تواصلت لليوم الثاني فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الثاني للمسؤولية المجتمعية الذي ينظمه مركز الفيصل للمسؤولية المجتمعية على مدار 3 أيام. عقدت 3 جلسات عمل بالإضافة إلى حلقة نقاشية بعنوان «التحصين الثقافي والمواطنة الفاعلة والأمن المجتمعي». وأكد المشاركون في الجلسة النقاشية التي عقدت بفندق ماريوت ماركيز أن التحصين الثقافي ينطلق من تحديد الهوية؛ لذلك يجب أن يبدأ من البيت مع وضع برامج ومناهج مختلفة، خصوصاً أن الدول العربية مستهلكة للمعرفة ولا تقدمها؛ لذلك يجب بث مفهوم المواطنة من خلال المشاركة المجتمعية. وقالت الدكتورة ندى إبراهيم عمر الطيبة -من أستراليا-: «إنه لكي ننهض بالأمة يجب أن يكون لدينا صناعة قيم؛ لأن قوة الهوية تحدد قوة المجتمع، مؤكدة أننا بحاجة إلى امتلاك بنية قوية لإنتاج المعرفة في مجال القيم والهوية». وقال الدكتور خبابة عبدالله -من الجزائر- إن التحصين الثقافي له مقومات يجب العمل على تطبيقها والالتزام بها، ووجود الحكم الراشد يعني تقليل الفساد سواء كان مالياً أو إدارياً وخلق الهوية الإسلامية العربية الصحيحة، وأن تكون هناك شفافية بين المواطن والدولة وأن يحس بالانتماء لدولته. وقال الدكتور فؤاد الصلاحي -من اليمن- إن مصطلح التحصين الثقافي والمواطنة عابر للقارات، ولا يمكن لأية جهة في أية دولة التعريف بهذا المصطلح، مؤكداً أن الأمن المجتمعي مسؤولية الدولة والمجتمع. وأضاف: «أن هناك مشاكل عديدة تتعلق بالأمن المجتمعي منها البطالة والمواطنة، وفقدان الأمل لدى الشباب والقيود الاجتماعية؛ لذلك لا يمكن القول إن التحصين الثقافي وحده حل المشكلة». وأوضح أن المشكلات عديدة ومرتبطة بخلل ما في مسار التنمية، ويجب إعادة النظر في البرامج التي يتم تقديمها للشباب لبث الوعي السليم. جلسة المسؤولية الأمنية الشرطة المجتمعية تعزز المشاركة بين المواطنين و«جهاز الأمن» عقدت الجلسة الخامسة تحت عنوان المؤسسات الاجتماعية والمسؤولية الأمنية وترأس الجلسة الرائد بنا علي الخليفي -ضابط الدعم الاجتماعي بإدارة الشرطة المجتمعية- وشارك فيها كل من الدكتور كرم المشهاني من العراق، والدكتور إيهاب إبراهيم خفاجي، والأستاذ الرمضي الصقري من المملكة العربية السعودية، والدكتورة صليحة مقاومسي، والدكتورة سامية لحول، ود.رضا قجة من الجزائر. وتناول المشاركون دور المسؤولية المجتمعية في ضمان الأمن الاجتماعي والفكري، ودور المجتمع في محاربة الجريمة، وتعزيز الأمن والمسؤولية المجتمعية في تعميق الوعي الأمني لدى الشباب. وتطرق المشاركون إلى مفهوم «الشرطة المجتمعية» باعتباره من المفاهيم التي تبنتها الأجهزة الشرطية في معظم دول العالم منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي، باعتباره أنموذجاً لتطوير العمل الشرطي في المجتمع، وتحويله من مجرد (عمل أمني) يقوم به طرف واحد إلى (مشاركة إيجابية) بين طرفين هما: الشرطة والمجتمع، وقالوا إن الشرطة المجتمعية مشاركة قائمة على أسس من التعاون والثقة المتبادلة بين الطرفين وصولاً لمجتمع آمن، وقد تبنت دول عربية كثيرة مفهوم الشرطة المجتمعية كأحد الأساليب التي تحقق استراتيجيتها الأمنية من خلال التواصل المستمر بين الشرطة والجمهور، وباعتبار أن جهاز الشرطة هو من أكثر الأجهزة الرسمية اتصالاً بالجمهور. وتركز فلسفة «الشرطة المجتمعية» على المسؤولية المشتركة بين المجتمع المحلي والشرطة كشركاء في تحديد المشكلات الاجتماعية والجرائم، ومكافحتها وضبطها والوقاية منها. ودعوا إلى اتخاذ التدابير اللازمة نحو إزالة العوائق، والعقبات بين أفراد المجتمع، والمؤسسات الأمنية، وإشاعة ثقافة الأمن الاجتماعي بين أفراد المجتمع هو السبيل الأمثل لتحقيقه من خلال المناهج التعليمية، ووسائل الإعلام والثقافة المختلفة، وضرورة عقد الندوات والمؤتمرات التي يلتقي فيها المسؤولون بالأجهزة الأمنية مع العاملين بالمؤسسات الاجتماعية، وخاصة رجال الشريعة، والإعلام، والتعليم، وقادة الفكر في المجتمع. كما طالبوا بالاهتمام بتدريب العاملين بالمؤسسات الأمنية لرفع مستوى كفاءتهم، وتطوير وتحسين أساليب البرامج الإعلامية الأمنية لتشجيع أفراد المجتمع على التعاون مع المؤسسات الأمنية، وضرورة تطوير أساليب التصدي في عمليات المشاركة لبناء جسور الثقة بين المسؤولين بالمؤسسة الأمنية والاجتماعية، وتحفيزهم وحثهم على المشاركة لتحقيق فاعليتها، وتعزيز دور الأسرة في تنمية روح التعاون بأبنائها مع رجال الأمن وتحسين صورتهم، وتشجيعهم على التعاون كواجب ديني ووطني. خبراء يطالبون بتدريس «ثقافة المسؤولية» بالمناهج الدراسية تناولت الجلسة الرابعة موضوع التعليم والمسؤولية المجتمعية في مجال الأمن، وترأست الجلسة الدكتورة حمدة السليطي -الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم- وشارك فيها الدكتور حامد بن عبدالله البلوشي من سلطنة عمان، ودكتورة شهرزاد بو شدوب من الجزائر، والأستاذة آمال سارة نعاب من الجزائر، والدكتور محمد فرج رحيل من ليبيا. وتناولت الجلسة دور المؤسسات التعليمية في تحقيق الأمن وقيم المواطنة، في ظل المسؤولية الاجتماعية لدى الطالب الجامعي، والأمن والسلم الاجتماعي من منظور المسؤولية الاجتماعية للجامعات. وأكد المشاركون أن هناك علاقة إيجابية بين المسؤولية الاجتماعية وقيم المواطنة، ودعوا إلى ترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية وقيم المواطنة ونشر التوعية بأهميتهما، عن طريق تخصيص أيام دراسية، محاضرات أو ندوات في مؤسّسات التعليم أو برامج تلفزيونية. وأكدوا ضرورة بناء الثقة والمشاركة المجتمعية الإيجابية بين أبناء الوطن الواحد، من خلال تضافر جهود جميع مؤسّسات التنشئة الاجتماعية، وبهذا لا تجد الأجيال الناشئة نفسها في تناقض بين ما تقدِّمه المدرسة والأسرة والمجتمع. وطالبوا بإدراج مادّة التاريخ في جميع المراحل التعليمية (ابتدائي، متوسط، ثانوي، جامعي)، ليس هذا فقط، بل إدخالها حتَّى في مسابقات التوظيف (الكتابية والشفوية) فمن جهة نضمن الحفاظ على الذاكرة الوطنية، ومن جهة أخرى مساعدة أفراد المجتمع الواحد على التشبُّع بتاريخ نضالات أبناء وطنهم، وتعميق انتمائهم الوطني. مشاركون يناقشون دور الإعلام في محاربة الإرهاب عقدت الجلسة الثالثة بالمؤتمر تحت عنوان «الإعلام والمسؤولية المجتمعية في مجال الأمن»، وترأسها الدكتور ذياب موسى البداينة رئيس قسم اللغات والمقررات العامة بعمادة الشؤون الأكاديمية كلية الشرطة -وزارة الداخلية- قطر، وشارك فيها كل من، الدكتور نور الميلادي من المملكة المتحدة، والدكتور إلياس الباروني من ليبيا، والدكتور جمال زرن من تونس، والدكتور عبدالملك ردمان من اليمن، والدكتور محمد شرف من اليمن. وتناول المشاركون مسؤولية الإعلام في تحقيق الأمن المجتمعي، ودوره الجديد في تنمية الوعي الأمني، وضرورة الحاجة إلى نقاش العلاقة بين الاستراتيجية لمحاربة الإرهاب والإعلام والأمن المجتمعي، ومعالجة قضايا التطرف والإرهاب من وجهة نظر الإعلاميين. المري: «درب الأمان» أحد مسؤوليات الدفاع المدني بالمجتمع قال الرائد جابر محمد المري -رئيس قسم الإعلام والتثقيف الوقائي بالإدارة العامة للدفاع المدني-: «إن الإدارة لها أدوار مجتمعية كبيرة ومتميزة ومنها على سبيل المثال مشروع درب الأمان، وهو مشروع متكامل حول الإخلاء والذي من خلاله تمكنا من التوعية عن كيفية الأمن وسلامة المباني، والتوعية الأمنية بثقافة الإخلاء، وتم ربطها بشعار هذا العام خلال اليوم العالمي للدفاع المدني الذي أقيم خلال الأول من مارس تحت شعار «يداً بيد للوقاية من الحريق والمخاطر»». وأكد أن ما تقوم به الإدارة من جهود يعكس دورها الإيجابي ومسؤوليتها في التوعية الأمنية ومدى تنسيقها وتعاونها مع مؤسسات الدولة المختلفة، وتخاطب بدورها جميع شرائح المجتمع، وهناك خطة سنوية تطبق بالتعاون مع مؤسسات الدولة خاصة وزارة التعليم. د. فاطمة السلمي: أوضاع المنطقة تفرض تحديات أمنية قالت الدكتورة فاطمة السلمي -أستاذ مشارك وباحثة في المجال الأمني بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية- إن الورقة التي قدمتها خلال المؤتمر تتعلق بالتحديات الناشئة للأمن المجتمعي، في ظل التحديات التي تواجهنا في العصر الحالي، كدول خليجية أو عربية. وأضافت أن الوضع في المنطقة الآن جعل دول الخليج محط اهتمام دولي، مما دعاهم للبحث عن استراتيجيات أمنية، وهذه التحديات لا بد أن تكون لها وقفة دولية عبر تكاتف وتلاحم دول الخليج جميعها. وقالت إن هذه التحديات تكون في جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ودول الخليج جميعها همها واحد، هو تحقيق الاستقرار الأمني للوقوف أمام التحديات الخارجية، التي جميعها متشابهة في كل الدول العربية والخليجية.;
مشاركة :