أكد الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وإمام وخطيب المسجد الحرام على أن الأمن الفكري هو صمام الأمان للمجتمعات، وطوق النجاة الذي يجب الاعتناء به في تحصين الشباب والشابات من كل هجوم فكري أو ثقافي أو لوثات إرهابية، تهز مبادئهم وتخدش قيمهم، وتمس ثوابتهم.وأوضح أن من مقاصد الشريعة الإسلامية حماية فكر وتصور الإنسان من الانحراف، وسلامة فهمه وتوجهه من الانجراف، وراء الدعوات المغرضة، والرايات المضللة من التطرف المحموم، والفكر المسموم، والغلو المذموم، وفتنة العنف والتدمير، وآفة الإرهاب والتفجير.وقال السديس إن ندوة «دور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري» التي ينظمها كرسي دراسات المسجد النبوي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، غدًا بمقر الجامعة، ستسهم في التأصيل الشرعي لمفهوم الأمن الفكري، وبيان الدور المهم للمسجد النبوي في تعزيزه عبر العصور الإسلامية من خلال ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، وإبراز محاسن الدين القويم.وبيَّن الدكتور السديس أهمية منبر المسجد النبوي منذ زمن النبوة وحتى التاريخ الحاضر، وقال: إن أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة هو بناء المسجد النبوي؛ ليكون منطلق الدعوة الإسلامية، فأَرْسَى قواعد الإسلام، ودعا إلى دين السماحة والسلام، حتى سطعت أنوار دعوته الأرجاء، وفاحت رياحين هديه الأنحاء، وكانت خُطبه على منبر المسجد النبوي جامعةً إسلاميةً للمهاجرين والأنصار، وملتقى للصحابة الأبرار.وذكر أن المسجد النبوي انطلاقًا من واجبه الديني، وإحساسه الإسلامي يقوم بأداء دوره في تعزيز قضايا الأمن الفكري تأصيلًا شرعيًا، وتحقيقًا تأريخيًا، وتحليلًا علميًا، واستثمارًا إعلاميًا؛ لغرس العقيدة الصحيحة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، وإبراز محاسن الدين القويم، سعيًا في حماية الفرد والمجتمع والأمة، من الشبهات الخاطفة، والفتن القاصفة، التي تدك أفكار حدثاء الأسنان، وتطيش بعقول سفهاء الأحلام عبر القنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية.
مشاركة :