حقق الجيش الوطني والمقاومة اليمنية، مسنودين بالتحالف العربي، تقدماً في جبهتي الجوف وصعدة، تزامناً مع السيطرة على مناطق جديدة في محيط معسكر خالد بن الوليد في مديرية موزع بتعز، في حين تصاعدت حدة المواجهات بين قوات الشرعية من جهة وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من جهة أخرى في جميع الجبهات. وتفصيلاً، تمكنت قوات الجيش والمقاومة في محافظة الجوف من السيطرة على أعلى قمة جبلية مطلة على معسكر «حام» الاستراتيجي في مديرية المتون، وبدأت باستهدافه بالمدفعية الثقيلة والدبابات، في عملية نوعية نفذتها وحدات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية السادسة. وأكد عضو المجلس الإعلامي للجوف التابع للمقاومة، عبدالملك جبران لـ«الإمارات اليوم»، تمكن الجيش الوطني والمقاومة في جبهة المتون من السيطرة على أعلى قمة في محيط معسكر حام، آخر معقل للميليشيات بالمديرية، ونصبت فيه مدفعية ثقيلة ودبابات، وبدأت بقصف المعسكر، ما أشعل حريقاً بأحد المخازن، وثلاث آليات كانت متمركزة في بوابة المعسكر. وأشار جبران إلى أن سبع جبهات في الجوف مشتعلة بالمعارك ضد الميليشيات، بعد تخرج عدد من الوحدات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية السادسة، منها وحدات في المدفعية والصواريخ، الأمر الذي مكّنهم من استهداف مواقع الميليشيات في منطقة العقبة الواقعة بين مديرية الحزم عاصمة المحافظة ومديرية خب والشعف أكبر مديريات المحافظة، أوقعت فيهم إصابات مباشرة، وفقاً لوحدة الاستطلاع. وأكد جبران لـ«الإمارات اليوم» أن التطور النوعي في عمليات الجيش الوطني والمقاومة في الجوف سيمكنهم من تحقيق الهدف الأسمى في توحيد جبهات المحافظة، والالتحام بين الجبهات، خصوصاً الواقعة في منطقة صبرين، والتي باتت على بعد مسافة قصيرة للالتحام مع جبهة البقع في محافظة صعدة، لفتح الطريق بين الحدود السعودية في منفذ علب باتجاه صعدة والجوف وحضرموت، وقطع طرق الإمداد التي تستخدمها الميليشيات بالكامل في الجبهة الشرقية لليمن. وأوضح أن الجوف شهدت خلال الفترة الماضية تدريب عدد من الوحدات العسكرية التي التحقت بعد تخرجها بجبهات القتال حالياً في إطار اللواء 101 مشاة، والتي ستعمل على تغيير المعادلة العسكرية لجبهات شمال اليمن الممتدة من صعدة إلى صنعاء، مروراً بمنطقة حرف سفيان بمحافظة عمران. وحول ما يجري من مواجهات في مديرية المطمة القريبة من عمران بين أبناء المديرية والميليشيات، أكد جبران أن جميع مديريات الجوف على موعد مع انتفاضة مسلحة في وجه الميليشيات، التي تمارس في أبناء تلك المناطق الخاضعة لسيطرتها شتى أنواع الانتهاكات، وفرض الأتاوات، ونهب الممتلكات. وفي جبهة المصلوب، أكدت مصادر ميدانية تمكن قوات الجيش من صد هجوم للميليشيات على مواقعهم في الزرقة والسداح، مخلِّفةً عدداً من القتلى والجرحى في صفوفهم. وفي صعدة، واصلت قوات الجيش توغلها في مديرية باقم، وتمكنت من السيطرة على السلسلة الجبلية المطلة على آل صبحان ومركز المديرية، بعد السيطرة على سلسلة التباب السوداء والشعير، وفرضت سيطرتها على مناطق عدة، وسط فرار عناصر الميليشيات من مواقعهم. وأكد مصدر ميداني اشتراك وحدات وكتائب من قوات التدخل السريع للجيش السعودي في العمليات الأخيرة، إلى جانب وحدات القناصين، وأخرى من قوات النخبة اليمنية، معززة بعشرات الآليات العسكرية الحديثة، وبإسناد جوي واسع من مقاتلات التحالف، التي استهدفت مواقع الميليشيات في مديريات باقم وكتاف والظاهر وشدا وسحار. وفي جبهة الساحل الغربي لتعز، تمكنت قوات الجيش، مسنودة بمقاتلات التحالف، من السيطرة على مناطق جديدة في محيط معسكر خالد بن الوليد في مديرية موزع، وتقدمت إلى موقع منطقة العشرية، وقامت بعزل الكتيبة 48 التابعة لمعسكر خالد المتمركزة على بعد كيلومترين شمال غرب المعسكر، كما تم استكمال تطهير منطقة وادي المغيبر في جنوب موزع. يأتي ذلك فيما تواصل مقاتلات التحالف تمشيط المعسكر ومحيطه بسلسلة من الغارات، بمشاركة طيران الأباتشي، التي مكنت قوات الجيش من السيطرة على مدرسة الشيخ السراجي في محيط معسكر خالد من جهة جبل النار، ما يعزز معركة استكمال تحرير المعسكر. من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري في المخاء تمكن الدفاعات الجوية للتحالف من التصدي لثمانية صواريخ باليستية، أطلقتها الميليشيات باتجاه المدينة، مساء الإثنين وصباح أمس، وتم تدميرها في الجو. وفي الحديدة، واصلت مقاتلات التحالف غاراتها على مواقع الميليشيات على امتداد الساحل الواقع بين المخاء جنوباً وميدي شمالاً، مستهدفة أيضاً مواقعهم في جزيرة كمران المحاصرة في البحر الأحمر. وفي صنعاء، عاودت مقاتلات التحالف قصفها لمواقع الميليشيات في محيط المدينة، مستهدفة تعزيزات ومخزن أسلحة للميليشيات في موقع الفرقة الأولى مدرع سابقاً في شمال المدينة، والخط الرابط بين صنعاء ومأرب، خلّفت 10 قتلى وعدداً من الجرحى في أوساط الميليشيات. وكانت المقاومة في صنعاء أكدت قدرة قوات الجيش والمقاومة في نهم وأرحب على استهداف جميع مواقع الميليشيات داخل العاصمة صنعاء، لكنها حريصة على حياة المدنيين القاطنين بالقرب من تلك الأهداف والمعسكرات، الذين تتمنى منهم المقاومة مغادرتها قبل بدء استهدافها. من جهة أخرى، تجددت المواجهات بين مسلحين قبليين من قبائل بني حشيش من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى في منطقة صرف شمال العاصمة، على خلفية المواجهات السابقة بين الجانبين، بسبب سعي الميليشيات للسيطرة على أراضٍ في المنطقة. وفي حجة، أكدت مصادر ميدانية وصول خبراء من سورية وإيران ولبنان إلى مديرية عبس القريبة من جبهتي ميدي وحرض، للأشراف على عمليات الميليشيات الانقلابية، التي تكبدت أخيراً خسائر كبيرة، وتلقت هزيمة نكراء على يد قوات الشرعية في ميدي. يأتي ذلك فيما واصلت مقاتلات التحالف تمشيط المناطق المحيطة بميدي وحرض من جهة الصحراء الغربية والجنوبية، واستهدفت دوريات وعربات محملة بعناصر الميليشيات كانت في طريقها نحو جنوب غرب مدينة ميدي باتجاه الساحل، ما أدى إلى تدميرها ومصرع وإصابة من كانوا على متنها، كما شنت مقاتلات التحالف غارات مماثلة على تعزيزات للميليشيات في الطريق الرابط بين مدينة النقوب ومفرق الحمى بمديرية بيحان في شبوة.
مشاركة :