الأمم المتحدة ترجح إرتكاب طرفي النزاع في جنوب السودان جرائم ضد الإنسانية

  • 5/9/2014
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

رجحت الأمم المتحدة الخميس إرتكاب طرفي النزاع في الحرب الأهلية الدامية الدائرة في جنوب السودان، جرائم ضد الإنسانية، وحذرت من انتهاكات جسيمة لا تحصى لحقوق الانسان. وجاء في تقرير المنظمة الدولية ان بعثة قوات حفظ السلام الدولية في البلد المضطرب وجدت ادلة منطقية تدفع للاعتقاد بان جرائم ضد الانسانية ارتكبت خلال النزاع من قبل القوات الحكومية وقوات المعارضة. وياتي نشر التقرير وسط تحضيرات للقاء المقرر بين الرئيس سلفا كير والنائب السابق للرئيس زعيم المتمردين رياك مشار لاجراء محادثات في اثيوبيا لانهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ خمسة اشهر. وصرح المتحدث الرئاسي شات بول لوكالة فرانس برس ان كير سيتوجه الى اديس ابابا صباح الجمعة، بينما اكد المتحدث باسم المتمردين يوهانيس موسا بوك ان مشار متواجد حاليا في اثيوبيا وسيشارك في المحادثات. واضاف تقرير الامم المتحدة الذي استند الى اكثر من 900 مقابلة مع ضحايا وشهود عيان ان عددا لا يحصى من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان والانتهاكات الخطيرة للقانون الانساني وقعت خلال النزاع في جنوب السودان. وقال ان من بين هذه الانتهاكات عمليات القتل العشوائية، والاختفاءات القسرية، وعمليات الاغتصاب والاستهداف المباشر للمدنيين التي تمت في الغالب على اسس اتنية، اضافة الى سوء المعاملة وهدم الممتلكات. وهذه جرائم يتحمل مرتكبوها المسؤولية الجنائية الشخصية عنها. ورغم ان الزعيمين يتحدثان عن التوصل الى سلام، الا ان القتال العنيف يستمر. وحذرت الامم المتحدة من خطر حدوث مجاعة وابادة في البلد المضطرب. وقال التقرير انه رغم التوقيع على اتفاق وقف الاعمال الحربية في 23 كانون الثاني/يناير، الا ان القتال مستمر دون امل في ان يرى المدنيون اي توقف في القتال المستمر دون هوادة. ورغم ان النزاع بدأ بخصومة شخصية بين كير ومشار، الا انه اتخذ ابعادا اتنية بين افراد قبيلتي الدينكا التي يتحدر منها كير والنوير التي ينتمي اليها مشار. وتحدث التقرير عن عمليات قتل فظيعة جرت حتى في الايام الاولى من اندلاع القتال في العاصمة جوبا في 15 كانون الاول/ديسمبر. وذكر رجل من قبيلة النوير للعاملين الحقوقيين الدوليين كيف ان قوات الجيش اغارت على منازل واطلقت النار على مدنيين في جوبا. وقال ان النوير يقتلون مثل الدجاج. واوضح التقرير ان شاهدا بعد شاهد تحدثوا عن الفظائع وهم يشاهدون قوات الامن تدخل الى احيائهم، احيانا في دبابات واسلحة ثقيلة، وكيف كانوا يجمعون اقاربهم وجيرانهم. واورد انه في بعض الحالات كان الضحايا يقتلون فورا، وفي احيان اخرى كانوا يؤخذون الى اماكن اخرى ويقتلون. وفي مناطق اخرى كان اعضاء قبيلة الدينكا يستهدفون بسبب عرقيتهم ويقتلون في عمليات قتل من بينها المجازر التي وقعت في بلدة بنتيو النفطية الشمالية التي يستمر فيها القتال. وحذرت منظمات الاغاثة من ان جنوب السودان على حافة اسوأ مجاعة في افريقيا منذ الثمانينات، في حين تحدث كل من كيري والامم المتحدة في نهاية نيسان/ابريل عن مخاطر حصول ابادة جماعية. ومع تزايد الضغوط لانهاء النزاع الوحشي، تزداد المخاوف من عجز الزعماء السياسيين عن وقف القوات المتناحرة مع تصاعد الهجمات الانتقامية، بحسب منظمة العفو الدولية. وحذرت المنظمة في تقرير اصدرته الخميس من ان الحرب الاهلية في جنوب السودان تتحول الى دوامة اعمال انتقامية خارجة عن سيطرة القادة السياسيين فيما يتزايد الضغط على طرفي النزاع لوقف العنف. وقالت المنظمة في تقرير يوثق افادات عن حصول جرائم حرب في جنوب السودان، ان الابعاد الاتنية للنزاع تتسع فيما يخوض المقاتلون هجمات انتقامية ما يؤدي الى تصاعد دوامة العنف باستمرار. واضافت ان الخصومات الاتنية القديمة تتعمق، وان جنوب السودان سيصبح اكثر انقساما ما يجعل من المصالحة والتوصل الى سلام دائم اكثر صعوبة. وادت المعارك بين الطرفين الى مقتل عشرات الالاف، في غياب حصيلة محددة للضحايا، فضلا عن تشريد اكثر من مليون شخص. ولجأ اكثر من 78 الف مدني جنوب سوداني الى ثماني قواعد للامم المتحدة خوفا من تعرضهم للقتل.

مشاركة :