لقد أنعم الله على بلادنا الطيبة بأن تكون منبع الإسلام ومهد النبوة وشعاع التوحيد، وهذا أكسبها وهجاً وصبغة دينية مكثفة تختلف عن البلدان الإسلامية الأخرى؛ لكن من المؤسف جداً أن يتم تحميل الجانب الديني لمعظم مشكلاتنا الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية. في دراسة حديثة نشرتها جريدة الحياة عن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) أن 67.8 % من السعوديين يرون أن الفساد المالي والإداري منتشر، فيما رأى 30.3 % منهم أن الفساد محدود، وأقل من 2% فقط قالوا إن الفساد غير موجود ولا أعرف أين تعيش الفئة الأخيرة!! المهم توصلت الدراسة التي قام بها الدكتور عثمان العامر وقدمها في ورقة عمل خلال ندوة تنمية الوازع الديني كوسيلة لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، وقد أُجريت العام الماضي، إلى أن أهم أسباب انتشار الفساد في المملكة ضعف الوازع الديني بنسبة 87.8 %، وهو منتشر بحسب الدراسة الآن أكثر منه سابقاً، ومتركز في المستويات الإدارية العليا الحكومية والوسطى أكثر منه في الدنيا. منذ أن خرجنا إلى الحياة وعبارة «ضعف الوازع الديني» جاهزة لتشخيص كل مشكلاتنا! لقد حمَّلناها أكثر مما تحتمل! نحن من أكثر الدول التي تأخذ أقوى جرعات من المواد الدينية ومع هذا ضعفها سببٌ في الفساد! ضعف الوازع الديني لم يستثنِ أحداً، فقد أصاب مختلف الفئات من القاضي والمسؤول الكبير وكاتب العدل إلى المعلمة والطالب والطفل! لنعيد حسابات التشخيص قبل أن نبدأ بالعلاج!!
مشاركة :