واشنطن تركز على جنوب سورية وتقلق حلفاء الأسد

  • 4/19/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف مصدر مطلع، لـ«الجريدة»، أن محور مباحثات وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسوري وليد المعلم كان تغيّر الموقف الأميركي تجاه سورية، والوضع على جبهتها الجنوبية. وقال المصدر، الذي رافق الوزير الإيراني في زيارته الأخيرة لموسكو، إن لافروف أبلغ ظريف والمعلم أن الاستخبارات الروسية رصدت تحركات على الحدود الأردنية - السورية، وكشفت خطة أميركية مضمونها أن تقوم الولايات المتحدة بقصف دمشق والقصر الجمهوري بشكل مكثف، مثلما قصفت مطار الشعيرات بصواريخ «التوماهوك» كي تمهد الأرضية لدخول المعارضة دمشق، وإسقاط الرئيس بشار الأسد. وأوضح أن أحد أهداف قصف مطار الشعيرات كان كشف مدى فاعلية الأجهزة الدفاعية الموجودة في سورية، مؤكداً أن الروس طلبوا إلى الإيرانيين والسوريين الاهتمام بموضوع الهجوم على دمشق عبر البوابة الجنوبية، ونصحوا الأسد وعائلته بالانتقال إلى مكان آخر خارج القصر الجمهوري يكونون فيه بمأمن من هجوم مباغت. وبين أنه تقرر، خلال المباحثات، أن تقوم إيران بتأمين فوري لمقاتلين يتم نقلهم إلى الحدود الجنوبية لسورية لدعم القوات الموجودة هناك، لافتاً إلى أن «حزب الله» اللبناني نقل، بالفعل، ألفاً من عناصره، نصفهم خبراء مدفعية وصواريخ، من الجبهات المختلفة في سورية إلى الجبهة الجنوبية. وأكد المصدر أن لافروف أخبر المجتمعين أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون طلب إلى الروس، خلال زيارته لموسكو، وقف دعم الأسد، والقبول بشخص آخر حتى ولو كان من المجموعة الفعلية الحاكمة، كي يرأس حكومة انتقالية تسيّر الأعمال إلى حين تشكيل أخرى توافقية جديدة تشمل كل الأطراف. وأوضح أن تيلرسون أكد أن ترامب غيّر موقفه بعد لقائه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبعض الزعماء العرب، ووصل إلى نتيجة، هي أن أي مشروع حل سياسي لن ينجح مادام الأسد موجوداً في السلطة، وكي لا تواجه سورية مشكلة فراغ أمني وحكومي كما هي الحال مع ليبيا، فإن من الأفضل أن يتنحى الأسد عن السلطة بأي حجة يراها هو وحلفاؤه مناسبة، ويتسلم شخص آخر، يتم التوافق عليه، الحكم بدلاً منه، ويتم تشكيل حكومة انتقالية بعدها. ولفت المصدر إلى أن تيلرسون ذكر أن واشنطن كانت مضطرة لمهاجمة مطار الشعيرات بسبب الضغوط الخارجية والداخلية، وفي حال لم يشارك الروس الولايات المتحدة في إيجاد حل نهائي للأزمة السورية فإن ترامب سيضطر إلى اتخاذ أي إجراء تراه إدارته مناسباً لإنهاء ذلك الصراع. وأكد أن لافروف شدد على معارضة موسكو فكرة أن يحل شخص آخر مكان الأسد، إذ لا يوجد أحد بالمواصفات التي يبحث عنها الأميركيون، فجميع الشخصيات السورية اليوم إما بجانب الأسد أو ضده. وأفاد المصدر بأن جلسة المباحثات انتهت قبل مدتها الزمنية المحددة، لأن الروس أبلغوا حلفاءهم بمعطياتهم، وتقرر أن ينقل الوزيران الإيراني والسوري المعطيات الجديدة إلى حكوماتهما.

مشاركة :