محمود أحمدي نجاد يفجر قنبلة سياسية في إيران منتقلا من تقاعده وعزلته السياسية فجأة إلى واجهة الأحداث، أعلن الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم ما عُرف عن معارضة المرشد الأعلى علي خامنئي لهذا الترشح وهو صاحب القدرة الحقيقية في هذا البلد. توجه نجاد إلى وزارة الداخلية وسجّل ترشحه بصورة رسمية معلنا في الوقت نفسه أنّ هذا العمل لا يعني أنه راغب في استعادة المنصب الذي شغله لدورتين رئاسيتين إلا أنه جاء دعما لترشح حميد بقائي لكرسي الرئاسة. وقف نجاد أمام عدسات الصحافيين وهو يرفع يد حميد بقائي وعلى وجهه ابتسامته العريضة الشهيرة. وهذا بدوره يثير أسئلة عن مدى توافق هذا مع توجهات المرشد الأعلى علي خامنئي الذي سبق أن أعلن منعه لنجاد من ممارسة السياسة تجنبا لوقوع استقطاب مضر في البلاد عشية ترشح حسن روحاني وآخرين لمنصب الرئاسة عام 2016 في أوج تصاعد أزمة الملف النووي الإيراني وتفاقم الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها الحصار الدولي الذي فُرض على إيران سنوات طويلة. كالعادة، استخدم نجاد لغة مراوغة معلنا بعد ترشحه الأربعاء،ألماضي أنّ “المرشد الأعلى نصحني بألا أشارك في الانتخابات وقبلت ذلك أنا ملتزم بوعدي. إنّ تسجيل ترشيحي يهدف فقط إلى دعم ترشيح شقيقي حميد بقائي“،. يزيد هذا التصريح من غموض الموقف، فإذا كان قد رشّح نفسه فهو قد خالف إرادة خامنئي، حتى إذا جاء الترشح لدعم بقائي كما ادّعى. وحاول نجاد إزالة هذا اللبس بإعلانه أنّ نصيحة المرشد الأعلى لا تتضمن منعا من المنافسة، ولكن منعا من تولي منصب الرئيس! وهذا يعني بلغة السياسة أنّ نجاد الذي يحظى بشعبية قوية في الريف الإيراني وفي الضاحية الجنوبية الفقيرة من طهران يريد أن يمضي في المنافسة ليحصد أصوات مؤيديه ثم يعلن انسحابه مضيفا تلك الأصوات إلى رصيد حميد بقائي نائبه السابق في منصب الرئاسة. سراب/12
مشاركة :