هولاند يحذر من معركة رئاسة بين اليمين واليسار المتطرفين

  • 4/19/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المنتهية ولايته والذي لم يترشح لولاية ثانية عن الحزب الاشتراكي الحاكم تحذيرا من مخاطر أن تتمخض الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية المقررة يوم الأحد المقبل عن فوز مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان مقابل مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، وصعود الاثنين إلى الدورة الثانية المزمع تنظيمها في الأسبوع الأول من مايو (أيار) المقبل، مما يعني أن فرنسا ستفقد وسطيتها وتوجهاتها الأوروبية التي اعتادت عليها. وقال متحدثا بمناسبة إحياء ذكرى معركة جرت خلال الحرب العالمية الأولى: «اليوم وقد تمكنت أوروبا من تحصيننا من الحرب والنزاعات، دعونا نحافظ عليها بدل أن نجعل منها كبش فداء لإخفاقاتنا»، مضيفا أن مثل هذا الاحتمال سيكون سيئا بالنسبة لأوروبا. المرشح الجمهوري فرنسوا فيون يأمل في انتصار «يفاجئ الأوساط السياسية». وعمد فيون إلى تكثيف نشاطاته خلال عطلة نهاية الأسبوع، متوجها إلى الناخبين المسيحيين والمحافظين. وهو أكد يقينه بأنه «سيكون في الدورة الثانية»، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية. وعقد فيون عصر الاثنين تجمعا لمؤيديه في نيس (جنوب شرق)، واعدا بـ«الأمن للجميع وأينما كان». وقال: «الحملة كانت قاسية. وخصومي من جميع الجهات لم يبحثوا سوى عن شيء واحد وهو هزيمتي بدلا من النقاش». وتابع: «فاجأتهم مرة خلال الانتخابات التمهيدية، وسنفاجئهم مرة ثانية خلال الانتخابات الرئاسية». وقضى فيون شهرين للنهوض قليلا من الفضيحة التي طاولته في نهاية يناير (كانون الثاني) مع الكشف عن وظائف وهمية استفادت منها زوجته بينيلوبي واثنان من أولاده، وقد وجهت التهمة رسميا إليه باختلاس أموال عامة. وشكلت هذه القضية ضربة قوية لحملته وجعلته يحد من تنقلاته وتجمعاته، غير أنه عمد منذ أسبوع إلى تكثيف المهرجانات الانتخابية من جديد. استطلاعات الرأي ما زالت تبين تقلّص الفارق بين المرشحين البارزين، ماكرون ولوبان، لكن لا تزال نسبة المترددين كبيرة بين الناخبين. وقال ماكرون مرشح حركة «إلى الأمام» (آن مارش) خلال أكبر تجمع انتخابي في حملته بعد ظهر الاثنين في قاعة تتسع لعشرين ألف شخص بالقرب من وزارة الاقتصاد التي ترأسها على مدى عامين قبل خروجه من الحكومة الاشتراكية لخوض السباق الانتخابي: «الأحد سنفوز، وسيكون ذلك بداية لفرنسا جديدة». ودافع ماكرون عن فرنسا «مفتوحة وواثقة (...)» يريد أن يعيد إليها «تفاؤلها»، مدافعا عن تسلّم «جيل جديد المسؤوليات». يمثل ماكرون نموذج الطبقة الفرنسية المثقفة، وهو موظف كبير سابق في الدولة تخرج من معاهد النخب ثم عمل مصرفي أعمال، ودخل السياسة عام 2012 مستشارا للرئيس هولاند. ماكرون البالغ من العمر 39 عاما والذي يحدد موقعه بأنه «ليس من اليمين ولا من اليسار»، واحد من أبرز المرشحين وقد تعهد بـ«تغيير البرمجيات» في مشهد سياسي عاجز عن تجديد نفسه. وكان ماكرون قال الأحد إنه منخرط في عملية «شفافية» تحسّباً «لمعلومات كاذبة» قد تصدر بحقه. ونفى الوزير السابق أن يكون تلقى إرثاً بملايين اليورو من صديق له توفي في الخريف، وقام بتفصيل أرباحه ومصاريفه للفترة ما بين 2009 و2014. وقال إنه أنفق 700 ألف يورو في تلك الفترة. وهذه قد تقلص من فرصه لصالح اليساري ميلانشون، وهذا مما كان يحذر منه هولاند. واستفاد ماكرون من المتاعب التي واجهها فيون وحظي بدعم شخصيات أساسية مثل السياسي الوسطي فرنسوا بايرو، مسجلا تصاعدا تدريجيا في استطلاعات الرأي. وباتت مطروحة فرضية انتقاله إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 7 مايو، ليواجه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان. من جهتها ألقت مارين لوبان مساء الاثنين خطابا هجوميا في قاعة كبيرة للحفلات في باريس. وقالت: «الفرنسيون لديهم حقوق في وطنهم» وسط هتافات «نحن في بلادنا!». وأعادت تأكيد عزمها على «إنهاء اتفاقات شنغن» حول حرية تنقل الأشخاص في عدة دول أوروبية، وهي اتفاقيات «جعلت بلادنا محطة لجميع حركات الهجرة في العالم». وفي حال انتخابها، أعلنت نيتها بأن تطلب قرارا «بتعليق الهجرة القانونية» من أجل «وقف هذا الجنون». وتمّت عرقلة خطابها بسبب ناشطتين في حركة «فيمن» سارعت قوات الأمن إلى اقتيادهما خارجا، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية. وقد حصلت صدامات وجيزة بين نشطاء مكافحة حركة «فيمن» وقوات الأمن على هامش التجمع. كما تقيم لوبان مهرجانا انتخابيا كبيرا اليوم الأربعاء في مرسيليا (جنوب شرق) حيث يتوقع أن تجري أيضا مظاهرات مضادة. وإزاء صعود جان لوك ميلانشون وفرنسوا فيون مؤخرا وتقلص الفارق بينهما وبين المرشحين الأبرزين، تأمل زعيمة حزب الجبهة الوطنية في تحقيق اندفاعة في ا

مشاركة :