. إلى ذلك، تشهد أعداد النحل البري ونحل العسل المستأنس تراجعا كبيرا منذ سنوات على مستوى العالم، ويرجع العلماء ذلك إلى مزيج من الأسباب المتشابكة من بينها استخدام الإنسان للمبيدات الحشرية وزراعة مساحات واسعة بنباتات أقل نفعا للنحل. وأكدت دراسة ألمانية أن نوعا من حشرة السوسة هي السبب الرئيس وراء اختفاء الكثير من مستعمرات النحل. وأظهرت الإحصاءات التي تم جمعها خلال الدراسة التي أشرف عليها المعهد الألماني لأبحاث النحل أنه «لم يعد هناك شك الآن في أن سوس النحل (فاروا ديستراكتور) يعتبر من أكثر الحشرات التي تلحق أضرارا بالغة بالنحل تليها العدوى ببعض الفيروسات». وأشار معدو الدراسة إلى أن بقية العوامل الأخرى التي يرجحها العلماء وراء تزايد اختفاء أسراب النحل مثل بقايا المبيدات الحشرية المستخدمة في حماية النباتات لا تكاد تلعب دورا في تراجع أعداد النحل. وشملت الدراسة نحو 120 نحالا يمتلكون أكثر من 1200 مستعمرة نحل. ودرس الباحثون هذه المستعمرات من ناحية الأمراض التي تصيبها وكذلك تأثير بقايا المبيدات الحشرية وجمعوا معلومات من العسالين عن تفاصيل كميات الغذاء التي يقدمها المربون للنحل وعن حالة الطقس. اختفاء النحل سيؤدي إلى تراجع كبير في محصول الفواكه والمنتجات الغذائية النباتية كما نجح فريق آخر من العلماء الألمان من جامعة فورتسبورغ في تطوير أقراص شمع يأملون في استخدامها في أبحاثهم الرامية للبحث عن الأسباب المختلفة لنفوق النحل. وكان العلماء يجدون حتى الآن مشقة بالغة في جمع يرقات النحل التي لا يزيد حجمها على نحو مليمتر واحد من أقراص العسل، مستخدمين في ذلك أدوات دقيقة تضيع الكثير من الوقت وتتطلب الكثير من الجهد. كما أن الكثير من هذه اليرقات الحساسة كانت تموت قبل أن يستفيد منها العلماء في أبحاثهم. ويوجد في كل قرص 110 ثقوب على شكل أقراص شمعية طبيعية، وتحتها يوجد وعاء يتلقى هذه اليرقات. وقال أحد المشرفين على الدراسة «استطعنا خلال 90 دقيقة جمع أكثر من 1000 يرقة بهذه الطريقة». وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن عدد مستعمرات النحل على مستوى العالم قد تراجع خلال الخمسين عاما الماضية بنسبة 45 في المائة. كما تتوالى الأخبار عن تزايد ضعف مستعمرات النحل في أوروبا وأميركا الشمالية بشكل متسارع أو نفوق هذه المستعمرات. ومن المعروف أن الكثير من النباتات تحتاج إلى النحل وغيره من الحشرات في تلقيحها. وعن ذلك قال أخيم شتاينر، المدير السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: «الحقيقة هي أن النحل يلقح أكثر من 70 في المائة من 90 في المائة من النباتات التي يزرعها الإنسان لغذائه والتي يقدر عددها بنحو 100 نبات». وفي سويسرا، تثير ظاهرة اختفاء أسراب النحل المتفاقمة انشغال مربي النحل والعلماء. وفيما دعا الخبراء إلى تعاون وثيق بين العاملين في هذا القطاع والباحثين، يعتزم مربو النحل السويسريون تنظيم استطلاع في صفوفهم لسد النقص المسجل في المعطيات الإحصائية حول هذه الظاهرة. أعرب مربو النحل السويسريون، عن الرغبة في الحصول على معطيات شاملة حول ظاهرة وفاة أسراب النحل في البلاد، وأعلنوا عن إطلاقهم لاستطلاع داخلي يهدف لتجاوز النقص المسجل في المعطيات المرقمة الشاملة وتوضيح صورة الوضع. ويتمثل الهدف في معرفة أكثر دقة بأسراب النحل، التي ماتت، وبالنوعيات المعنية بهذه الظاهرة وبالأسباب الكامنة وراء وفاتها، مثلما أوضح ذلك ريشار فايس، رئيس رابطة أصدقاء النحلة في المناطق المتحدثة بالألمانية والرومانش. وأفاد السيد فايس أن قراديات (Acariens) وافدة من آسيا، هي المسؤولة الرئيسة عن وفاة النحل عبر انتقال إحدى الفيروسات، وأشار إلى أن الظاهرة برزت أولا في الولايات المتحدة قبل أن تنتقل إلى أوروبا وسويسرا. في المقابل، أشار مركز الأبحاث في مجال تربية النحل، إلى أن المعطيات المتوفرة حاليا، تظهر أن الإشعاعات الكهرومغناطيسية المرتبطة بالهواتف النقالة، والتي عادة ما تقدم على أنها السبب الكامن وراء اختفاء النحل، ليست لها تأثيرات مضرة في الواقع. مركز الأبحاث، الذي تأسس في عام 1907، ظهر للوجود في وقت كان قطاع تربية النحل يعاني فيه أيضا من صعوبات كبيرة. ففي عام 1900، حينما كانت سويسرا تعد نحو 45000 مربي نحل، أدى الوجود المكثف جدا لأسراب النحل إلى جوائح حيوانية وإلى خسائر ضخمة في صفوف النحل. وتبلغ مساهمة مربي النحل في الاقتصاد السويسري، نحو 364 مليون فرنك، تأتي 64 مليون منها مباشرة من مبيعات منتجاتهم، التي تشمل العسل والشمع والغذاء الملكي وحبوب اللقاح والبروبوليس، أما 300 مليون المتبقية، فهي تعتبر نتيجة غير مباشرة لعملية تلقيح الثمار والعنبيات (وهي صنف من الثمار اللحيمة غير المتفتحة، التي تحتوي على بزرة أو أكثر كالعنبة). وفي إطار تشجيع هذا القطاع، كان مجلس النواب السويسري قد وجه إلى مجلس الشيوخ لائحة تدعو إلى وضع حد للانقراض التدريجي لقطاع تربية النحل في البلاد. ويطالب النص بالخصوص، إلى التنصيص على الترويج لهذا النشاط الفلاحي والاقتصادي المهم في القانون وإلى توفير الوسائل الضرورية لتشجيعه بطريقة ناجعة، كما قام مجلس النواب بتسجيل اللائحة في الوثيقة التي تتضمن السياسة الزراعية للكونفدرالية في عام 2011.

مشاركة :