المسلمون في الصين يمارسون شعائرهم بحرية

  • 4/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رسالة بكين- إبراهيم بدوي:أكد عادل الحاج كريم نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية حرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على لقاء القيادات الإسلامية الصينية أثناء زيارة سموه للصين عام 2014 ودعوته لهم لزيارة الدوحة والدراسة بها. وقال في لقاء مع ممثلي الصحف القطرية بمقر الجمعية في العاصمة بكين إن سمو الأمير رحب بعلماء المسلمين الصينيين وأعرب عن استعداده لتقديم كافة المساعدات التي يحتاجها المسلمون في الصين. وأوضح الحاج كريم أن هناك 23 مليون مسلم وأكثر من 40 ألف مسجد منتشرة في جميع أنحاء الصين، مشدداً على أن الحكومة الصينية تهتم اهتماماً بالغاً بأمور الإسلام والمسلمين من ناحية المساعدات الاقتصادية، وإنشاء المعاهد وترميم المساجد. ونفى أن يكون هناك اضطهاد ضد المسلمين في الصين لافتاً إلى أن هناك أقلية من المسلمين الصينيين لديهم أفكار متشددة ونعتبرهم انفصاليين وإرهابيين، لأنهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية على عكس ما ينص عليه الدستور الصيني الذي يكفل لكل أتباع الديانات المختلفة ممارسة عقائدهم الدينية بحرية تامة.  صاحب السمو رحب بعلماء المسلمين الصينيين عن دعم قطر للمسلمين في الصين، قال عادل الحاج كريم نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية إن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى زار الصين قبل عامين، والتقى رئيس الجمعية الصينية، وكان لي شرف مرافقة الرئيس، والتقينا أمير قطر الذي كان حريصاً جداً على مقابلة القيادات الإسلامية في الصين، وأبلغنا أنه يرحب بزيارتنا إلى قطر وحضور مؤتمر حوار الأديان الذي تنظمه سنوياً، وبالفعل نرسل علماء إلى الدوحة للمشاركة في المؤتمر. ورحب سمو الأمير بالعلماء المسلمين، والدراسة في قطر، وتقديم أي نوع من المساعدات يحتاجها المسلمون في الصين.   100 مليون يوان لتوسعة الكلية الإسلامية أكد الحاج كريم أن الحكومة الصينية تهتم اهتماماً بالغاً بأمور الإسلام والمسلمين من ناحية المساعدات الاقتصادية، وترميم المساجد، والتربية الإسلامية، وعلى سبيل المثال، قدمت الحكومة الصينية مساعدة مالية بقيمة 100 مليون يوان لإنشاء وترميم وتوسيع مباني الكلية الإسلامية الصينية. وقد بدأ المسلمون يستفيدون من الكلية الجديدة، وهناك مشاريع توسعة للكليات الإسلامية في مختلف أنحاء الصين، خاصة في منطقة شينجاو، التي يقطنها أقلية الإيغور المسلمون، وإنشاء أكبر معهد إسلامي في الصين بهذه المنطقة، يستوعب ألف طالب خلال السنوات القادمة. وهناك مساعدات مالية للمسلمين في مناطق مختلفة. وقال إن الجمعية ليست في حاجة إلى مساعدات مالية، لأن الحكومة الصينية تقدم لنا مساعدات كبيرة لإنشاء المدارس، وتنظيم مختلف فعالياتنا الدينية، ولكننا نتطلع لمشاركة علمائنا المسلمين الصينيين في مؤتمرات إسلامية دولية في قطر ودول عربية أخرى، ويكون هناك دعم وتعزيز للعلاقات والتعاون مع المسلمين عبر العالم الإسلامي. 23 مليون مسلم في الصين وأوضح نائب رئيس الجمعية الإسلامية أنه يوجد بالصين 23 مليون مسلم وأكثر من 40 ألف مسجد و700 جمعية فرعية إسلامية في كافة أنحاء الصين. كما أن لدينا 10 قوميات من أصل 56 قومية في الصين بها أقليات تعتنق الدين الإسلامي، و10 معاهد إسلامية منتشرة في أنحاء الصين، خاصة شمال غرب الصين حيث تجمعات المسلمين. وأوضح أن معلمي الدين الإسلامي هم من داخل الصين، وندعو أساتذة جامعيين من الخارج لتقديم محاضرات حول العلوم الإسلامية.   لا اضطهاد للمسلمين في الصين وحول ما يتردد من أنباء عن اضطهاد المسلمين في الصين قال حاج كريم إنها ليس لها أساس، لأن النشاطات الدينية للمسلمين قائمة، والمساجد مفتوحة ويصومون بصفة عادية في شهر رمضان، وتقام موائد الرحمن، وصلاة التراويح وختم القرآن خلال شهر رمضان. والحكومة الصينية من خلال مصلحة شؤون الأديان طبعت "نظام الشؤون الدينية"، ولديها أنظمة خاصة بالشؤون الدينية في المناطق الخاصة بالمسلمين. والمسلمون في الصين ليس لهم مشاكل ويمارسون شؤونهم الدينية بحرية تامة بحسب النظام والقانون، مثل باقي أتباع الديانات الأخرى من البوذيين والمسيحيين وغيرهم، والكل لا بد أن يلتزم بالقوانين الصينية، حيث ينص الدستور الصيني على حرية الاعتقاد الديني، ولكل مواطن صيني الحرية التامة لممارسة عقائده الدينية. وعلى سبيل المثال أيضاً، يمارس المسلمون في الصين سنوياً شعائرهم الدينية المتعلقة بموسم الحج، حيث تتكفل الجمعية الإسلامية الصينية بتنظيم مناسك الحج للمسلمين الصينيين إلى الأراضي المقدسة. كما أن الأنظمة الصينية تكفل حق الصوم للمسلمين، وتحترم الشعائر الدينية خلال رمضان، ولكل مواطن صيني مسلم الحق في الصوم، كما أن لكل مواطن الحق أن يفطر، بحرية تامة.   جهود لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام أشار حاج كريم إلى أن هناك بعض المتشددين في بعض المناطق، خاصة منطقة شيجيانغ، لديهم أفكار متشددة ويشرحون القرآن بحسب مزاجهم، على ظاهر المعنى، ويضلون ويضللون الناس، ونحن نواجه هذه التحديات، وقمنا بجهود كبيرة لتصحيح المفاهيم، وأصدرنا كتباً لشرحها، ونشر الخطاب الديني أو ما نسميها "المواعظ، حيث ألفنا 6 أجزاء من "ديوان الوعظ"، للشرح الصحيح للإسلام عبر الأئمة في المساجد للمسلمين، ونقوم بذلك من 16 عاماً، ولدينا لجنة إرشادية للشؤون الإسلامية الصينية، مكونة من كبار علماء الصين، وتتولى تأليف الكتب، ودعوة علماء لإلقاء محاضرات في المساجد، ضمن مساعينا لتصحيح المفاهيم الإسلامية، وإرشاد المسلمين إلى الطريق المستقيم. وسنوياً، نقيم مسابقة الوعظ والخطابة الوطنية عبر أنحاء الصين، لتأهيل الخطباء والدعاة لنشر المفاهيم الإسلامية، وهي تجربة قيمة جداً. أقلية متشددة في الجنوب أكد نائب رئيس الجمعية الإسلامية في الصين أن في كل دولة يوجد متشددون ومعتدلون ووسطيون، والصين أيضاً بها متشددون في فهم الإسلام، ويخطئون ويغلطون غيرهم، لكن نسبتهم قليلة جداً، ولا تأثير لهؤلاء في الصين، كما هو الحال في دول أخرى في سوريا والعراق، على سبيل المثال. وتابع: هؤلاء المتشددون المسلمون نعتبرهم في الصين أقلية وانفصاليين، لأنهم يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية في الصين، وهذا غير ممكن، وغير مقبول، ولذلك نصفهم بالإرهابيين والانفصاليين، خاصة أن الدستور الصيني يكفل لكل أتباع الديانات المختلفة ممارسة عقائدهم الدينية بحرية تامة. وتابع: قرأنا في الصحف عن وجود انفصاليين صينيين انضموا لتنظيم الدولة "داعش" ونحن ضدهم. لكن لا تأثير لهؤلاء على المسلمين في الصين، بفضل العمل التوعوي الذي تقوم به الجمعية الإسلامية الصينية.   لا حظر للحجاب .. والمسلمون يتقلدون كافة المناصب شدد حاج كريم على أن هناك انسجاماً وتوافقاً واحتراماً متبادلاً بين مختلف أتباع الأديان في الصين، ويعكس هذا نجاح التجربة الصينية، فالصينيون المسلمون لهم علاقات ودية وصداقة مع الصينيين من أتباع الديانات الأخرى، وتقام ندوات حول حوار الأديان في الصين، وشرح لمفاهيم الإسلام عبر إذاعات إسلامية في الصين، وتعريف عن الإسلام وحياة المسلمين. وأكد أنه ليس هناك حظر للحجاب في الصين، لكن النقاب ليس من عادات وتقاليد القوميات الصينية المسلمة، بالتالي فهو ممنوع. وقال في سياق آخر، لدينا مسلمون في الصين عينوا في مناصب قيادية كبيرة في الدولة مثل أركن أمير باقي، مسلم من قومية الإيغور نائب رئيس المجلس الوطني لنواب الشعب. وأيضاً نائب رئيس المجلس الاستشاري السياسي الصيني مسلم. فكل الصينيين متساوون في الحقوق. ولدينا مسلمون مثقفون متميزون في الجامعات. وقال إن بناء المساجد يكون بتبرعات المسلمين، ولكن الحكومة تقدم مساعدات مالية لبعض المناطق. ومرتبات الأئمة تتكفل بها المساجد.  مسلمو الصين ملتزمون بأحكام القانون والدستور وقال حاج كريم إن قوانين الأحوال الشخصية الصينية تكون وفق الدستور الصيني الذي يمنع تعدد الزوجات، وكل أتباع الديانات في الصين يلتزمون بأحكام الدستور. وعقد الزواج مثلا ينص على ضرورة الحصول على شهادة الزواج من الجهات الحكومية، قبل عقد القران بحضور شاهدين. والمناهج الدراسية موحدة بجميع المدارس الحكومية في الصين، لكن لدينا مناهج خاصة بالمسلمين في المدارس الخاصة والمعاهد الإسلامية، وهذا منفصل عن التعليم العام. وأحوال المسلمين جيدة ونؤكد على حب الوطن وحب الدين. ولدينا موقع إلكتروني للجمعية الإسلامية الصينية، يتضمن فيديوهات لتعليم الدين الإسلامي. وتعريفاً عن الإسلام، وتاريخ دخول الإسلام إلى الصين عبر وسائل الإعلام الصينية.

مشاركة :