محمد بن مبارك: "مذكرات البحارنة" تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ البحرين... ووزير الخارجية لـ "الوسط": دبلوماسيّاً هو مدرسة وأستاذ

  • 4/19/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في عطاء فكري لم ينقطع، خرج للنور المؤلَّف الثامن لأول سفير بحريني في مصر تقي محمد البحارنة، والموسوم بـ "مذكرات سفير البحرين والخليج العربي في عهد الاستقلال". وفي الأمسية التي تصدّرها حضور نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، والمنظمة من قبل وزارة الخارجية مساء أمس الثلثاء (18 أبريل/ نيسان 2017)، قال سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة: "إن المذكرات التي سطّرها الأخ والصديق تقي البحارنة والتي تروي تفاصيل مهمته الدبلوماسية والاجتماعية ولقاءاته الرسمية وغير الرسمية تؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ البحرين الحديث وبداية إقامة علاقاتها الدبلوماسية في محيطها العربي ومع دول العالم". إلى ذلك، عبّر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة لـ "الوسط"، عن البحارنة بـ "المدرسة والأستاذ في العمل الدبلوماسي".بحضور متنوع تصدره محمد بن مبارك وقع كتابه الثامن... وترقبٌ للمزيدتقي البحارنة موثقاً مذكراته كسفير: كنت صريحاً وكتبت ما لا يعجبني...ووزير الخارجية لـ «الوسط»: دبلوماسيّاً هو مدرسة وأستاذ المنامة - محمد العلوي في عطاء فكري لم ينقطع، خرج للنور المؤلف الثامن لأول سفير بحريني في مصر تقي محمد البحارنة، والموسوم بـ(مذكرات سفير البحرين والخليج العربي في عهد الاستقلال). وفي الأمسية التي تصدرها حضور نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، والمنظمة من قبل وزارة الخارجية مساء أمس الثلثاء (18 أبريل/ نيسان 2017)، عبر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة لـ «الوسط»، عن البحارنة بالمدرسة والأستاذ في العمل الدبلوماسي. وأضاف الوزير «أتحدث عنه كدبلوماسي بدأ من أقل درجة، تحديداً من سكرتير ثالث ثم صعد السلم، وفي كل مرحلة أسمع على الدوام في الوزارة من يستشهد بكلام قاله الأستاذ تقي البحارنة في العمل الدبلوماسي أو شيء حدث في فترة وجوده في القاهرة، فهو مدرسة بحق وحقيقة وهو أستاذ ومعلم وألف وقدم الكثير من المؤلفات ليس فقط في المجال الدبلوماسي بل في الأدب والشعر، وحقيقة هو رجل بحريني أصيل بكل معنى الكلمة بروحه المتعلمة والمثقفة». وتعليقاً على دلالة الحضور رفيع المستوى، قال وزير الخارجية: «الدلالة هو تقدير للأستاذ تقي البحارنة، فرعاية سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، هي محل اعتزاز، وهي دلالة أيضاً على من هو شعب البحرين، شعب ثقافة وشعب علم وشعب تسامح». البحارنة: لم أتم الجامعة ومع تقي البحارنة، كانت لـ «الوسط» وقفة خلال التوقيع الذي احتضنه متحف البحرين الوطني. تحدث فيها البحارنة بداية عن مشوار إنجاز الكتاب، وقال: «استغرق المشوار 6 شهور على الأقل في ترتيب الوثائق التي استلمتها، واستخراجها من الملفات القديمة والتنسيق بين هذه الوثائق والمعلومات، وتطلب 6 شهور أخرى تنسيق الكتاب من حيث كتابته وملء فصوله، ونحو 3 شهور في الطبع والتصحيح، بما مجموعه سنة و3 شهور حتى رأى النور». وعن أهم ما تناوله الكتاب الموصوف من قبل وزير الخارجية بالوثيقة، والذي يعتبر أول استعراض وتوثيق لأول سفارة وأول سفير للبحرين في مصر (1971 - 1974) قال: «أولاً هناك شيء يتعلق بالبحرين وشيء يتعلق بالدول العربية وشيء يتعلق بالجامعة العربية وشيء يتعلق بالعلاقات مع جمهورية مصر وشيء يتعلق بطلاب البحرين ورابطة الطلبة وثم شيء يتعلق بالمؤتمرات الخارجية أي خارج مصر، وبالتالي فإن قيمة الكتاب هو في توثيقه لدخول البحرين أولاً في العهد الدبلوماسي المعترف به، ابتداءً من تأسيس وزارة الخارجية وتأسيس السفارة في مصر التي تبعتها بقية السفارات». وأضاف «كتبت حول طريقة إنشاء سفارة من الصفر، وهو ما يختلف عن سفير يأتي لسفارة جاهزة بالموظفين والمكاتب والسيارات، بينما أنا بدأت من الصفر، بما يعني تأسيساً للدبلوماسية البحرينية من الصفر، وشمل ذلك حتى منزل السفير وقد كتبت في ذلك حتى على مستوى الملاعق والكنبات التي كنت أشتريها بنفسي، ولم يكن لي معين وقتها». وفي الحديث عن توثيق السير بين تحدي الأمانة الذي قد ينتهي ببعض المعلومات لمرحلة الحرج، وتحدي إخفاء بعض المعلومات، قال البحارنة وهو يتحدث عن تجربته: «أنا كنت صريحاً، وقبل تأليفي للكتاب عرضت الفكرة على سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة باعتباره الوزير في عهدي، فقال لي بعد هذه السنوات لا وجود لأسرار، وحين سألته هل هناك خطوط حمراء كان رده بـ(لا)، وبالتالي كتبت الكتاب بصراحة والمواقف التي لم تعجبني أيضاً ذكرتها والمواقف التي تعجبني أيضاً ذكرتها». وأضاف «هذا يعني أنني كنت أميناً على هذه المرحلة والدليل أنني حين أذكر أي سفارة أو أي زيارة أو أي حديث مع مسئول مصري، أضع التاريخ واليوم، وأضع الكلام المسجل نفسه في ذلك العهد، وبصراحة كنت أدون ما دار». ورداً على الدعوة الموجهة للبحارنة بتقديم المزيد من مؤلفات سيرته الممتدة، قال: «إن شاء الله، لكنني بحاجة لالتقاط أنفاسي، ولاسيما أنني أكتب في الصحف وهو ما يتطلب جهداً أيضاً، وكل موضوع يأتي في رأسي أكتب له عنواناً ومن ثم أتفحص أي العناوين أصلح». وعن المشروع المقبل، قال: «تأتيني أفكار كثيرة، لكني حالياً لدي أشعار جديدة لم تنشر، وأفكر أن أنشر المقالات في كتاب، وهذا ما هو ظاهر والبقية أتمنى أن أتمكن من العمل عليها». وتعليقاً على ما عبر عنه المتحدثون في الأمسية من ثراء للبحارنة في مجالات عدة، قال: «السبب الرئيسي هو أنني أقرأ عن الشيء، فأنا لم أتمم الجامعة لأن والدي أمسكني في البحرين لكي أساعده»، مضيفاً «تمكن أخي حسين من اتمام الحقوق وكان اذا اتم سنته الأولى يأتي بالكتب في المجلس الذي أنا فيه ويذهب للسنة الثانية. كنت أدرس الكتب التي يأتي بها وكانت في القانون والاقتصاد السياسي وفي الشريعة». وتابع «كذلك الامر يعود لقراءات متعددة، فأنا دائم القراءة لكتاب الله وأحاول أن أتبين المعاني التي لم تتطرق اليها التفسيرات الأخرى، والتأمل والاستكشاف، لهذا كتبت بعض الأبحاث الاسلامية في الصحف، واذا جئنا للتجارة والاقتصاد فالقراءة والممارسة كانت حاضرة أيضاً، حيث توجهت لمؤتمرات وندوات ودراسات ومارست في غرفة تجارة وصناعة البحرين أعمال البحث والاداراة وشاركت في تأسيس شركات...». وعلى رغم نجاحه التجاري، كان الشغف موجهاً في أبرزه للعلم. يعلق على ذلك البحارنة «قيمة الانسان بفكره وثقافته وقيمته بسلوكه الفكري والعملي، أما التجارة فلا أفضل من بيت الشعر: (أما وإن المال غادٍ ورائح... ويبقى من المال الأحاديث والذكرى)». الصالح: ننتظر المزيد بدوره، قال رئيس مجلس الشورى علي الصالح في تصريح لـ «الوسط»، إن تقي البحارنة جمع الكل في واحد، حيث جمع الكثير من المواهب في شخصه، فهو رجل أعمال ورجل سياسة ورجل فن ورجل أدب وشاعر كبير في الوقت نفسه، مضيفاً «في الحقيقة فإن من الندرة أن تجتمع هذه الأشياء في شخص واحد، ولذلك جاء الكتاب وكتبه الأخرى التي تحفظ الذاكرة للأجيال القادمة التي لا تعرف الكثير عن تاريخنا وأنا أعتقد أنه بحاجة لاكثر من كتاب لتوثيق مسيرته التي مر عليها أكثر من 70 سنة، لأنه بدأ صغيراً وتحمل المسئولية صغيراً وأعطى في كل مجال ناداه لكي يعطيه فيه». وفيما يتعلق بقيمة الكتاب الجديد للبحارنة، قال الصالح: «نتحدث عن كتاب يوثق لفترة فجر الاستقلال في أوائل السبعينات، وكان البحارنة أول سفير في جمهورية مصر العربية وأول مندوب في الجامعة العربية، ووقتها كانت مصر تلعب دوراً كبيراً في المنطقة لذلك كان اختياره من قبل المرحوم الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، يحمل مغزى كبيراً، والكتاب وثق لتجارب تلك الفترة، وهنا بالتحديد تتركز قيمة الكتاب بشكل كبير». المحامي رضي: البحارنة مرتكز وطني وفي الحديث عن سيرة تقي البحارنة، كان من بين الحضور المتنوع المحامي حسن رضي، والذي قال في حديثه إلى «الوسط»: «إذا تحدثت عن تقي البحارنة فإني أتحدث عن صديق عزيز، فبالتالي قد تغلبني العاطفة وأنا أتكلم بحكم العلاقة الاخوية الوثيقة بيننا. كشخص اذا عرفته تعرف لماذا هذا الثراء في جميع المجالات، فهو ثري في كل شيء، ثري في الوطنية وثري في العطاء، وأقل ثرائه هو في الثروة المادية فهو ليس من الطامعين في المال. هو مثالي في تجارته وبحثه عن الربح المادي، لكنه منطلق في الطمع في الأشياء الأخرى، وأقصد بها في إنسانيته وفي وطنيته، فهو آخذ ومعطٍ في مجال الأدب وفي مجال السياسة وفي مجال الفكر». وأضاف «نحن نعرف تاريخه الدبلوماسي كجزء مهم من حياته، لكنني أقول إذا عرفته عرفت لماذا كل هذا الثراء، فهو الانسان كريم الخلق وكريم في عطائه وهو المتواضع في التعامل الى درجة لا تتصورها، هو الهادئ في تعبيره وفي قوله وهو المتسامح وهو القابل للآخر وهو السامع لوجهات نظر غيره، وربما ما لم يقل عنه أكثر مما قيل من نبله وأخلاقه وثقافته الواسعة ومن تواضعه الجم ومن اخلاصه الوطني ومن توازنه في أفكاره وهذا شيء يسجل له في التوازن وفي احترام الآخر». وفي التعليق على ما يوحيه تنوع الحضور، الرسمي والأهلي، قال رضي: «هو شهادة له بأنه فعلاً مصداق لما أقول، شخصية متوازنة تحترم الرأي الآخر بكل ما تحمل كلمة الديمقراطية من معنى، له رأيه ولكنه يسمع رأي الآخر ويحترمه ويقدره ويزنه ولا ينكر على أحد الرأي، وهو صديق للجميع». تموضع لافت اتخذه البحارنة، حتى عبر عنه المحامي حسن رضي بـ «المرتكز والرمز الوطني»، وأضاف «الجميع يحبه لأنه وطني فقط، يخلو من التعصب الديني والطائفي والأيديولوجي، طاهر من كل هذه الأنواع من التعصب، ولذلك يحبه الجميع». وبشأن توثيق السير، قال: «لم أطلع بعد على الكتاب، لكن التوثيق هو تسجيل للتاريخ وهو واجب على من يستطيع أن يدونه لانه حق للأمة وللشعب وللناس، فمن لديه جزء من هذا الحق عليه أن يعطيه للناس، ووقائع تاريخية من قبيل ما هو مسجل في الكتاب وأنا أشاهد العناوين هو حق للناس، وتقي البحارنة ممن يعطي أصحاب الحق حقهم في هذا المجال»، معبراً عن أمله وثقته في قدرة البحارنة على تقديم المزيد من عطائه الفكري. وخلال الأمسية تحدث كل من السفير محمد نعمان جلال، فقال ممتدحاً دبلوماسية البحارنة: «السفير تقي البحارنة عرف كيف يعمل دبلوماسياً، انه سفير متعدد المواهب والأبعاد، ولم يكن سفيراً تقليديّاً، أما كتاباته فقد تحدث فيها عن الزيارات التي كان يقوم بها جلالة الملك حين كان وليّاً للعهد لمصر بما يعكس عمق العلاقات المصرية البحرينية ويوثق لها». واختتم مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي منصور سرحان، قائمة المتحدثين في الأمسية، حين قال: «إن تاريخ البحرين المعاصر يرتبط ارتباطاً مباشراً بشخصية الأستاذ تقي البحارنة، حيث لعب دوراً محوريّاً في مجال الفكر والثقافة في تاريخ البحرين الحديث، بدءاً من خمسينيات القرن العشرين حتى يومنا، وهو كثير العطاء وهو ما تشهد عليه مقالاته الصحافية والتي اتخذت طابعاً وطنيّاً». وأضاف «المتتبع لشخصية البحارنة، تستوقفه 4 محطات تغطي جوانب من شخصيته، وتشمل عمله في التجارة بوصفه رجل أعمال ناجحاً، ومن ذلك كان دوره البارز على صعيد الحركة الاقتصادية في البحرين، حيث شارك منذ العام 1958 في أنشطة غرفة تجارة وصناعة البحرين وفي 1960 انتخب أميناً عاماً لاتحاد غرف التجارة وصناعة الموانئ في الخليج العربي، أما المحطة الثانية فتتركز في عمله الوطني والدبلوماسي، حيث تمخضت جهوده وجهود غيره منذ الخمسينيات في وضع أول قانون للعمل والعمال اصدر 1957، إلى جانب عضويته في مجلس الشورى في 1992 وفي العام 2000 جاء تعيينه من قبل جلالة الملك عضواً في لجنة ميثاق العمل الوطني». وتابع «المحطة الثالثة هي في ارتباطه بنادي العروبة، حيث ظل وفيّاً لهذه المؤسسة الوطنية والثقافية فأصدر في 1990 كتاباً وثق التاريخ العريق للنادي في الفترة من 1939 - 1989 وبذلك سد فراغاً لتوثيق الحركة الثقافية والأدبية في البحرين، أما رابعاً فهي مساهماته على صعيد الحركة الفكرية والأدبية».

مشاركة :