وسط مطالبات قضائية بضرورة أن توجد عقوبة ثابتة في نصوص القانون للعاملين بالسحر والشعوذة تخرجها من دائرة جنحة النصب والاحتيال... أيدت محكمة الاستئناف حكم أول درجة بالامتناع عن عقاب أم وأب وخال استخدموا «عجرة» لإخراج جني من جسد فتاة ما أدى لوفاتها، فيما قضت محكمة الجنح بسجن مصريين «مطوعين» 6 أشهر لكل منهما وإبعادهما عن البلاد بعد قضاء العقوبة كونهما أشارا على أسرة الفتاة بضرورة ضربها حتى تتخلص من الجني الذي يتلبسها...وفي التفاصيل فإنه قبل نحو عامين شعر أب وأم بأن ابنتهما تعاني من أعراض مرضية استعصى علاجها طبياً، فاشتركا مع خالها في التوصل إلى مصريين عبر وسائل الإعلام الإلكتروني أوهماهم بأنهما «مطوعان»، ولديهما القدرة على علاج الفتاة والتي كانت تبلغ من العمر 19 عاماً روحانياً فانساقوا وراءهما وحملوها إليهما...بفحص الفتاة من قبل المصريين أكدا لذويها أن جنياً يتلبسها، وطلبا منهم أن يشتروا «عجرة» وينهالوا بها ضرباً على جسدها في مواعيد معينة كي يخرج من جسدها، فاستجابوا لهما، وراحوا ينفذون ما طُلب منهم ما أدى إلى إصابة الفتاة بكسور وجروح بليغة استدعى نقلها إلى المستشفى حيث لفظت أنفاسها أثناء محاولة إنقاذها، فتم إبلاغ الجهات الأمنية من قبل محقق المستشفى...بعد إحالة الأمر على النيابة أمر وكيل النائب العام بتسجيل قضية حملت مسمى «ضرب أفضى إلى الموت»، ليحال المتهمون الخمسة إلى محكمة أول درجة، فجاء حكمها بالامتناع عن عقاب والد الفتاة وأمها وخالها، حيث كانوا لا يقصدون موتها، في وقت تعد هذه الجريمة أول سابقة بالنسبة لهم... وحين استؤنف الحكم نطقت محكمة الاستئناف بتأييد حكم أول درجة مع أخذ تعهد على ذوي الفتاة بعدم تكرار الجرم نفسه... كما قضت المحكمة على المصريين بالسجن ستة أشهر لكل منهما والإبعاد عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة، لإدانتهما بالنصب والاحتيال.وعن حيثيات الحكم ذكرت مصادر قضائية لـ «الراي» بأن «هناك عواراً في مواد القانون الذي لم يوجد فيها نص واضح يُجرم من يقومون بأعمال السحر والشعوذة تحت مسمى العلاج الروحاني، فتم إدراج العقوبة تحت جنح النصب والاحتيال، الأمر الذي يجعل القاضي يُصدر حكمه بناءً على هذا المسمى».وارتأت المصادر «ضرورة محاربة السلطات المختصة للسحرة والمشعوذين الذين يستخدمون من وسائل الإعلام الإلكترونية طريقاً لترويج ما يدعون أنه علاج روحي قادر على إخراج الجن وجلب الحبيب، وغيرها من الأشياء التي ينساق وراءها العوام فتحدث كوارث لا تحمد عقباها».
مشاركة :