نشر موقع شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية مقالاً لأحمد طارقجي -رئيس الجمعية الطبية السورية الأميركية- حول سياسة التجويع التي يتبعها نظام بشار الأسد ضد المدنيين المحاصرين. يقول طارقجي في أواخر ربيع عام 2016، توفيت علا البالغة من العمر 12 عاماً بسبب الجوع في بلدة مضايا، وهي مدينة سورية صغيرة يحاصرها النظام منذ يوليو 2015، ولا يوجد فيها تقريباً أي طعام، أو إمدادات طبية، أو غيرها من الخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن علا لم تكن أول شخص يموت جوعاً، ففي مضايا وحدها، لقي 65 شخصاً حتفهم من شدة الجوع تحت الحصار. وأضاف الكاتب أن المجتمع الدولي وقف يشاهد بشكل سلبي العديد من المدنيين في مضايا، وأماكن أخرى يستسلمون لأهوال لا حصر لها، بما في ذلك رصاصات القناصة، وأمراض لم تداوها الرعاية الطبية، فضلاً عن السلاح الأكثر فعالية ألا وهو الجوع. ولفت إلى أن قوات الأسد زرعت حوالي 12 ألف لغم أرضي حول البلدة، وأقامت 65 نقطة تفتيش للتأكد من عدم دخول أي طعام، ولم يكن هناك سوى مرفق وحيد يعمل لخدمة 40 ألفاً من السكان، وهو الذي تديره الجمعية الطبية السورية الأميركية. وتابع طارقجي أن نظام الأسد عرقل المحاولات التي ترعاها الأمم المتحدة لتقديم كميات أكبر من المساعدات إلى المدينة المحاصرة، ولم تغير احتجاجات الأمم المتحدة إلا القليل. واعتبر أن مضايا هي مثل «دراسة حالة» في الاستراتيجية الوحشية لنظام الأسد، والتي يمكن تلخيصها بجملة: «الاستسلام أو التجويع»، مشيراً إلى أن نحو مليون سوري يعانون من ظروف مماثلة في جميع أنحاء البلاد الممزقة، ويحاصر النظام الأغلبية الساحقة منها. يقول الكاتب إن سكان مضايا، مثل غيرهم في مدن درعا والمعضمية وحمص وحلب، يعرفون أنه لا أحد يرغب في إنقاذهم، ويبدو أنه لا أحد مستعد لحماية القوانين الإنسانية. وختم الكاتب مقاله بالقول لقد حان الوقت لاتخاذ موقف موحد، فمزيد من سلبية المجتمع الدولي لن تؤدي إلا إلى شيء واحد، هو استمرار معاناة الشعب السوري.;
مشاركة :