مصر: ضبط أكبر مخزن للسلاح يضم معملاً لتصنيع المتفجرات

  • 4/18/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

اتهمت وزارة الداخلية في مصر جماعة «الإخوان المسلمين» بالوقوف وراء مخطط لاستهداف الكنائس شمال البلاد بهدف «تأجيج الفتن الداخلية»، وقالت إنها أوقفت 13 شخصاً ضمن أفراد خلية تتبع الجماعة المُصنفة إرهابية في مصر، غالبيتهم من سكان محافظة دمياط في الشمال. ونشرت وزارة الداخلية صوراً وتفاصيل عن مخزنين للسلاح تم ضبطهما في مزرعتين في البحيرة والاسكندرية (في الشمال) يضمان كميات ضخمة من السلاح والذخائر ومعملاً لتصنيع المتفجرات، علماً أن مخزن البحيرة يعد أضخم مخزن للسلاح يُضبط خارج نطاق محافظة شمال سيناء. وقُتل الأسبوع الماضي 28 مسيحياً في هجوم بحزام ناسف نفذه انتحاري تسلل إلى قاعة صلاة كنيسة «مار جرجس»، كبرى كنائس محافظة الغربية، وجُرح 77 آخرون، فيما قُتل 17 شخصاً بينهم 7 ضباط وجنود في الشرطة، في تفجير انتحاري بحزام ناسف أمام بوابة الكنيسة المرقسية عندما لم يستطع التسلل إلى الكنيسة التي كان يرأس بابا الأقباط تواضروس الثاني قداس «أحد السعف» فيها، وجُرح 48 من المارة ورواد الكنيسة. وتبنى تنظيم «داعش» الإرهابي في بيان الهجومين. وحددت وزارة الداخلية هوية الانتحاريين، وأوقفت 3 من أعضاء تلك الخلية، ورصدت مكافأة مالية لمن يُدلي بمعلومات تساعد في توقيف 16 فاراً آخرين. وكانت قوات الأمن دهمت قبل أيام مزرعة في محافظة البحيرة قالت إن قيادياً في «الإخوان» يملكها، وقتلت مسلحيْن. وكشفت وزارة الداخلية تفاصيل عن تلك الواقعة، ونشرت صوراً لمخازن أسلحة تحت الأرض في المزرعة، وغرف كاملة بُنيت تحت الزراعات وفيها معامل متطورة لتصنيع العبوات الناسفة والمواد المتفجرة، وكميات ضخمة من الذخائر من أعيرة مختلفة وأسلحة خفيفة ومتوسطة. وقالت الوزارة إن معلومات توافرت لقطاع الأمن الوطني تفيد بصدور تكليفات من قيادات «الإخوان» في الخارج للقيادات داخل البلاد بتشكيل مجموعات مسلحة في محافظات دمياط، والبحيرة، والاسكندرية، وكفر الشيخ، وكلها محافظات شمال مصر، لتنفيذ سلسلة من التفجيرات والعمليات العدائية ضد مؤسسات الدولة ومنشآتها الحكومية والمسيحية وعدد من الشخصيات العامة ورجال الشرطة بهدف إحداث حال من الفوضى وعدم الاستقرار والعمل على تأجيج الفتن الداخلية. وأوضحت أنه تم ضبط 13 عنصراً إرهابياً. ونشرت وزارة الداخلية عقدي ملكية مزرعتين في محافظتي البحيرة والاسكندرية للقياديين في «الإخوان» شكري نصر محمد البر ورجب عبده مغربي، وقالت إنها اكتشفت فيهما العديد من المخابئ السرية تحت الأرض يتم استخدامها كأوكار لتصنيع العبوات المتفجرة وتخزين الأسلحة والذخائر بأنواعها لحين تسليمها للعناصر المنفذة للحوادث الإرهابية. وأوضحت أنه جارٍ ملاحقة عناصر فارة، وأنه تم توقيف 13 عنصراً، 8 منهم من منطقة «البصارطة» في دمياط، و5 من الاسكندرية. وأفيد أن قوات الأمن استخدمت أجهزة تعطيل المتفجرات أثناء دهم مزرعة البحيرة بسبب تفخيخ محيطها بالألغام الأرضية والعبوات الناسفة، وتم كشف معامل تصنيع العبوات الناسفة ومخازن السلام عبر مجسات أرضية استخدمت في عملية الدهم. ووفق مصدر أمني، مثّلت الأجهزة والمتفجرات المضبوطة في تلك المزرعة تطوراً مهماً في التقنيات التي وصلت إليها الجماعات الإرهابية، إذ وجدت أجهزة تكثيف وطرد متطورة لتصنيع العبوات الناسفة شديدة الانفجار لا يستطيع التعامل معها إلا عنصر مدرب على التفاعلات الكيماوية.   إجراءات أمنية صارمة في غضون ذلك، شدّدت أجهزة الأمن المصرية من إجراءاتها جنوب مصر سعياً وراء تضييق الخناق على 16 فاراً متهمين بالتورط في تفجير كنيستَي الإسكندرية وطنطا الأسبوع الماضي، غالبيتهم من سكان محافظة قنا في الصعيد، وبينهم سكان من محافظة البحر الأحمر. ووسعت أجهزة الأمن في قنا من دائرة الاشتباه في قرى العناصر التي اتهمتها بالتورط في التفجيرين، ودهمت مجموعات قتالية مدعومة بعربات مصفحة وقوات من الأمن المركزي عدداً من البؤر التي يشتبه في أنها تؤوي بعض العناصر ذات الصلة بالعناصر الفارة. وفرضت أجهزة الأمن إجراءات وتدابير أمنية استثنائية، على مخارج محافظة قنا، بما فيها المدقات الجبلية وكل الطرق الصحراوية. وتواصلت عمليات تفتيش جميع العربات والأشخاص القادمين لمدن قنا وقراها أو المغادرين منها، فيما يخضع مقربون من العناصر المطلوبة لتحقيق يومي من الأجهزة الأمنية. ويتولى فريق أمني رفيع المستوى تنسيق الخطط الهادفة لضبط العناصر التكفيرية المتورطة في تنفيذ التفجيرين. وقامت قوات الشرطة في محافظة البحر الأحمر بتشديد إجراءاتها على الطرق التي تربط البحر الأحمر بمحافظة قنا، وتم قصر دخول مدن البحر الأحمر، التي تضم منتجعات سياحية عدة، على سكان المحافظة أو من يحملون تصاريح عمل فيها أو الحاجزين في منتجعاتها السياحية. وفرضت حال من الاستنفار الأمني في مدينة سفاجا، وتم دعم المكامن الأمنية في المدينة بمزيد من القوات خشية تسلل أي من العناصر الإرهابية الهاربة إلى المدينة. كما تحولت مداخل مدينة الغردقة إلى ثُكنات عسكرية، ودهمت فرق من أجهزة البحث الجنائي الفنادق الشعبية والشقق المفروشة في أحياء المدينة بحثاً عن أي عناصر مطلوبة. في غضون ذلك، دعت مديرية الأوقاف في قنا أئمة المساجد في مدن المحافظة وقراها ونجوعها إلى سلسلة اجتماعات للبحث في سبل مواجهة الفكر التكفيري المنتشر في بعض مناطق المحافظة. وصدر قرار بتشكيل لجنة للمرور على مكتبات المساجد ومراجعة ما بها من كتب، ومصادرة أي كتاب يحمل فكراً متطرفاً. وزار بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني أمس مديرية أمن الإسكندرية، والتقى قياداتها الأمنية، وأعرب عن تعازيه في شهداء الشرطة ضحايا الهجوم على كنيسة «مار مرقس». كما زار البابا جرحى الهجوم الإرهابي في مستشفى الشرطة في الإسكندرية.

مشاركة :