لوبن تعزف في حملة تعبئة على وتر الأمن والهوية والهجرة

  • 4/19/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - شددت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن المتراجعة بصورة طفيفة في استطلاعات الرأي، خطابها الأمني المعادي للهجرة، غداة إعلان إحباط مخطط لتنفيذ اعتداء جهادي في فرنسا قبل أربعة أيام من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية في فرنسا. وبعدما توقعت كل استطلاعات الرأي منذ أشهر أن تتأهل إلى الدورة الثانية، فإن المرشحة المناهضة للهجرة واليورو شهدت في الأيام الأخيرة تراجعا في استطلاعات الرأي على غرار الوسطي الموالي لأوروبا ايمانويل ماكرون وباتت نوايا التصويت بالنسبة إلى الاثنين في حدود 23 بالمئة. ويليهما بفارق غير كبير (20 بالمئة) المحافظ فرنسوا فيون الذي لا يزال يواجه متاعب قضائية ومرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون مستفيدين من دينامية مؤيدة. وينبئ كل ذلك بمعركة حامية خاصة أن نحو 30 بالمئة من الناخبين يؤكدون أنهم ما زالوا يجهلون لمن سيصوتون الأحد. ووسط هذا المناخ الملتبس، تراهن مارين لوبن على كل العناوين التي تشكل ركيزة لحزبها الجبهة الوطنية لإعادة تعبئة معسكرها، أي الهجرة والهوية والأمن. وقالت الأربعاء في مقابلة متلفزة قبل تجمع كبير في ميناء مرسيليا المتوسطي وهي مدينة حساسة حيال قضايا الهجرة، إن "الفرنسيين يشعرون بأن هويتهم وسيادتهم تنتزعان منهم". وصعدت لوبن (48 عاما) لهجتها منذ الاثنين عبر الدعوة إلى تعليق الهجرة القانونية، مكررة عزمها وضع حد لاتفاقات شنغن حول حرية تنقل الأفراد داخل الاتحاد الأوروبي. واعتبر خصمها ايمانويل ماكرون أن فكرة التعليق تهدف إلى "منحها دفعة جديدة في هذه الحملة الصعبة وتركيز الضوء عليها مجددا"، لكنه أكد أنها "غير قانونية وغير فاعلة في الوقت نفسه". وأضافت لوبن أنها لو كانت موجودة لما كان محمد مراح الذي أعلن نفسه مقاتلا في تنظيم القاعدة وقتل ثلاثة عسكريين في 2012 اضافة إلى ثلاثة أطفال ومدرس جميعهم يهود، و"لما كان أيضا ارهابيو باتاكلان وستاد دو فرانس المهاجرون" الذين قتلوا 130 شخصا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015. وقالت أيضا إن "الاجراءات التي أريد أن أطبقها لم تكن لتسمح لهؤلاء الأشخاص بأن يكونوا هنا على أراضينا ولا أحرارا". انعطافة نحو الأسس لكن صحيفة لوموند كتبت في افتتاحيتها "لا يحصل المرء على أصوات متكئا على الموتى. إنه بمثابة خط أحمر أخلاقي تجاوزته مارين لوبن لتوها". غير أن الشعار يبقى جذابا في بلاد روعتها سلسلة اعتداءات جهادية خلفت 238 قتيلا في 2015 و2016 وحيث الخطر الإرهابي يبقى "أكبر من أي وقت"، بحسب وزارة الداخلية. والثلاثاء، اعتقل في مرسيليا رجلان يشتبه بأنهما كانا يعدان لاعتداء جهادي "وشيك" في فرنسا مع ضبط كمية من الأسلحة تثير القلق في شقتهما بينها ثلاثة كيلوغرامات من المتفجرات والعديد من الأسلحة النارية. والمشتبه بهما كليمان بور (23 عاما) ومحيي الدين مرابط (29 عاما) سبق أن اعتقلا لارتباطهما بوقائع لا تمت بصلة بالإرهاب. ويتيح هجوم لوبن على جبهتي الهجرة والأمن تجنب موضوع الخروج من منطقة اليورو الذي أدرجته في برنامجها ولا يزال يثير خوف غالبية من الفرنسيين (72 بالمئة وفق استطلاع اخير). وقال المحلل جان ايف كامو المتخصص في شؤون الجبهة الوطنية "منذ تجمعها مساء الاثنين، هناك انعطافة نحو الأسس القديمة وخصوصا الهجرة لأن ناخبي الجبهة منقسمون أكثر مما يبدو بشأن الخروج من اليورو". لكن مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون حرص على طمأنة الرأي العام حيال هذا الأمر، بينما يركز في برنامجه على إعادة التفاوض حول المعاهدات الأوروبية مع بروكسل والخروج منها بناء على استفتاء إذا أخفقت المفاوضات. وقال ميلانشون الثلاثاء "لا تصدقوا ما يقولونه لكم: إنه يريد الخروج من أوروبا ومن اليورو، فلنكن جديين"، مبديا ثقته بالقدرة على التفاوض مع ألمانيا.

مشاركة :