فيما يمكن اعتباره تحدياً جريئاً للسلطات في خضم الحرب الدائرة بين عصابات المخدرات المتنافسة في ولاية سينالوا شمال غرب المكسيك، تم إلقاء أربع جثث من طائرات خفيفة الأربعاء الماضي على منطقة سكنية صغيرة بمدينة الدورادو. وذكرت تقارير صحافية مكسيكية نقلاً عن شرطة البلدية، أن إحدى الجثث سقطت على سطح مستشفى محلي نحو الساعة السابعة صباحاً. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا الجثث خلال إسقاطها من الطائرة الصغيرة فوق البلدة، التي تقع على بعد 54 كم جنوب عاصمة الولاية كولياكان على ساحل المحيط الهادئ. وأفادت التقارير بأن جثتين من الجثث التقطهما رجال مسلحون. ولم تؤكد السلطات تقارير عن الجثتين الأخريين. وقال مكتب النائب العام إنه يحاول التعرف إلى الجثة التي سقطت على سقف المستشفى. تجدر الإشارة إلى أن سينالوا صارت موبوءة بالعنف بعد أن سلمت الحكومة الرئيس السابق لعصابة الاتجار بالمخدرات في سينالوا، جواكين الشابو جوزمان، للولايات المتحدة في يناير الماضي، حيث ينتظر المحاكمة. وحدثت أكثر من 500 حالة قتل حتى الآن هذا العام، حيث تتقاتل الفصائل المتناحرة داخل الكارتل من أجل السيطرة عليه، أما المنطقة التي سقطت فيها الجثث، فتسيطر عليها جماعة أحد قادة كارتيلات سينالوا، ويدعى داماسو لوبيز، وهو الشريك السابق لغوزمان وأبناء إل تشابو. ويتقاتل الفصيلان من أجل السيطرة على طريق شحن المخدرات الحيوي هذا إلى الولايات المتحدة. وصعد هذا التكتيك الأخير العنف الذي شهد قطع رؤوس الخصوم، وقتل أفراد أسرهم، وعمليات الاختطاف، والتهديد بالقتل لضباط الشرطة، والجثث مقطعة الأوصال، والتي يتم إلقاؤها على جوانب الطرق. وذكر الصحافي المكسيكي خافيير فالديز، في فبراير الماضي، أن الشخص الوحيد الذي له أي نفوذ وسلطة داخل كارتيل سينالوا، والذي يعد أحد الأعضاء المؤسسين، هو إسماعيل زمبادا، «لكنه لم يظهر الرغبة نفسها في استخدام العنف، كأبناء إل تشابو أو أخيه أوريليانو جوزمان». ويقال إن إل تشابو توصل إلى اتفاق مع زامبادا بشأن الأدوار والمسؤوليات في إطار كارتيل سينالوا، لكن بعد تسليمه زعم أن أبناء تشابو تخلوا عن زامبادا، ويعزو فالديز السبب في ذلك إلى عدم رغبتهم في الأخذ بنصيحته، «إنهم أكثر عنفاً وأكثر ميلاً نحو استخدام الأسلحة من الكلمات، وهذا أمر خطير جداً».
مشاركة :