يقوم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بجولة تتضمن عددا من الدول استهلها بالرياض. وتأتي هذه الزيارة في إطار إعادة إحياء الحلف الأمريكي السعودي بعد أشهر من الفتور في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وكان النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط أبرز المحاور التي طغت على محادثات ماتيس مع المسؤولين السعوديين. سعى وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس خلال زيارته إلى السعودية الأربعاء إلى تأكيد عودة الروح للحلف التاريخي بين الرياض وواشنطن بعيد تسلم دونالد ترامب الرئاسة، في مواجهة عدو مشترك هو إيران. وبعد أشهر طويلة من الفتور في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، عاد الطرفان للعمل على إعادة ترميم العلاقة التي طغى عليها شعور الرياض بالتهميش بعيد توقيع الاتفاق النووي مع طهران، الخصم اللدود للمملكة المحافظة. وبحسب مسؤول أمريكي في وزارة الدفاع، فإن ماتيس يزور الرياض بهدف "إعادة إحياء" الحلف الأمريكي السعودي و"الاستماع" إلى مطالب قادة المملكة و"ما يحتاجون إليه فعلا". علينا التصدي للنفوذ الإيراني وقال ماتيس اليوم إن إيران تلعب دورا يزعزع الاستقرار في المنطقة لكن يتعين التصدي لنفوذها من أجل التوصل إلى حل للصراع اليمني من خلال مفاوضات برعاية الأمم المتحدة. وذكر ماتيس للصحفيين في الرياض بعد اجتماع مع كبار المسؤولين السعوديين "في كل مكان تنظر إن كانت هناك مشكلة في المنطقة فتجد إيران". وأضاف "علينا التغلب على مساعي إيران لزعزعة استقرار بلد آخر وتشكيل ميليشيا أخرى في صورة حزب الله اللبناني لكن النتيجة النهائية هي أننا على الطريق الصحيح لذلك". وشدد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس على وجوب عدم تمكين إيران من إنشاء ميليشيا قوية في اليمن على غرار حزب الله في لبنان، وذلك إثر لقائه مسؤولين سعوديين. وقال ماتيس لصحافيين يرافقونه في جولته الشرق الأوسطية "علينا أن نمنع إيران من زعزعة استقرار" اليمن و"إنشاء ميليشيا جديدة على غرار حزب الله اللبناني". وتتهم إيران بدعم الحوثيين الذين يخوضون نزاعا مع القوات الحكومية اليمنية التي يدعمها تحالف تقوده الرياض. ويرى المسؤولون في البنتاغون أن إيران هي التي زودت الحوثيين بالصواريخ التي يستخدمونها. وبعد يوم من اللقاءات مع المسؤولين السعوديين وفي مقدمهم الملك سلمان، لم يشأ ماتيس توضيح ما إذا كانت الإدارة الامريكية تعتزم زيادة الدعم العسكري لعمليات التحالف في اليمن. واكتفى بالقول إن "هدفنا هو دفع هذا النزاع إلى مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة للتأكد من انتهائه في أسرع وقت". والمسؤولون في البنتاغون مقتنعون بوجوب زيادة الضغط العسكري على الحوثيين لإعادتهم إلى طاولة التفاوض. لكن الانتقادات الدولية التي تعرض لها التحالف على خلفية العدد الكبير من الضحايا المدنيين الذين سقطوا في عمليات له تزيد التردد الأمريكي في تقديم مزيد من الدعم العسكري. وأوضح ماتيس أن محادثاته مع الملك سلمان وولي ولي العهد محمد بن سلمان كانت "مثمرة جدا على صعيد النتائج، ويشمل ذلك كيفية مكافحتنا الإرهاب مع أحد أفضل شركائنا وتتهم الرياض طهران بالتدخل في شؤون دول المنطقة، وبينها البحرين ولبنان وسوريا حيث تدعم إيران نظام الرئيس السوري بشار الأسد بينما تقدم السعودية الدعم إلى جماعات مسلحة مناهضة لهذا النظام. ومنذ أكثر من عامين، تقود المملكة السنية تحالفا عسكريا عربيا في اليمن المجاور لمساندة حكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين الشيعة المؤيدين لإيران. وتجد الرياض في إدارة ترامب آذانا صاغية تتفاعل مع قلقها من "التدخلات الإيرانية" في دول المنطقة، خصوصا مع تكثيف مسؤولي هذه الإدارة من اتهاماتهم لطهران بزعزعة استقرار المنطقة وتلويحهم باتخاذ إجراءات بحقها. ذخائر دقيقة التوجيه ورأى الجنرال جو فوتيل قائد القيادة الأمريكية الوسطى أن هدف إيران هو أن تصبح "القوة المهيمنة" على الشرق الأوسط، معبرا عن قلقه تجاه "قادة قوة القدس البحرية الإيرانية المارقين الذين يعملون بطريقة استفزازية ويحاولون اختبارنا". وفي ظل التوترات مع طهران والقلق السعودي من النفوذ الإيراني، يبدي المسؤولون الأمريكيون حذرا في مقاربتهم للخلافات السعودية الإيرانية وما يمكن أن يقدموه للمملكة في هذا السياق. وتقوم الولايات المتحدة التي تشن طائراتها ضربات ضد جماعات متطرفة في اليمن، بنقل معلومات استخبارية إلى التحالف العربي بقيادة الرياض في هذا البلد وتزوده بالوقود والأسلحة، علما أن أوباما قام في كانون الأول/ديسمبر بتعليق نقل ذخائر دقيقة التوجيه إلى الرياض بسبب المخاوف من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. وبإمكان إدارة ترامب إعادة تزويد القوات السعودية بهذه القنابل، أو تقديم مساندة عسكرية أكثر فاعلية في البلد الفقير وسط حالة من الجمود العسكري في ظل عجز القوات الحكومية عن تحقيق اختراقات كبيرة رغم المساندة التي تلقاها من الرياض والتحالف العربي. وفي مقابل الدعم العسكري، ترغب واشنطن بحسب المسؤول في وزارة الدفاع، في أن تعزز المملكة دورها في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، خصوصا عبر زيادة ضرباتها الجوية وتقديم مساعدات إنسانية أكبر. وقال المسؤول إن "الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية تبقى الأولوية" بالنسبة إلى القوات الأمريكية. والسعودية هي المحطة الأولى في جولة لماتيس في المنطقة تشمل أيضا مصر وإسرائيل وقطر وجيبوتي. فرانس 24/ أ ف ب/ رويترز نشرت في : 19/04/2017
مشاركة :