التقى مستشار الأمن القومي الأميركي أتش آر مكماستر رئيس وزراء وقائد جيش باكستان اليوم (الإثنين) وشدد على «ضرورة مواجهة الإرهاب في كل أشكاله» مشيداً بالتنمية الديموقراطية والاقتصادية في البلاد. وعبر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف عن أمله في احتمال توسط الإدارة الأميركية بين باكستان والهند لحل نزاعهما على إقليم كشمير. وهذه الجولة في جنوب آسيا هي الأولى لماكماستر منذ تسلم الإدارة الأميركية الجديدة زمام السلطة في واشنطن في كانون الثاني (يناير). وزار ماكماستر أفغانستان أمس قبل توجهه إلى باكستان. ولم تكشف التصريحات الرسمية اليوم الكثير عما إذا كانت إدارة ترامب ستتبنى سياسة أكثر حزماً حيال باكستان مثلما يريد المسؤولون الأفغان والهنود. ويتهم المسؤولون الأفغان منذ وقت طويل باكستان بتوفير الملاذ لمقاتلي حركة «طالبان» المتشددة وربما الدعم أيضاً من على جانبها من الحدود بين البلدين. وتنفي باكستان تقديمها الملجأ لمقاتلي «طالبان» الأفغانية، مشددة على أنها تقاتل جميع الجماعات المتطرفة في المنطقة بالقوة نفسها. وعبر ماكماستر، وهو جنرال في الجيش الأميركي سبق أن خدم في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان، عن إحباطه حيال باكستان في مقابلة مع قناة أفغانية إخبارية أمس. وقال لمحطة «تولو» التلفزيونية في كابول «مثلما أمل الكثير منا على مدى سنوات طويلة جداً، أملنا أن يتفهم القادة الباكستانيون أنه من مصلحتهم مطاردة هذه المجموعات بطريقة أقل انتقائية مما كانوا يفعلون في الماضي». وأضاف «الطريقة المثلى لتحقيق مصالحهم في أفغانستان وغيرها هي عبر الديبلوماسية وليس عبر استخدام وكلاء يمارسون أعمال عنف». وفي باكستان، لم يجر ماكماستر أي مقابلة وصيغ البيان الرسمي في شأن زيارته بشكل أكثر ديبلوماسية ورسمية. وقالت السفارة الأميركية في بيان «الجنرال ماكماستر عبر عن تقديره للتنمية الاقتصادية والديموقراطية في باكستان وشدد على ضرورة مواجهة الإرهاب بجميع أشكاله». والتقى ماكماستر في باكستان قائد الجيش قمر جاويد باجوا بالإضافة إلى كبار المسؤولين في مجالي السياسة الخارجية والأمن القومي. وقال مكتب شريف في بيان «عبر رئيس الوزراء عن استعداد باكستان للعمل مع المجتمع الدولي لبحث سبل حل الأزمة الأفغانية». وأشار البيان إلى أن شريف يرحب بالوساطة الأميركية في نزاعات بلاده مع الهند. وخاضت الجارتان النوويتان ثلاثة حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا في العام 1947. وكان مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتمع مع مسؤولين أفغان في كابول أمس، وسط تساؤلات عن خطط الإدارة الجديدة للمهمة العسكرية في أفغانستان، بعدما استخدمت القوات الأميركية هناك «أم القنابل» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وجاءت الزيارة التي أجراها ماكماستر بعد أيام من إسقاط الجيش الأميركي قنبلة ضخمة من طراز «جي بي يو-43»، وهي أحد أكبر الأسلحة التقليدية التي تستخدم في القتال وتعرف باسم «أم القنابل»، خلال عملية الخميس استهدفت عناصر «داعش» في شرق أفغانستان. وفي حين قال مسؤولون عسكريون إن الضربة استندت إلى الاحتياجات التكتيكية وحسب، فإنها أثارت تكهنات بأن مستشاري ترامب للدفاع يخططون لتصعيد الحرب على المتشددين في أفغانستان. وأصدر قصر الرئاسة بياناً نشره على حسابه على موقع «تويتر» جاء فيه أن مكماستر اجتمع مع الرئيس أشرف عبد الغني ومسؤولين أفغان كبار لبحث العلاقات الثنائية والأمن ومكافحة الإرهاب والإصلاح والتنمية. وقال بيان قصر الرئاسة إن مكماستر أثنى على جهود مكافحة الفساد وأكد لعبد الغني أن الولايات المتحدة ستواصل دعم أفغانستان والتعاون معها في عدد من القضايا. وأضاف البيان أن عبد الغني قال لمكماستر إن «الإرهاب قضية خطرة بالنسبة لأمن العالم والمنطقة»، وإن لم تتخذ خطوات جادة فإنها ستؤثر على «أجيال». وقال عبد الغني إن الفساد والمخدرات يتصدران أيضاً قائمة التهديدات للأمن الأفغاني. وتشير الحكومة الأفغانية إلى حركة «طالبان» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) كجماعتين إرهابيتين. وواجهت القوات الأفغانية صعوبات في احتواء تمرد طالبات المسلح منذ انسحبت غالبية القوات الأجنبية في 2014 وتركتها تحارب وحدها تقريباً. وفي ذروة انتشار القوات في 2011 كان للولايات المتحدة 100 ألف جندي في أفغانستان. وهناك حوالى تسعة آلاف جندي أميركي في أفغانستان لتقديم التدريب والمشورة للقوات الأفغانية وتوفير الدعم الجوي للجنود على الأرض وتشكيل وحدة منفصلة لمكافحة الإرهاب تستهدف تنظيمي «داعش» و«القاعدة» وتنظيمات أخرى متطرفة. وكان قائد القوات الأميركية في أفغانستان قال إنه بحاجة إلى قوات إضافية قوامها بالآلاف لمساعدة الأفغان على التعامل مع حركة «طالبان» ومحاربة غيرها من الجماعات المسلحة، لكن لم يتم الإعلان عن خطة رسمية.
مشاركة :