تضرب العلاقات المصرية السودانية بجذورها في أعماق التاريخ إذ يربط بين الدولتين تاريخ مشترك، وتداخل إنساني وثقافي عززته مياه النيل، كما تعرض البلدان لضغوط متشابهة من القوى الغربية حتى أضحى تعبير «وادي النيل» مرتبطاً بعلاقات القاهرة مع الخرطوم، وهو التعبير الذي أصبح شعاراً ناضل من أجله المصريون والسودانيون عقوداً طويلة، ففي غضون الأيام القليلة الماضية كادت التجاذبات والتراشقات الإعلامية أن تعصف بجسور العلاقات ولم يستبعد المراقبون وجود أياد أجنبية خفية تعبث بعلاقات البلدين، لكن حرص البلدين على تنقية الأجواء ساهمت بشكل كبير في إبطال شرارة الخلاف بين بلدين أحوج ما يكونا لبعضهما في ظل المتغيرات والتحديات الإقليمية والدولية. وتوقع سفير السودان في القاهرة، عبد المحمود عبد الحليم، أن تساهم زيارة وزير الخارجبة المصري، سامح شكري، إلى الخرطوم يوم الخميس المقبل، في تنقية ما علق في العلاقات بين البلدين من غيوم وتوتر. وقال السفير عبد المحمود إن «الزيارة ستعمل على تعزيز علاقات التعاون بين السودان ومصر على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة خلال الفترة المقبلة». زيارة مهمة وأشار السفير السوداني في القاهرة في تصريح لـ «البيان » إلى أن «الزيارة مهمة توقيتاً ومضموناً حيث ستتيح البحث مع نظيره السوداني إبراهيم غندور كافة القــــضايا السياسية والاقتــصادية والقنصلية وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك». ومن المقرر أن تنعقد لجنة المشاورات السياسية بين مصر والسودان في الخرطوم يوم الخميس المقبل بعد انعقادها آخر مرة في أكتوبر الماضي. وبشأن حلايب وشلاتين أكد السفير السودانى على ألا يكون الخلاف حول حلايب وشلاتين سبباً في تعكير الود والإخاء بين شطري وادي النيل ، موضحاً أنه يمكن التوصل إلى حل لهذا الخلاف عن طريق التفاوض . وفيما يتعلق بسد النهضة وصف أن الوضع بالنسبة لسد النهضة يسير بشكل جيد بفضل التنسيق الكامل بين مصر والسودان وإثيوبيا، مؤكداً أن السودان تقوم بدور كبير لتقريب وجهة نظر الدول الثلاث، مشيرا إلى أن السودان تنطلق من مفهوم أن نهر النيل لابد أن يكون ساحة للتعاون وليس ساحة للصراع معالجة الأوضاع ويذهب في ذات الاتجاه وزير الدولة بالخارجية السودانية الأسبق السفير نجيب الخير عبدالوهاب، حيث يؤكد في حديث لـ(البيان) بأن انعقاد اجتماعات لجنة التشاور بين البلدين تبشر بخير في سماء العلاقات باعتبار أن ما حدث من تصعيد خلال الفترة الأخيرة ليس عصياً على المعالجــــة، وقال إن أي اجتماعات مشتركة بين الجانبين تمثل مساعي للحفاظ على استراتيجية ما يربط البلدين من علائق، ويشدد على أن كلتا الدولتين تمران بمرحلة توفيق أوضاع مع المطلوبات الإقليمية والدولية الراهنة، والتي تحتم عليهما الالتقاء والتوافق على الرغم من اختلاف الأنظمة الحاكمة، ولم يستبعد عبدالوهاب وجود أياد تعمل في الخفاء لتعكير صفو العلاقات بين مصر والسودان وأضاف قائلا «ليس لدي أي شك بأن هناك جهة تسعى لتوتير العلاقات بين السودان ومصر وترى تلك الجهات أن مصلحتها في ذلك لكن الواقع والمنافع اقوى من أي في تقديري أن تلك الجهات هي مزيج من فعاليات داخلية وأجندة خارجية». مشاركة يشارك السودان ولأول مرة في اجتماعات قمة رؤساء أركان المجموعة الأميركية الأوروبية الأفريقية أفريكوم بمدينة شتوتغارت الألمانية، بوفد يترأسه رئيس الأركان المشتركة بالقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي. وسيجري رئيس الأركان المشتركة السودانية، على هامش أعمال القمة، عدداً من اللقاءات والمباحثات الثنائية مع نظرائه المشاركين في القمة.
مشاركة :