يواصل طلاب جامعة نورث ويسترن، في قطر، استكمال برنامج التدريب العملي الممتد على مدار 10 أسابيع في عدد من المؤسسات المرموقة المتخصصة في مجالات الصحافة والإعلام والعلاقات العامة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والمنطقة. وعن هذا البرنامج، يقول إيفيرت دينيس، عميد جامعة نورث ويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي: «يتيح برنامج التدريب العملي لطلاب قسم الصحافة والاتصال الاستراتيجي بالجامعة فرصة حقيقية لتعلّم مهارات عملية ودروس حياتية لا يمكن تعلمها إلا من خلال الانخراط في بيئة تتسم بكثرة الضغوط والإيقاع السريع». وفيما يلي يشاطرنا بعض طلاب الجامعة، الذين يخوضون تدريبات عملية في مؤسسات إخبارية مرموقة في نيويورك وواشنطن، تجاربهم في هذه المؤسسات ومدى الفارق بين الفصول الدراسية وغرف الأخبار. بناء قاعدة للمصادر تعلمت أنزيش العديد من الدروس القيّمة خلال عملها في «يو أوس نيوز & وورلد ريبورت»، على صعيد بناء قاعدة للمصادر وتتبع خيوط القصة من جانب، والمثابرة من جانب آخر. تقول أنزيس أن تعلّم بناء قاعدة للمصادر وتتبع الخيوط جعلها متابعة دائمة لموقع تويتر: «أتفقد الوسوم لأرى إن كان ثمة شيء يمكنني الكتابة عنه، فالعديد من الأخبار مبنية على وسائل التواصل الاجتماعي». وعن المثابرة توضح أنزيش أنها اكتشفت أن رفض بعض الأشخاص الحديث للصحافي الذي يضطر للانتظار أياماً عدة حتى يصله الرد، هو مؤشر في عالم الصحافة يوحي أن ثمة قصة وراء هذا الأمر يمكن الكتابة عنها. عملت أنزيش في ثلاثة أقسام في «يو أوس نيوز & وورلد ريبورت» هي: «العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات»، و»الرعاية الصحية في المستقبل»، و»الأخبار». كما كتبت عن غلق مطاعم واشنطن العاصمة تضامناً مع الاحتجاجات المؤيدة للهجرة حول الولايات المتحدة، ونشرت مقالات أخرى حول حقوق الإنسان والمسؤولين الذين عيّنهم ترامب. وفيما يلي رابط لإحدى مقالاتها: “Washington Restaurants Close for ‹A Day Without Immigrants›”. تطوير المهارات الكتابية تمثل «فايس نيوز» المكان الأمثل لحبية عباس، التي تنتظم في برنامج الكتابة للمجلات في جامعة نورثويسترن في قطر، إذ تمنحها فايس نيوز -وهي مؤسسة إعلامية مرموقة كائنة في بروكلين بنيويورك- فرصة لتطوير مهاراتها الكتابية المتعلقة بشق التحقيقات الصحفية، وتكفل لها الغوص في أعماق القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، لا سيما في الشرق الأوسط. وبوصول حبيبة إلى «فايس نيوز»، انخرطت في مساعدة مجموعة من الزملاء، في كتابة عدد من الموضوعات البحثية، كما اضطلعت بمهمة إعداد نص لمراسل كان يقوم بتغطية مباشرة على الهواء لإذاعة «فايس نيوز» حول إضراب 8 مارس «يوم بلا نساء». كما كتبت ونشرت مقالاً بعنوان: “A Critical Point in Our History: 20 Million People on the Brink of Famine as Trump Prepares Major Cuts to UN Aid”. وبرغم أن حبيبة تلقت توجيهات عديدة من المحررين، إلا أنها تفاجأت من حجم الاستقلالية التي تمتعت بها، وتقول: «لقد اعتدت على وجود أساتذة يوجهونني إلى ما ينبغي فعله، وإلزامي بالمواعيد النهائية، وما إلى ذلك، ولكن في «فايس نيوز» كان عليَّ أن أختار ما أريد فعله، ومتى وكيف سأنفذه، وهذا أمر رائع للغاية». مهام مختلفة للمؤسسات الصحافية يعد بوليتزر لتغطية الأزمات مركزاً غير ربحي، مهتماً بنشر ودعم التقارير الصحافية التي تسلط الضوء على قضايا لا تلقى اهتماماً كافياً. وفي هذا المركز، اضطلعت إفاث سيد بمسؤوليات عدة، منها إدارة حسابات المركز على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتابة موضوعات تعليمية، والمساعدة في التخطيط لفعاليات الطلاب المهتمين بالصحافة، والمساهمة بالكتابة في كتب إلكترونية، وفي كتابة المنشورات التي ينشرها المركز على مدونته حول أنشطته. وخلال عمل إفاث بالمركز، اعتادت على التعامل مع «الأمور اللوجيستية.. وتقديم المساعدة لأقسام مختلفة في مؤسسة ما»، تقول إفاث: «إن المؤسسات الصحافية يمكنها أداء مهام كثيرة للغاية.. وهذا ما يتميز به مركز بوليتزر». كما تولت إفاث مسؤولية العمل على مهام كبيرة أيضاً، إذ تعاونت مع زميل متدرب على إنتاج مقطع فيديو يوثق أهمية مقابر العبيد في الولايات المتحدة، وهو الموضوع الذي أهمل طويلاً، كما تقدمت للحصول على منحة زمالة مركز طلابي، لكتابة مقال عن أزمة طفل لاجئ في ماليزيا، وتناولته من الناحية التعليمية والصحة الذهنية. وعن وجودها في المركز، قالت إفاث إنها شعرت وكأنه بيتها، لأنه «يتناول قضايا أهتم بها حقاً، مثل حقوق المرأة والمهمشين، وغيرهم.. إن قيمي تتماشى مع قيم مركز بوليتزر». الارتقاء بالوضع المهني لم تستغرق جوون تشوي وقتًا طويلًا حتى تتأقلم مع بيئة العمل في «يو اس ايه توداي». وتشير جوون إلى أن الخبرة الجامعية تختلف عن بيئة العمل، ففي الجامعة تتلقى توجيهاً وإشرافاً، أما في «يو اس ايه توداي» فالعمل لا ينتظرك، بل أنت من يجب أن تسعى إليه»، هذا يعني أنه يمكنك الانتهاء من كتابة موضوع خبري في يوم واحد. تأقلمت جوون مع أجواء الصحيفة، واستطاعت أن تكتب كل أسبوع مقالين أو ثلاثة حول عدد كبير من الموضوعات، حتى أن إحدى المقالات التي كتبتها صارت مقالتها المفضلة على المستوى الشخصي وتحمل عنوان “Want to Get Ahead at Work? It Can Pay to be Funny” ، وفيها تتناول قدرة الدُعابة على الارتقاء بالوضع المهني للشخص في بيئة العمل. كما كتبت مقالة أخرى حول أولياء الأمور وتغذية الطفل، شاركها أكثر من 30 ألف مشترك على موقع فيسبوك. وبفضل برنامج التدريب العملي، تعلّمت جوون كما تقول: «تقبل جهلي بشيء ما، وقلّ خجلي حيال طرح الأسئلة». وهي النقطة التي أشارت جوون إلى أنها كانت مهمة للغاية عندما كانت تتحدث مع باحث عن موضوع الأعاصير. نصائح سديدة تخيّل أنك طالب كُلّفت بمهمة صحافية هي الأولى لك، وأثناء عملك عليها تتلقى تهديدًا بمقاضاتك قانونياً، هذا ما حدث لجيا ناكفي التي تتدرب في «واشنطن بوست»، كانت جيا تسعى للحصول على تعليق على موضوع كُلّفت بتغطيته، فهدَّدها أحد العاملين بمؤسسة دولية عملاقة باتخاذ إجراء قضائي ضدها وضد الصحيفة، لكن محرِّر الأخبار المسؤول عنها أخبرها ألا تخشى هذا التهديد وتستكمل تغطيتها، تقول جيا واصفة تعامل المحرِّر «هذه هي التي يمكن تسميتها نصائح سديدة، يجب على الصحافي ألا ييأس حتى يحصل على تعليق من الشخص المُراد». وتابعت أنه منذ اليوم الأول من التحاقها، قام المحرِّرون بتكليفها بتغطية خبر صحافي قبل أن يزودوها بتفاصيل الدخول على البريد الإلكتروني، وقد كتبت جيا مقالات عن الأطفال والمراهقين والتلوث والتغيّر المناخي والمواد الأفيونية والتبغ. ورغم حبها للعمل المستقل، وصفت جيا فريق «واشنطن بوست» المسؤولين عن تغطية مواضيع الصحة والبيئة بأنهم «عائلة سعيدة، فجميعهم قريب من الآخر، ويمكن الوصول بسهولة للصحافيين والمحرِّرين وسؤالهم عن أي شيء، إنها بيئة ودودة للغاية»، تخطِّط جيا أن تعمل بعد التخرّج في الصحافة المصورة والصحافة المتخصصة في الصحة والعلوم أو كليهما. يمكنكم قراءة موضوع “A Mysterious Medical Condition Gets a Name — and a Genetic Link to Deafness,” الذي كتبته جيا عبر مدونة «واشنطن بوست» المعروفة بـ To Your Health.;
مشاركة :