ذكر تليفزيون الصين المركزي اليوم الخميس أن الشرطة الصينية اعتقلت الصحفية البارزة جاو يو بتهمة تسريب أسرار خاصة بالدولة لموقع إلكتروني أجنبي. وأظهر التليفزيون الرسمي جاو /70 عاما/ وهي تقر بالتهمة وتقول إن تصرفها أضر بمصالح الدولة. ولكن منظمة العفو الدولية ،التي تتخذ من لندن مقرا لها، اتهمت الصين بـتوجيه اتهامات ملفقة ضد المنتقدة الشهيرة للحكومة التى تدلي دائما بتعليقات لإذاعة دويتشه فيله الالمانية . وقال المنشق هو جيا الذى يقيم في بكين وأحد الاصدقاء المقربين لجاو إنه شعر بتغير في صوتها في تسجيل الفيديو الذى ظهر فيه وجهها وقد تم إخفائه . وأضاف لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا) هاتفيا نحن نأمل أن لا يعتقد المواطنون أن هذه جاو يو الحقيقية موضحا إن مسؤولى الامن يقومون بإخفاء أوجه نشطاء آخرين لكى يقوموا بتصويرهم وهم يدلون باعترافاتهم. وقالت آنو كولتالاهتي ،الباحثة المعنية بشؤون الصين في المنظمة، إن جاو هي أحدث ضحية للقوانين التعسفية المصاغة بعبارات غامضة والخاصة بأسرار الدولة في الصين ، والتي تستغلها السلطات بشكل متكرر كستار لاستهداف النشطاء. وأضافت أن الاعتراف على شاشة التليفزيون لا يثبت أي شيء ، وتم على الأرجح بالإكراه. ونقلت وسائل إعلامية رسمية أخرى عن بيان لشرطة بكين أن جاو مشتبه بأنها حصلت بشكل غير مشروع على وثيقة على درجة عالية من السرية وأرسلت نسخة منها عبر الانترنت إلى موقع إلكتروني أجنبي في حزيران/يونيو الماضي. وتكهن محللون بأن التهمة قد تكون مرتبطة بقيام موقع الكتروني يتخذ من هونج كونج مقرا له، بنشر وثيقة داخلية ،تعرف باسم الوثيقة رقم 9، للحزب الشيوعي الحاكم في الصين تناقش تهديدات سياسية يواجهها. وذكرت كولتالاهتي أن المعلومات المذكورة في الوثيقة رقم 9 لا ترقى بأى شكل لتصنيفها ضمن أسرار الدولة .. إذا كانت جاو معتقلة بسبب تسريب هذه الوثيقة فإنه ينبغي إطلاق سراحها فورا. وقال هو صديق جاو إنه يبدو أن الوثيقة المسربة لها أهمية تاريخية . وأضاف هى تحاول أن تدع المجتمع الدولى يعرف الطبيعة الحقيقية لرئيس الحزب شى جين بينج . وذكرت تقارير إعلامية صينية رسمية أنه في عام 1993 ، صدر حكم بالسجن ستة أعوام بحق جاو بتهمة تسريب أسرار خاصة بالدولة أيضا لصحيفة في هونج كونج. وأضافت التقارير أن الشرطة ألقت القبض على جاو في 24 نيسان/أبريل وصادرت دليلا ماديا في منزلها بالعاصمة بكين. وجاء القبض على جاو الشهر الماضي وسط اجراءات لقمع المعارضة قبيل الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للقمع العسكري للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في الثالث والرابع من حزيران/يونيو 1989 . وألقت الشرطة في بكين القبض على خمسة ناشطين، على الأقل، هذا الاسبوع بتهم تتعلق بالإضرار بالنظام العام، وذلك بعدما عقد نحو 20 شخصا ندوة يوم السبت الماضي في ميدان تيانانمين (السلام السماوي) لإحياء ذكرى مرور ربع قرن على أحداث القمع. وقالت كولتالاهتي إن توقيت القبض على جاو مثير للشكوك بشكل كبير ويثير تساؤلات جادة حول الدوافع الحقيقية للسلطات.
مشاركة :