لندن: «الشرق الأوسط» اقترب مانشستر سيتي من إحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بعد انتصار ساحق 4/صفر على أستون فيلا، في المباراة المؤجلة بينهما من الجولة التاسعة والعشرين للبطولة. ورفع سيتي، بطل 2012، رصيده إلى 83 نقطة بفارق نقطتين عن ليفربول الثاني وأربع نقاط عن تشيلسي الثالث الذي فقد آماله حسابيا في إحراز اللقب. وفي الواقع يحتاج سيتي - الذي سجل 100 هدف في الدوري هذا الموسم - إلى نقطة واحدة من مباراته على ملعبه يوم الأحد المقبل ضد وستهام يونايتد ليحرز لقبه الثاني في ثلاث سنوات. في حين أنه في الطرف الآخر من جدول الترتيب ضمن سندرلاند بقاءه في الدوري الممتاز بفضل الفوز 2/صفر على وست بروميتش ألبيون، وهو ما أنهى آمال نورويتش سيتي فعليا في البقاء بين الكبار. ويكفي مانشستر سيتي التعادل في مباراته الأخيرة مع ضيفه وستهام ليتوج باللقب، إذ يتفوق بفارق الأهداف (+13) عن ليفربول الثاني الذي يستقبل نيوكاسل يونايتد. وسبق للسيتي أن حصد اللقب عامي 1937 و1968 فضلا عن 2012. وهو الآن يجني ثمار انهيار ليفربول المفاجئ وغير المبرر، بفقد خمس نقاط عبر خسارته على أرضه أمام تشيلسي صفر/2، ثم تفريطه في تقدمه 3/صفر على ملعب كريستال بالاس لينتهي اللقاء بالتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق. على ملعب «الاتحاد»، وأمام 47023 متفرجا، اضطر لاعبو المدرب التشيلي مانويل بيليغريني للانتظار إلى الدقيقة 64 لافتتاح التسجيل، عندما مرر الإسباني ديفيد سيلفا الكرة إلى الأرجنتيني بابلو زاباليتا فلعبها عرضية إلى البوسني إدين دزيكو ليسجل بيمناه من مسافة قريبة هدفه الخامس عشر هذا الموسم. وأزال هدف دزيكو الضغط عن فريق سيتي وجماهيره وفتح الطريق لانتصار مريح في النهاية. وبعد ثوان من انطلاق المباراة بدا أن أستون فيلا يتطلع للدفاع وإحباط منافسه بدلا من مبادلة سيتي المليء بالمواهب الهجوم. ومع تراجع 11 لاعبا للدفاع بشكل مستمر تطلع أستون فيلا إلى الهجمات المرتدة، لكنه نادرا ما خرج من منتصف ملعبه بينما شن سيتي الهجمة تلو الأخرى. ومع هطول الأمطار بغزارة في مانشستر في الشوط الثاني بدا التوتر على مشجعي سيتي، بينما لا تزال ذكرى الانهيار المفاجئ لليفربول الذي فرط في تقدمه بثلاثة أهداف ليتعادل 3/3 مع كريستال بالاس حاضرة. لكن دزيكو تقدم لدور المنقذ في الدقيقة 64 عندما حول كرة بابلو زاباليتا العرضية إلى الشباك من مدى قريب قبل أن يحتفل بسعادة كبيرة. وتحرر سيتي تماما عندما تابع دزيكو الكرة إلى الشباك بعد ثماني دقائق أخرى، قبل أن يسدد يوفتيتش بقوة بباطن قدمه في شباك جوزان مع تبقي دقيقة واحدة على النهاية. واكتملت الرباعية في الوقت المحتسب بدل الضائع حين انطلق يايا توريه من منتصف الملعب متجاوزا خط دفاع أستون فيلا ليسدد بقوة في الشباك ويصبح ثاني لاعب وسط يسجل 20 هدفا في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد فرانك لامبارد في موسم 2009-2010. وقال بليغريني مدرب سيتي بعد اللقاء «كنت متأكدا أننا إذا واصلنا اللعب بالطريقة نفسها فإننا سنجد المساحة الكافية لتسجيل هدف. الآن يمكننا الحديث عن اللقب. يجب أن نفوز بالمباراة الأخيرة ضد وستهام». وقال دزيكو «كان الأمر صعبا في الشوط الأول لأنه لم تكن هناك مساحة. بين الشوطين قال مانويل بيليغريني إننا يجب أن نبقى هادئين وإننا سنسجل في النهاية. عندما يدافع فريق بعشرة لاعبين فإن الأمر يتعلق دائما بالهدف الأول. فتحوا الدفاع قليلا ثم تتابعت الأهداف». وسيدخل سيتي مباراة الأحد بنشوة سجله الرائع على ملعبه حيث حقق 16 فوزا في 18 مباراة في الدوري باستاد الاتحاد هذا الموسم وجاءت خسارته الوحيدة أمام تشيلسي في فبراير (شباط) الماضي. وفي ظل تفوقه بفارق كبير من الأهداف فإنه قد يكرر يوم الأحد المقبل أمام وستهام يونايتد النجاح الذي حققه في موسم 2011-2012، وحينها توج سيتي بلقبه الأول في الدرجة الممتازة منذ 1968 بعدما سجل الأرجنتيني سيرجيو أجويرو هدف الفوز على كوينز بارك رينجرز في الثواني الأخيرة من الجولة الأخيرة للدوري. وقال زاباليتا، 29 عاما، إن فريقه سيكون مطالبا بألا يجعل حسم الدوري صعبا عندما يلعب على استاد الاتحاد بعد يومين أمام وستهام. وأضاف «هذه خطوة مهمة نحو إحراز اللقب، لكن تتبقى لنا مباراة واحدة. تعلمنا منذ عامين عند فوزنا على كوينز بارك رينجرز في الدقيقة الأخيرة مدى سرعة تغير الأمور». وتقريبا الطريقة الوحيدة التي يمكن لسيتي أن يخسر فيها لقب الدوري هذا الموسم هي هزيمته أمام وستهام وفوز ليفربول في الوقت ذاته على نيوكاسل يونايتد. وفاز سيتي على وستهام هذا الموسم ثلاث مرات منها مرة بنتيجة 1/3 في الدوري وتفوق 9/صفر في مجموع مباراتي ذهاب وإياب كأس رابطة الأندية المحترفة، لكن رغم ذلك يرى زاباليتا أن الفوز ليس مضمونا على الفريق الذي ضمن البقاء في الدرجة الممتازة الموسم المقبل. وقال زاباليتا «نعرف أن وستهام ضمن البقاء لكنه يملك مجموعة من اللاعبين الجيدين ويبقى بوسعه التسجيل من الكرات الثابتة. ستكون المباراة صعبة ولا يمكن أن نشعر بالتراخي. نحن في حاجة إلى راحة لكن الروح القتالية عالية بين اللاعبين». وأضاف «لدينا فرصة رائعة، وهو ما ينعكس على حماس الجماهير. أتمنى أن نحتفل جميعا بإحراز اللقب يوم الأحد». وفي مباراة مؤجلة أخرى من الجولة الثامنة والعشرين، ضمن سندرلاند البقاء في الدرجة الممتازة بعد أن حقق انتصاره الرابع على التوالي، وهذه المرة أمام ضيفه وست بروميتش ألبيون 2/صفر. ورفع سندرلاند، الذي لم يخسر في آخر خمس مباريات، رصيده إلى 38 نقطة في المركز الرابع عشر، بفارق الأهداف أمام أستون فيلا، بفضل هدفي جاك كولباك والإيطالي فابيو بوريني في الدقيقتين 13 و31. ولا تزال فرصة وست بروميتش ألبيون كبيرة في البقاء في الدرجة الممتازة، رغم تجمد رصيده عند 36 نقطة في المركز السابع عشر، بفارق ثلاث نقاط عن نورويتش سيتي، الأقرب للحاق بالثنائي الهابط كارديف سيتي وفولهام. وكان غوستافو بويت، مدرب سندرلاند، قال إن فريقه يحتاج لمعجزة من أجل تفادي الهبوط عندما خسر 5/1 أمام توتنهام هوتسبير في أبريل (نيسان) الماضي، وهي نتيجة تركته في قاع الترتيب بفارق سبع نقاط عن منطقة الأمان. لكن فريقه مضى في مسيرة مذهلة توجت بالفوز على وست بروميتش ليحصل على 13 نقطة من آخر خمس مباريات. ورفع بويت يده في سعادة عندما تقدم فريقه عن طريق كولباك في الدقيقة 13 عندما سدد الكرة في شباك الحارس بن فوستر. وضاعف سندرلاند تقدمه عن طريق بوريني المعار من ليفربول الذي تبادل الكرة مع سيباستيان لارسون قبل أن يسجل هدفه التاسع هذا الموسم بجميع المسابقات. وقال بويت «لا أعلم إن كنا سنشاهد شيئا مماثلا مرة أخرى أم لا. نحن ثاني فريق في الدوري الممتاز يكون في قاع الترتيب في نهاية ديسمبر (كانون الأول) ولا يهبط. عندما تتأخر عن منطقة الأمان بسبع نقاط وأمامك مباريات خارج ملعبك ضد سيتي وتشيلسي ويونايتد وتضمن البقاء قبل جولة على النهاية فهذا أمر مذهل». وتابع «كان موسما صعبا للغاية. في بعض اللحظات بدا أننا سنهبط. سأبدأ في الإيمان بالمعجزات من الآن».
مشاركة :