خدعوك فقالوا إن تفكيرك في نفسك "أنانية"

  • 4/19/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

فيه شيء في علم النفس الحديث اسمه "الصحة النفسية"، حاجة كدة زي الصحة البدنية، في الصحة النفسية بيقول لك لازم تكون مطمّن على صحتك النفسية من الأمراض النفسية اللي ممكن تتسلل وتنمو بداخلك مع مرور الأيام والشهور والزمن، ومن ثم تنعكس على كل شيء في حياتك بالسلب. خدعوك فقالوا إن تفكيرك في نفسك "أنانية" اهتمامك بنفسك في حد ذاته شكل من أشكال "الصحة النفسية"، زي ما السيارة بتحتاج زيت أو بنزين كل فترة علشان تكمل، زي ما النباتات بتحتاج الشمس علشان تكبر وتنمو، زي ما الناس بتاكل وتشرب علشان تكمل وتعيش، في الصحة النفسية أنت محتاج حاجات كتير علشان تطمن إنك في مأمن من الأمراض النفسية ونموها وتكاثرها فيك. 1- تفكيرك في نفسك أول شيء مهم في تحقيق "الصحة النفسية"، لازم تشبع نفسك بالهدوء ومخالطة "الأصحاء نفسياً"، أو بمعنى أدق مَن يتمتعون بصحة نفسية جيدة، اهتمامك بسلامة صدرك من متطلبات تحقيق الصحة النفسية، اعتيادك على التسامح الداخلي بينك وبين نفسك من متطلبات تحقيق الصحة النفسية، ترويحك عن نفسك بالخروج للأماكن الطبيعية أو سماع الموسيقى الهادئة أو الأناشيد الدينية والروحانية أو القرآن الكريم مع شيخ بتحب صوته من متطلبات تحقيق الصحة النفسية عندك. 2- طريقة تفكيرك ليها دور غير مباشر في سلامة صحتك النفسية، دراسات كتير صدرت في العشر سنوات الماضية بتربط جداً بين طريقة تفكيرك وكل شيء تقريباً، العلاقة طردية بين صحتك النفسية وطريقة تفكيرك، لو تفكيرك مشبع بالأفكار السلبية فهذا قد يشير إلى ارتفاع مستويات تشبع نفسيتك بالطاقة السلبية، لو كل حاجة بتاخدها بمنظور سلبي فده خطر على صحتك النفسية، معتقداتك وأفكارك عن كل شيء حولك لازم تراجعها من جديد وتطمن إنها أفكار إن لم تكن إيجابية فعلى الأقل لا تكون سلبية. 3- تقليل العلاقات من حولك أصبح شيئاً جيداً في تحقيق صحتك النفسية، اكتفاؤك بصديق أو اثنين أو ثلاثة من النوع الجيد المخلص الأمين الخلوق شيء رائع ومطمئن. 4- بُعدك عن السوشيال ميديا وتقليل عدد ساعاتك عليه من متطلبات الصحة النفسية، التوازن مطلوب في كل شيء، ساعة واحدة تقريباً في اليوم أو أقل ممتازة في الحفاظ على صحتك النفسية، لا تصدق أنها وسائل تواصل اجتماعي، إنها وسائل تمزيق اجتماعي مع احترامي لروادها ومَن فيها من مشاهير رائعين. في دراسة نشرت على صحيفة الإندبندنت البريطانية فإن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي قد يعرضك للإصابة بـ"التوحد" على المدى البعيد، الدراسة كانت تسلط الضوء أكثر على الأطفال والمراهقين وحتى سن الـ18 عاماً، رغم أنني لم أعد أرى فارقاً بين الصغير من الكبير في مخاطر هذا الأمر، وهذا بالنسبة لمدمني السوشيال ميديا والجلوس عليها، والتوحد في مفهومه البسيط هو شخص يعيش في عالم آخر غير العالم الواقعي، إنها تعزلك عن كل ما هو واقعي، تعزلك حتى عن علاقاتك بكافة أشكالها التي خدعوك فقالوا إنها وسائل تواصل اجتماعي، والدليل على ذلك انظر لنفسك وأنت تقضي الساعات على وسائل التواصل الاجتماعي دون أن تدخل في حوار مباشر ولو لخمس دقائق مع أحدهم، من متطلبات الصحة النفسية أن تقلل جداً من أحد ابتلاءات العصر الحديث التي مزقت العلاقات وأصابت الناس بالفتور والانعزالية. 5- لا تجبر نفسك على شيء أبداً واشترِ صحتك النفسية بكل الأثمان، إجبار نفسك على أي شيء يولد الكبت والقليل من القهر وبعضاً من الانهزامية وتقليل معدلات ثقتك بنفسك بداخلك، لا تجبر نفسك على أي شيء، الأصحاء نفسياً هم من يفعلون ذلك فهم لا يجبرون أنفسهم على أي شيء يرفضونه أو لا يحبونه ما لم يخالف دينك وعقيدتك. لقد ذهلت بعد مغادرتي للعالم العربي ففي الجانب الآخر من هذا العالم العربي لا يوجد إجبار في شيء ولا يستنكر الناس على بعضهم البعض شيئاً إلا ما ندر، إذا كنت في حفل ولا تريد أن تأكل فلا تأكل، إذا طلبوا منك الكلمة أو التعليق ولا تريد الحديث فلا تتحدث، إذا ذهبت لمكان ولم تشعر بالراحة وأردت مغادرته فغادره بكل يسر دون الخوف من عيون الحاضرين وتساؤلات المتطفلين. إذا ذهبت لمحل وظللت مع البائع نصف ساعة تسأله ولم ترغب في الشراء في النهاية فلا تشتري، إذا دعاك أحدهم للخروج أو لقاء أو موعد ولا تريد ذلك فقل لا أريد، يقولونها هكذا في أماكن كثيرة "it is easy.."، هذا سهل للغاية ولا توجد فيه مشكلة. دُمتم أصحاء نفسياً.. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :