قال صندوق النقد الدولي اليوم الثلاثاء إن نمو الاقتصاد العالمي سيقفز خلال العام الحالي في ظل التعافي الدوري للاستثمار وقطاع التصنيع والتجارة.وقال الصندوق في تقريره الدوري ربع السنوي بشأن الاقتصاد العالمي، إن الاقتصاد العالمي سينمو خلال العام الحالي بنسبة 5ر3%، رافعا توقعاته بمقدار 1ر0 نقطة مئوية عن التوقعات السابقة المنشورة في كانون ثان/يناير، في حين كان معدل نمو الاقتصاد العالمي في السنة الماضية 1ر3% من إجمالي الناتج المحلي.وأبقى صندوق النقد الدولي على توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في العام المقبل 2018 عند 6ر3 في تحديثه اليوم ، وذلك في تقرير يصدره الصندوق الذي يتخذ من واشنطن مقرا له كل ثلاثة شهور.من ناحيته قال "ماوريس أوبستفيلد" كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي في مؤتمر صحفي إن تحسين التوقعات نتيجة "تيار مستمر من البيانات الإيجابية التي بدأنا نراها في منتصف 2016"، مضيفا أن التصنيع والتجارة يزدادان قوة، كما أن الارتفاع المستمر في النمو "سيكون واسع النطاق ليشمل الاقتصادات المتقدمة والصاعدة والفقيرة استنادا إلى المكاسب التي تحققت في كل من التصنيع والتجارة".وأضاف أن النصف الأول من 2016 شهد "اضطرابا كبيرا" في أسواق المال إلى جانب الأسعار المنخفضة جدا للسلع وتلاشي الثقة الاقتصادية "هذا الاضطراب تراجع ومنذ ذلك الوقت نرى ارتفاعا" في المؤشرات الاقتصادية.كانت مؤشرات مديري المشتريات بشكل خاص قد سجلت صعودا قويا في العديد من الدول مما يشير إلى نمو أسرع. وقال أوبستفيلد "كل شيء يبدو سائرا في الاتجاه الصحيح.. لذلك تعززت ثقتنا في أن العام الحالي والعام المقبل سيكونان أفضل بدرجة كبيرة من العام الماضي".في الوقت نفسه أشار تقرير صندوق النقد إلى تعافي أسعار السلع منذ تراجعت إلى أقل مستوياتها منذ عام، وهو ما خفف ضغوط الكساد العالمي.ووصف تقرير الصندوق الصادر تحت عنوان "النظرة الاقتصادية المستقبلية للعالم" الأسواق المالية بأنها "مزدهرة"، في ظل توقعات بمزيد من إجراءات التحفيز الاقتصادي في الصين، إلى جانب التوسع في الإنفاق العام في الولايات المتحدة.كان الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قد دعا إلى زيادة الإنفاق على مشروعات البنية التحتية إلى جانب تخفيض الضرائب وتخفيف القواعد المنظمة للنشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة.وذكر الصندوق أنه رغم النظرة الأكثر تفاؤلا على المدى القصير، فإن النظرة المستقبلية الأبعد مدى، مازالت متضررة من تباطؤ وتيرة تحسن الإنتاجية وتأخر الإصلاحات الهيكلية التي يمكن أن ترفع توقعات النمو في الدول الغنية وتحسن الاستقرار في الاقتصادات الصاعدة والنامية.وحذر التقرير من أن سياسات الانكفاء على الداخل تهدد التكامل الاقتصادي العالمي ونظام التعاون الاقتصادي في العالم.يذكر أن الرئيس ترامب قرر انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ التي تضم 12 دولة تطل على المحيط الهادئ، في حين تستعد بريطانيا للتفاوض بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.ويتوقع التقرير زيادة النمو في الاقتصاديات المتقدمة من 7ر1% العام الماضي إلى 2% في العام 2018-2017 . ورفع صندوق النقد الدولي توقعاته بشكل طفيف للكثير من دول الغرب ولليابان.
مشاركة :