خبراء عسكريون يرون أن سبب تراجع القيادة السياسية في مصر عن المشاركة البرية مرده الظرفية الداخلية الصعبة التي مرت بها ولازلت أهمها تفشي الإرهاب.العرب [نُشر في 2017/04/18، العدد: 10606، ص(2)]الجيش المصري أمام تحديات كبيرة في الداخل القاهرة - أكدت مصادر مطلعة في القاهرة أن الحديث عن إرسال قوات برية مصرية للمشاركة ضمن التحالف العربي في اليمن، جرت مناقشته خلال المشاورات التي تمت بين القاهرة والرياض والدول المشاركة في التحالف، حول كيفية التعاطي مع المتمردين الحوثيين، بيد أن مصر تراجعت عن السير في خيار إرسال تلك القوات مقدّرة أن وجودها بغطاء بحري وجوي سوف تكون له نتائج أكثر إيجابية. وكان اللواء أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، قال “إن مصر عرضت في السابق على السعودية والتحالف إرسال قوات برية إلى اليمن”. وأضاف في مقابلة مع قناة العربية أن “الرئيس عبدالفتاح السيسي عرض على الحكومة السعودية وعلى التحالف أن تضع الحكومة المصرية قوات على الأرض، لكن في ذاك الوقت كنا نتحدث عن 30 ألفا إلى 40 ألف جندي كقوة برية”، مشيرا فيما يبدو إلى عام 2015 عندما تشكل التحالف وتدخل في اليمن. ويرى خبراء عسكريون أن سبب تراجع القيادة السياسية في مصر عن المشاركة البرية مرده الظرفية الداخلية الصعبة التي مرت بها ولازلت من تفشي الإرهاب وتعقد الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، لذلك فقد ارتأت أن تكون تدخلاتها الخارجية محدودة. ولمصر تجربة مريرة للتدخل العسكري في ستينات القرن الماضي باليمن، كانت حصيلتها مصرع عدد كبير من الجنود المصريين، وحمّل البعض حينها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مسؤولية هزيمة حرب 5 يونيو 1967، وأرجعوها إلى تشتت القوات العسكرية على أكثر من جبهة، ما أتاح لإسرائيل فرصة الانقضاض على الجيش المصري واحتلال سيناء. واستبعد اللواء محمد عبدالمقصود، الذي شغل منصب وكيل جهاز المخابرات في مصر سابقا، في تصريحات لـ“العرب”، أن يؤثر إعلان المتحدث باسم التحالف العربي على موقف القاهرة من دعم الشرعية في اليمن، وأنها مستمرة في المشاركة بقوات بحرية وجوية لمنع تمدد النفوذ الإيراني في منطقة الخليج العربي ومضيق باب المندب. ومعروف أن لمصر سفنا في البحر الأحمر تراقب السواحل اليمنية وتمنع دخول مساعدات عسكرية إيرانية لجماعة الحوثيين، ويقوم طيرانها بالمشاركة في طلعات جوية ضمن قوات التحالف العربي. وتشهد العلاقة بين مصر والسعودية عودة تدريجية بعد فتور شابها خلال الفترة الماضية، وترجمت هذه العودة في لقاء جمع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس عبدالفتاح السيسي على هامش القمة العربية الشهر الماضي، حيث اتفقا على زيارة السيسي للرياض الشهر الجاري. وأعلنت الخارجية المصرية أوائل أبريل الجاري عن زيارة يقوم بها عادل الجبير، وزير خارجية السعودية إلى القاهرة لإجراء مشاورات ثنائية والتفاهم حول تفاصيل بعض القضايا الخلافية. وقال متابعون في القاهرة إن كلام عسيري لا يخلو من إشارات إيجابية، ولا يدل على أن هناك توترا جديدا بين القاهرة والرياض، بل يؤكد أن ثمة تفاهمات في عناوين القضايا الإقليمية بين البلدين، ويبقى الخلاف منصبّا حول التفاصيل وآليات التعاطي.
مشاركة :